روسيا تأمل بإعلان هدنة وشيكة تنهي المواجهات المستمرة في حلب بشمال سورية
موسكو - (أ ف ب)
أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اثر اجتماعه اليوم الثلثاء (3 مايو / أيار2016) مع الموفد الدولي ستافان دي ميستورا في موسكو، عن امله بإعلان وشيك لوقف للأعمال القتالية في مدينة حلب في شمال سوريا حيث اسفر القصف المتجدد عن 19 قتيلا.
في هذا الوقت، طلبت فرنسا وبريطانيا اجتماعا عاجلا لمجلس الامن الدولي حول حلب، وفق ما اعلن سفيراهما الثلثاء.
واذ أكد ان "حلب تحترق"، اعتبر السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكروفتيل انه ملف ذو "اولوية قصوى".
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع دي ميستورا، قال لافروف عن وقف إطلاق النار "آمل أن يتم الاعلان عن مثل هذا القرار في وقت قريب، ربما حتى في الساعات القليلة المقبلة".
واضاف ان "المحادثات بين عسكريين روس واميركيين في شأن اعلان وقف إطلاق النار في مدينة حلب تنتهي اليوم"، مشيرا الى انه "سيتم خلال الايام المقبلة في جنيف انشاء مركز تنسيق روسي -اميركي للتدخل السريع في حال خرقت الهدنة".
واشاد دي ميستورا الذي التقى الاثنين وزير الخارجية الاميركي جون كيري، بالهدنة التي رعتها موسكو وواشنطن، ووصفها بانها "انجاز ملحوظ"، داعيا في الوقت ذاته القوتين العظميين لان تقدما "لنا جميعا المساعدة لضمان عودة هذه العملية الى مسارها".
- "انهيار كامل لوقف النار" - وفي واشنطن، اعتبر كيري الثلثاء ان "عواقب" ستترتب على عدم التزام نظام الرئيس السوري بشار الاسد بالوقف الجديد لإطلاق النار الجاري النقاش حوله بين واشنطن وموسكو وخصوصا في حلب.
وصرح كيري للصحافيين في مقر وزارة الخارجية "في حال لم يلتزم الاسد بذلك فستكون هناك بشكل واضح عواقب يمكن ان تكون احداها الانهيار الكامل لوقف إطلاق النار و(العودة الى) الحرب" في سوريا.
ورعت موسكو وواشنطن اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ 22 نيسان/ابريل في مدينة حلب، عاصمة سوريا الاقتصادية سابقا.
وأسفر التصعيد العسكري في شطري حلب المقسومة بين النظام والمعارضة خلال 12 يوما عن مقتل أكثر من 270 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.
وفي برلين، اعلنت وزارة الخارجية الالمانية ان بلادها ستستضيف الاربعاء اجتماعا يضم دي ميستورا والمنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لاطياف واسعة من المعارضة السورية رياض حجاب ووزيري الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت والالماني فرانك فالتر شتاينماير.
وقالت الخارجية في بيان "ستركز النقاشات على كيفية ايجاد الظروف المؤاتية لاستمرار مفاوضات السلام في جنيف وتهدئة العنف وتحسين الوضع الانساني في سوريا".
وقال ايرولت "ما يحصل في حلب لا يمكن تحمله (...) ينبغي القيام بكل شيء لعودة وقف اطلاق النار (...) كل يوم يمر هو خسارة".
- ستة مستشفيات - ميدانيا، قصفت الفصائل المقاتلة المعارضة ليل الاثنين-الثلاثاء بشكل كثيف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام في حلب، وبينها الموكاكبو والمشارقة والاشرفية وشارع النيل والسريان.
واسفر القصف عن مقتل 16 مدنيا واصابة 68 اخرين، بينهم ثلاث نساء جراء قذيفة صاروخية استهدفت مستشفى الضبيط للتوليد في حي المحافظة، وفق ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
من جهته، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن 19 قتيلا ونحو 80 جريحا في الاحياء الغربية.
واصيبت ستة مستشفيات على الاقل في القصف في الجهتين الشرقية والغربية للمدينة خلال الايام الاخيرة.
وطالب مجلس الامن الدولي الثلاثاء جميع الاطراف المتحاربة بحماية المستشفيات والعيادات الطبية وذلك في قرار تبناه بالاجماع واشار الى الزيادة المقلقة للهجمات على العاملين الطبيين في مناطق النزاع في انحاء العالم.
وتعرضت الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة الاسبوع الماضي لغارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام اوقعت عشرات القتلى بين المدنيين واثارت تنديدا دوليا.
واستأنفت الطائرات الحربية السورية ظهر الثلاثاء قصف الاحياء الشرقية، وبينها الشعار والصاخور والهلك، وفق ما افاد مراسل لفرانس برس.
وكانت الاحياء الشرقية شهدت هدوءا طوال الليل وخلال الصباح قبل ان تتجدد الغارات.
واعلن الجيش السوري في بيان ان "المجموعات الارهابية المسلحة من جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الاسلام وغيرها من التنظيمات الارهابية الاخرى قامت بهجوم واسع من عدة محاور في حلب"، وان "قواتنا المسلحة تقوم حاليا بصد الهجوم والرد المناسب على مصادر النيران".
واكد مراسل فرانس برس وقوع معارك عنيفة على محاور حي جمعية الزهراء في غرب حلب.
وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات العسكرية في حلب بوجود جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، وهي غير مشمولة بوقف اطلاق النار، مثلها مثل تنظيم داعش.
لكن مدينة حلب كانت مدرجة بين المناطق المشمولة باتفاق وقف الاعمال القتالية لدى الاعلان عنه. ووفق المرصد السوري، فان "اليد العليا في مناطق المعارضة ليست لجبهة النصرة برغم وجود مقاتلين منها في المنطقة"، لكنها لا تسيطر على الاحياء الشرقية.