جوجل تحتفل بمئوية جاين جاكوبز
الوسط- محرر منوعات
احتفلت جوجل اليوم بالذكرى المئوية لولادة جاين جاكوبز وهي ناشطة وكاتبة، اهتمت بالكتابة عن العمران، وعن حماية الأحياء الحضرية، وخاصة في كتب مثل "حياة وموت المدن العظمى في أميركا" وكتاب "العصور المظلمة وما بعدها".
وولدت جاين جاكوبز في يوم 4 مايو/ أيار 1916 في مدينة سكرنتون بولاية بنسلفانيا، وعملت جاكوبز لفترة كمراسلة صحافية وكاتبة حرة، قبل ان تلتحق بجريدة Architectural Forum في العام 1952، ونشرت أول كتبها عن الحياة في الضواحي تحت عنوان "حياة وموت المدن الكبرى في أميركا" The Death and Life of Great American Cities والذي نشر في عام 1961، ونشرت آخر كتبها "العصور المظلمة وما بعدها" Dark Age Ahead في العام 2004، وتوفيت جاكوبز في يوم 25 أبريل/ نيسان 2006 في مدينة تورنتو الكندية.
وعلى رغم من ان جاين جاكوبز لم تحظى باي تدريب رسمي فيما يخص العمارة وتخطيط الضواحي، إلا أنها قادت ثورة إنسانية وغيرت نظرة الناس إلى المدن، واستلهمت جاكوب نظرتها إلى المدنية وعمران المدن والضواحي من حياتها في مدينة نيويورك، وتحديدا في جوار قرية جرينيتش، والتي كانت تضم العديد من النماذج المعمارية المختلفة ومنها منازل وشقق في مباني سكنية ذات طوابق، وشوارع ضيقة وكلها أشياء عززت من انتماءها إلى مجتمع الضواحي وجعل منها ناشطة لحماية البيئة الحضرية.
وبعد ان عملت جاين جاكوبز في Architectural Forum في العام 1952 قادت حملة رافضة للزحف العمراني على المناطق الحضرية حيث كانت المدن تتوسع في هذا الوقت على حساب الضواحي ويتم شراء المنازل ذات الطابع الراقي الجميل وهدمها وتحويلها إلى عمارات شاهقة وناطحات سحاب، ومن أجل الحفاظ على طابع هذه المناطق المعماري كتبت أول كتبها في هذا الشأن "حياة وموت مدن أميركا العظمى The Death and Life of Great American Cities والذي نشر في العام 1961.
وفي قصتها استعرضت جاين جاكوبز العديد من النماذج العظيمة للجوار في الضواحي، وشرحت للناس ما الذي يجعل هذه الأحياء حيوية وحية وكيف يصطدم ذلك بالعمارة الحديثة والزحف المعماري، وضربت مثال بقرية جرينيتش التي كانت تقطنها، وعملت جاكوبز كذلك على حماية العديد من المناطق الأخرى ذات الطابع الحضري.
وتزوجت جاين جاكوبز من المهندس المعماري روبرت هايد جاكوبز منذ عام 1944 وانتقلت معه إلى مدينة تورنتو الكندية من اجل عمل زوجها وكان ذلك في العام 1968، وبعد مغادرتها لنيويورك ركزت جل اهتمامها على كتاباتها ومددت من نشاطها في الكتابة لتحقيق نتائج قياسية، ومن أهم كتبها التي نالت اهتماما واسعا كتاب "المدن وثروة الأمم Cities and the Wealth of Nations" ونشرت هذا الكتاب في العام 1989، وكذلك كتابها "نظم البقاء على قيد الحياة Systems of Survival" ونشر في العام 1992، وكتاب "طبيعة الاقتصاد The Nature of Economies" ونشر في العام 2000.
وفي كتابها "عصور الظلام وما بعدها Dark Age Ahead" الذي نشر في العام 2004 وكان آخر ابداعاتها، تحدثت جاين جاكوبز عن مخاوفها حول اضمحلال الحضارة وتوفيت في 25 ابريل 2006 في تورنتو بكندا.
ويقول عنها خبراء العمران أن كتبها غيرت العالم، وهو نادرا ما يفعل كتاب، فالكتب تنقل أفكارا، ولكن من الصعب ان يغير كتاب أسلوب تفكير الناس حول أمر ما، وهذا ما فعلته الناشطة في عمران الضواحي والمدن وهذا ما يقوله النقاد عن كتابها "حياة وموت مدن أميركا العظمى The Death and Life of Great American Cities" والذي اعتبروه أكثر الكتب تأثيرا في نصف قرن، وغير مفهوم الناس عن معالم المدن التي يمكن أن يعيشون فيها.
وأصبحت وجهة نظر جاين جاكوبز من ضمن الحكمة التقليدية وأمر ينظر إليه بعناية عند تخطيط المدن، على رغم أنها لم تحظى بالشهرة الكافية.
وعاصرت جاين جاكوبز الطفرة العمرانية التي قادتها الحكومة الفيدرالية الأمريكية في خمسينيات القرن الماضي، ومشروعهم بمحو المناطق الحضرية وهدم المنازل فيها بالبلدوزر، وتبنى هذه الحركة العديد من البنوك ورجال الأعمال وشركات المقاولات ورؤساء البلديات المدن الكبرى والنقابات والصحف التي كانت تروج لهذا المشروع بقوة، واعتبر كل هؤلاء أن هذه الحركة العمرانية سوف توقف زحف أهل الضواحي إلى وسط المدينة، وستوفر فرص العمل لهم في مناطقهم، وسوف تحسن من الأماكن العامة.
أما جاين جاكوبز والتي كانت إنسانة متحررة وتعتمد على فكرها الخاص، على رغم عدم حصولها على شهادة جامعية، إلا أن عملها كمراسلة صحافية جعلها تنشط ذهنيا وتفكر جيدا فيما هو مطروح أمامها من مشاريع، كما أن عدم دراستها للعمارة جعلها أكثر تفتحا وتقبلا للواقع من دون أي تأثير أو توجيه من دراسة، وقوالب تفكير، وبدأت في كتابة سلسلة مقالات كانت تمهد لكتابها الأبرز "حياة وموت مدن أميركا العظمى The Death and Life of Great American Cities" ونشرت هذه المقالات في مجلة "فورتشن" قبل نشر الكتاب، والذي تعتمد فكرته الأساسية على القول بأن المدن هي لسكانها من البشر وليس فقط لإثبات العظمة العمرانية.
وعندما اقترح روبرت موسى والذي كان يطلق عليه لقب قيصر التخطيط في مدينة نيويورك أن يشق طريق رئيسي في قرية جرينتش التي كانت تقطنها جاكوب، قادت هي حملة رفض واسعة ووعت السكان بخطورة ذلك على البيئة الحضرية في قريتهم الصغيرة وعبئت جيرانها لتحدي هذا القرار والوقوف بثبات أمام الجرافات، حتى القي القبض عليها بمعرفة السلطات وسجنت، ما أدى لانتشار غضب شعبي واسع ضد هدم المناطق الحضرية انطلقت من نيويورك وانتشرت في ربوع الولايات المتحدة الأميركية.
واستمرت جاين جاكوبز في مواجهة السلطات ونشر توعية كبيرة حول الحفاظ على التراث الحضري للضواحي على رغم قيام موسى والموالين لمشروع تحديث البيئة الحضرية بتشويه سمعتها، واستطاعت جمع مؤيدين أكثر على رغم من هذه الحملة التي أثيرت ضدها، وفي العام 1974 ألغى الرئيس الأميركي السابق نيكسون برنامج تحديث الضواحي إلى الأبد، وذلك حسب تقارير نشرتها مواقع التواصل الاجتماعي.