دي مستورا في موسكو سعيا لإنقاذ الهدنة في سورية
موسكو- أ ف ب
يصل المبعوث الأممي ستافان دي مستورا اليوم الثلثاء (3 مايو/ أيار 2016) إلى موسكو لإجراء مباحثات حول سبل استئناف وقف إطلاق النار في سوريا بعد عشرة أيام من المعارك العنيفة التي تتسبب بسقوط مزيد من الضحايا ولا سيما في حلب.
بعدما بحث الأزمة في سورية الاثنين في جنيف مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، يفترض أن يلتقي دي مستورا الثلاثاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على أن يتبع الاجتماع مؤتمر صحافي، وفق وزارة الخارجية الروسية.
ورعت موسكو وواشنطن وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 27 فبراير، لكنه شهد خروقات متتالية تصاعدت خطورتها منذ عشرة أيام، لا سيما في مدينة حلب، كبرى مدن شمال سوريا.
وسقط أربعة قتلى الثلاثاء وأصيب حوالي خمسين شخصا بجروح في الأحياء الغربية التي يسيطر عليها النظام في المدينة المقسمة بين قوات النظام وفصائل المعارضة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
في المقابل، تحدثت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن ستة قتلى و37 جريحا.وذكرت وكالة أنباء "ريا نوفوستي" الروسية أن جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة، استهدفت الحي المسيحي في حلب، وأوردت حصيلة من تسعة قتلى و45 جريحا في القصف استنادا إلى مصادر في المعارضة لم تحددها.
وقال المرصد إن "الفصائل الإسلامية والمقاتلة قصفت بشكل مكثف طوال الليل ثم صباح اليوم بعشرات القذائف أحياء حلب الغربية"، مشيرا إلى أن القصف كان لا يزال مستمرا.
ولم تسجل اي غارات جوية على الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، وفق ما أفاد مراسل فرانس برس والمرصد السوري.وكانت الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة شهدت الأسبوع الماضي غارات جوية مكثفة نفذتها قوات النظام وأوقعت عشرات القتلى بين المدنيين واستهدفت مستشفيات وأثارت تنديدا دوليا.وسجل المرصد مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم نحو 50 طفلا في كل أنحاء المدينة منذ بدء المعارك الأخيرة في 22 ابريل.
من جهة ثانية، قتل 13 مدنيا في غارات استهدفت الثلاثاء الرقة (شمال)، معقل تنظيم داعش في سورية، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي لم يحدد الجهة التي نفذت الغارات، الطيران الروسي أو طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن.وقال المرصد إن هذه الطائرات نفذت أكثر من 35 غارة على الرقة التي لم تتعرض لقصف بهذا العنف منذ أسابيع.
- "آلية أفضل" - ومع استمرار القتال وسقوط المزيد من الضحايا ونزوح عشرات العائلات من حلب، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون موسكو وواشنطن إلى "مضاعفة الجهود لإحياء اتفاق وقف الأعمال القتالية".
وقال دي مستورا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كيري الاثنين في جنيف "يجري الإعداد لآلية أفضل لمراقبة وقف إطلاق النار".
وقال كيري الذي التقى في جنيف كذلك نظيريه الأردني والسعودي، ان النزاع في سوريا بات "خارجا عن السيطرة" على جبهات عدة. وقال "سنحاول في الساعات المقبلة معرفة ما اذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق، ليس فقط لإعادة العمل باتفاق وقف الأعمال القتالية، بل لإيجاد مسار نستطيع اعتماده" لكي لا تكون النتيجة وقفا لإطلاق النار ليوم أو يومين.
وقال كيري "لذا، فان روسيا والولايات المتحدة وافقتا على وجود عدد اكبر من الموظفين في جنيف للعمل 24 ساعة يوميا على مدى سبعة أيام في الأسبوع".
وتحادث كيري هاتفيا الاثنين مع نظيره سيرغي لافروف. وأعلنت وزارة الخارجية الروسية ان الوزيرين "اتفقا على اجراءات جديدة ستتخذها موسكو وواشنطن" كرئيستين لمجموعة الدعم الدولية لسوريا، بينها الإعداد لاجتماع مقبل لهذه المجموعة.
وأكد المتحدث باسم الخارجية الأميركية ستيف كيربي أن الاجتماع سيعقد "قريبا".
وأشار وزير خارجية بريطانيا فيليب هاموند إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية حول سوريا. وقال خلال زيارة الى مكسيكو، "من الضروري القيام بمبادرة جديدة في الحوار السوري حفاظا على استمراريته".
- "أمل كبير" - وقال هاموند "هناك أمل كبير بان نحقق تقدما في الأيام المقبلة. أتوقع عقد لقاءات جديدة دولية في الأسبوع المقبل".
وتحدثت روسيا بدورها الأحد عن "مفاوضات حثيثة" لوقف المعارك في حلب، لكنها قالت إنها لن تمارس ضغوطا على دمشق في هذا الإطار، الأمر الذي طلبته واشنطن.
وتبرر دمشق وموسكو تكثيف العمليات بوجود جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة في المدينة، وهي من الفصائل غير المشمولة بوقف إطلاق النار الأخير، مثلها مثل تنظيم داعش.
وأكد "المركز الروسي للمصالحة" الذي يواكب المصالحات في المناطق السورية، ان "الطيران الروسي والطيران السوري لم يشنا أي غارات على الفصائل المعارضة المسلحة التي أعلنت وقف إطلاق النار وأبلغت عن إحداثيات مواقعها" إلى المندوبين الروس والأميركيين المعنيين بمراقبة وقف المعارك.
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية من جانبها الاثنين ان وقف اطلاق النار يجب ان يشمل كل سوريا وان حلب لم تكن "بتاتا" مستبعدة من مفاوضات الهدنة.
ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "اليد العليا" في مناطق المعارضة في حلب ليست ل"جبهة النصرة" على الرغم من وجود لمقاتلين منها في المنطقة، لكنها لا تسيطر على الأحياء الشرقية.
وياتي هذا التصعيد بعد انتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات غير المباشرة بين ممثلي النظام السوري والمعارضة في 27 نيسان/ابريل في جنيف والذي تخلله انسحاب الهيئة العليا للمفاوضات، الممثل الرئيسي للمعارضة احتجاجا على انتهاك الهدنة.
وأوقع النزاع السوري منذ 2011 أكثر من 270 ألف قتيل وخلف دمارا هائلا وأدى إلى نزوح نصف السكان داخل وخارج البلاد.