زفرات
قصة قصيرة - عقيلة سيدعلي علوي محمد
في عجلة من أمري لملمت حاجياتي وغادرت المكتب، قدت السيارة مسرعة، ودون أن أشعر وصلت إلى الزقاق الضيق، ركنت السيارة في أقرب موقف، وصرت أتعثر في مشيتي حتى وصلت. لم أكن أول من وصل بل قبلي أخوتي وأخواتي. شاح نظري مباشرة إلى هناك، إلى الغرفة في آخر البيت موضع تردد الزوار.
تثاقلت خطواتي لم أعد أستطيع السير، صرت أتنفس بصعوبة أجر نفسي بل كدت أزحف حتى وصلت. وما إن جلست بجانب السرير حتى مسحت برفق فوق يديها، أتحسس تفاصيل الماضي الطويل، كل عرق فيها يحكي قصة كفاح جهد الزمن في إبرازه. شعرها الأحمر يتلألأ منه وجهها الذي يشع منه نور الإيمان، تتوسطه ابتسامة قهرت فيها الزمن.
أماه لا أريد لست جائعة، يكفي لا داعي إلى كل هذا الطعام ، دائماً يكون همك ملء بطوننا من الطعام. بالنسبة إلى الهاتف لم أجب لأني كنت مشغولة لم أتأخر عن موعدي إلا خمس دقائق عن المعتاد فقط لماذا كل هذا الخوف. أنت تكثرين من دلال بناتي لا تلبي لهم كل رغباتهم تجعلينهم يتمردون عليَّ. حسناً حسناً سأزور الأهل والأقارب لكن دعينا نخرج أولاً إلى المنتزه. دائماً ترفضين الطلب. عليك أن تري الدنيا إنها جميلة لماذا تزهدين فيها ما دام فيك قلب ينبض. أحب أن أراك بأحسن حلة. الناس تنظر إلى مظهرك أما قلبك الطيب فإنهم يستغلونه لمصالحهم الشخصية.
وأفقت على صراخ أختي لقد رحلت ووفدت على رب كريم ألطف عليها وأكثر حناناً من قلوبنا المشبعة بالأنانية المفرطة. كانت تريد قلوباً متحابة وأيد متشابكة وضحكات تعلو الوجنات.