إيران تحيي اتفاقية الجزائر لـ «تستثمر» في شط العرب
الوسط – المحرر الاقتصادي
نقلت وكالة «رويترز» عن مسئول أميركي، لم تسمه، قوله إن زيارة نائب الرئيس جو بايدن بغداد، هدفها «دعم رئيس الوزراء حيدر العبادي» و «تصحيح مفهوم خطأ في المنطقة مفاده أن «نفوذ إيران قوي في العراق» ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الجمعة (29 أبريل/ نيسان 2016).
وتزامنت الزيارة مع إعلان قائد قوات حرس الحدود الإيراني محسن رضائي تنظيم مناورات وتسيير دوريات مشتركة مع العراق في شط العرب (تطلق عليه طهران إسم نهر أروند) لحفظ الأمن في هذه «المنطقة الغنية بمواقع النفط الجاهزة للإستثمار»، بناء على اتفاقية الجزائر عام 1975، على ما قال.
وأعلن قائد قوات حرس الحدود الإيراني العميد قاسم رضائي (وكالة فارس) أن مناورات ودوريات مشتركة بين طهران وبغداد ستنفذ قريباً في نهر «أروند (شط العرب) ومصبه». وقال، على هامش زيارته مدينة خرمشهر وتفقده شركة «اروندان» لصناعة السفن: «في سياق الإرتقاء بالأمن في المنطقة و بناء على اتفاقية عام 1975 سنقيم في شمال الخليج الفارسي، وعند مصب نهر أروند والمنطقة المشتركة مع العراق مناورات ودوريات في النصف الأول من العام الجاري (العام الإيراني بدأ في 20 آذار (مارس) الماضي).
واضاف: «كانت لنا خلال السنوات الماضية إجراءات مشتركة مع حرس الحدود العراقي في مناطق خرمشهر ودشت ازدكان وعبادان وماهشهر الحدودية»، موضحاً أن «حماية التجار والصيادين تتطلب تسيير دوريات مشتركة مع العراق، وستتزامن دورياتنا شرق خط التالوك مع دوريات خفر السواحل العراقي غرب الخط التالوك». ووصف أمن الحدود البرية لبلاده بأنه «ممتاز» وقال: «لحسن الحظ أن الأمن مستتب على مستوى عال جداً». وأضاف أن «المناطق الغربية الممتدة من محطة حسينية في خوزستان إلى منطقة عيلام وحتى قرب قصر شيرين، فيها مواقع نفط جاهزة للتنقيب، والاستثمار وليس هناك أي مشكلة».
وفي ثالث زيارة من نوعها لمسؤولين أميركيين خلال شهر واحد، وصل بايدن إلى بغداد لتوسيع نطاق الدعم للحكومة. وأجرى مساء أمس سلسلة لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين العراقيين، ركزت على منع انهيار حكومة العبادي التي تواجه تهديدات بسحب الثقة منها.
وجاء في بيان لمكتب بايدن أنه سيشجع العراقيين على الوحدة الوطنية وإنهاء الخلافات السياسية. وقال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية إن لبايدن «علاقات شخصية مع قادة عراقيين ويتحدث معهم كل عشرة أيام تقريباً».
وأضاف أن الزيارة تهدف إلى مواجهة «مفهوم خاطئ في المنطقة» مفاده أن «لإيران نفوذاً في العراق».
وقالت مصادر سياسية عراقية إن «وساطة أميركية قادها وزيرا الخارجية والدفاع، جون كيري وأشتون كارتر في وقت سابق أسفرت عن توقيع مجموعة من القادة العراقيين «وثيقة شرف» تعهدوا فيها بحل الأزمة السياسية وتنفيذ الإصلاحات».
وعلى رغم إقرار البرلمان، المنقسم على نفسه منذ أسابيع، تعديلاً وزارياً جزئياً، إلا أن التحديات ما زالت تواجه الحكومة، إذ هدد عشرات النواب المعتصمين بسحب الثقة من العبادي، وطعنوا لدى المحكمة الإتحادية بشرعية الرئيس سليم الجبوري الذي يتهمهم بأنهم لم يؤمنوا النصاب القانوني لعقد جلسة إقالته.