وثائق مسربة تظهر ضغط واشنطن على الاتحاد الأوروبي في مفاوضات "الشراكة عبر الأطلسي"
برلين – د ب أ
ضغطت حكومة الولايات المتحدة على الاتحاد الأوروبي خلال مفاوضات حول اتفاقية تجارة مشتركة من أجل تخفيف إجراءات حماية البيئة والمستهلك، حسبما أفادت وسائل إعلام ألمانية استنادا إلى وثائق مسربة.
وتخطط جماعة السلام الاخضر "جرينبيس"، التي قدمت الوثائق إلى صحيفة دويتشه تسايتونج وقناتي (ان دي ار) و(في دي ار) التليفزيونيتين، لنشر وثائق اتفاقية الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي البالغ عدد صفحاتها 240 صفحة على نطاق أوسع اليوم الاثنين.
وقالت الصحيفة إن واشنطن هددت بعرقلة جهود لتخفيف القيود المفروضة على صادرات السيارات الأوروبية إذا لم توافق أوروبا على السماح ببيع المزيد من المنتجات الزراعية الأمريكية. ويمكن أن تكون هذه الخطوة موجهة إلى إجراءات حماية المستهلك في الاتحاد الأوروبي التي تهدف إلى منع المنتجات المحورة وراثيا واللحوم المعالجة بالهرمونات.
وقالت "جرينبيس" أيضا إن الاتفاق يحد من قدرة المنظمين على اتخاذ تدابير وقائية، وأشارت إلى أن شركات كبرى تدخلت بشكل كبير في صياغة الاتفاق، منوهة إلى أنها توصلت إلى ذلك بعد مراجعة الوثائق.
وقال مفاوضون من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضية بعد محادثات في نيويورك إنهم يأملون في التوصل إلى اتفاقية "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي" بين الجانبين خلال العام الحالي رغم الصعوبات القائمة مثل المعارضة الشعبية للاتفاقية والانتخابات الأمريكية والاستفتاء البريطاني على البقاء في الاتحاد الأوروبي.
وتواجه اتفاقية "الشراكة التجارية والاستثمارية عبر الأطلسي" معارضة شعبية قوية في كل من أوروبا والولايات المتحدة حيث أصبح الحديث المناوئ لاتفاقيات التجارة الحرة يحتل مساحة كبيرة بين مرشحي الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الانتخابات التمهيدية لانتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة في تشرين ثان/نوفمبر المقبل.
وأكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن التجارة ستكون عنصرا أساسيا في جدول أعماله خلال الشهور المتبقية من حكمه. ودفع من أجل التوصل إلى الاتفاقية مع الاتحاد الأوروبي خلال وجوده في ألمانيا الأسبوع الماضي أثناء حضور معرض هانوفر التجاري الدولي برفقة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.