تجدد المواجهات بين الجيش والمتمردين في جنوب كردفان
الوسط – المحرر السياسي
تجددت المواجهات بين الجيش السوداني ومتمردي «الحركة الشعبية - الشمال» في ولاية جنوب كردفان ما أوقع عشرات الضحايا من الطرفين، بينما أعلن جهاز الأمن أمس أنه حرر 7 موظفي أمن يعملون مع شرطة صينية للنفط خطفهم المتمردون منتصف الشهر الماضي ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (1 مايو / أيار 2016).
وأعلن الجيش السوداني أمس، أن «طائرة عسكرية من طراز أنتينوف 26 تحطمت ظهر اليوم في مطار الأبيض واستشهد أفراد طاقمها وهم 3 ضباط وضابطَا صف». وأوضح أن الطائرة تحطمت أثناء هبوطها في مطار الأبيض عاصمة شمال كردفان. وتُستخدم هذه الطائرة عادة في العمليات ضد المتمردين.
وقال متمردو «الحركة الشعبية - الشمال» إن معركة دارت بينهم وبين الجيش السوداني في منطقة دلامي في جنوب كردفان، مؤكدين أن القوات الحكومية قصفت أيضاً بالمدفعية مناطق في هيبان تمهيداً للهجوم عليها.
وذكر الناطق باسم «الحركة الشعبية» ارنو نقوتلو لودي، أن قواتهم صدت هجوماً للقوات الحكومية حاولت الاستيلاء على منطقة الحدرة في دلامي وكبدتهم خسائر كبيرة. وأضاف أن قوات الحركة كبدت قوات الحكومة خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، مؤكداً مقتل 45 وإصابة 70 من الجيش الحكومي، مقابل سقوط 6 قتلى و18 جريحاً من جانب الحركة.
وكانت القوى المسلحة في تحالف متمردي «الجبهة الثورية» أعلنت وقفاً للنار من جانب واحد، منذ 24 نيسان (أبريل) الجاري ولمدة 6 أيام وطلبت من الوساطة الأفريقية تسهيل التفاوض مع الخرطوم لوضع تفاصيل وقف العدائيات، لكن الحكومة اشترطت توقيع المتمردين على خريطة طريق أفريقية من أجل الإلتزام بالهدنة.
إلى ذلك، صرح جهاز الأمن والاستخبارات أن قوات خاصة حررت 7 رهائن من موظفي الأمن العاملين فى شركة صينية للنفط من قبضة متمردى «الحركة الشعبية» كانوا خطفوهم أثناء توجههم إلى مناطق عملهم فى منتصف آذار (مارس) الماضي. وأكد الأمن في تعميم أمس أن قوات العمليات الخاصة في الجهاز حررت الموظفين في عملية نوعية في منطقة جُلُد التي يسيطر عليها المتمردون في ولاية جنوب كردفان. وأشار إلى أن المتمردين كانوا قتلوا 3 من موظفي الأمن خلال عملية الخطف، قبل أن يقتادوا الـ7 الآخرين الذين حُرروا أمس.
من جهة أخرى، وجّه زعيم حزب الأمة المعارض، الصادق المهدي، نداءً الى الشعب السوداني للخروج إلى الشارع والتظاهر ضد النظام في الخرطوم، وإعلان حالة الاعتصام والعصيان المدني. ويُعد نداء المهدي الأول من نوعه، إذ ظل الرجل بمنأى عن الدعوة للجوء إلى الشارع وانحاز إلى الحلول السلمية الخاصة بالتفاوض والحوار مع النظام.
واعتبر المهدي في بيان أن «النظام الحالي رمز للفساد، وأدخل البلاد في أزمات سياسية واقتصادية واجتماعية وخارجية». وأضاف: «الواجب الوطني على كل مواطن ملتزم بمصلحة الوطن، وكل مؤمن غيور على حرمة الدين، وكل حريص على حقوق الإنسان، أن يتحرك تظاهراً واعتصاماً وإضراباً ضد الاستبداد والفساد من دون عنف أو تخريب»، داعياً الشعب السوداني إلى أن يتوحد لـ «تحقيق السلام العادل والتحول الديموقراطي الكامل».
وسبقت نداء المهدي دعوات مماثلة لأحزاب المعارضة، من بينها الشيوعي والبعث والديموقراطي والجمهوري، فضلاً عن رئيس هيئة تحالف المعارضة، فاروق أبوعيسى، وذلك بعد مقتل طالبين جامعيين وخروج تظاهرات احتجاج غاضبة.
في المقابل، اتهم مساعد الرئيس السوداني إبراهيم محمود حامد المعارضة، باستهداف الطلاب واستغلال الجامعات، وقال لدى مخاطبته لقاءً سياسياً في الخرطوم أمس: «عندما يموت طالب يحاولون استغلاله لعجزهم عن تحريك الشارع». وأشار إلى أن مَن يقومون بتحريض الطلاب يدرس أبناؤهم في خارج البلاد.