الدمام: فرحة «كوثر» بالتخرج من الجامعة تتحول إلى «مأساة».. بعد دهسها وأمها
الوسط – المحرر الدولي
تحولت فرحة أسرة بتخرج ابنتها من الجامعة ونيلها شهادة البكالوريوس إلى حزن، حين دهست سيارة الطالبة وأمها، بعد مغادرتهما القاعة التي أقيمت فيها حفلة التخرج (الأحد)، في المدينة الجامعية بالدمام ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" أمس الخميس (29 أبريل/ نيسان 2016).
فبعد أربع سنوات قضتها كوثر آل سلام في أروقة القسم الأدبي بجامعة الدمام، تحلم كل يوم بـ«التخرج»، وهو حلم اجتهدت وثابرت للوصول إليه، لم يكن هذا الحلم يقتصر على كوثر فقط، إذ شاركتها والدتها الحلم ذاته، إذ دعت كل ليلة أن تقر عينها برؤية ابنتها وهي ترتدي عباءة التخرج، ولم يدر يوماً في مخيلتها أن تتبع تلك الفرحة المنتظرة «مصيبة» أو «فاجعة».
كوثر الطالبة «المميزة» كما وصفها أساتذتها في الجامعة، شاركت زميلاتها الخريجات مساء الأحد مسيرة التخرج، إلا أن تلك الفرحة انقلبت في دقائق معدودة إلى «مأساة حزينة»، حين تعرضت خريجة قسم اللغة الإنكليزية كوثر ووالدتها إلى حادثة دهس، أثناء خروجهما من قاعة الحفلة، لتلقى والدتها مصرعها، فيما ترقد كوثر في العناية المركزة.
ووجهت أصابع الاتهام في هذه الحادثة المأسوية إلى أمن الجامعة و«سوء التنظيم»، إلا أن الجامعة برأت ساحتها ببيان مقتضب، مؤكدة أن الحادثة حدثت خارج أسوارها، ولم تكن هذه الحادثة الوحيدة في حفلات تخرج الجامعة، إذ سبقها في حفلات لأعوام سابقة حوادث إغماء وتدافع بسبب سوء التنظيم والزحام. وتعرضت الخريجة كوثر ووالدتها إلى الدهس عند خروجهما من حرم الجامعة، وتجاوز منطقة النفق، إذ كانتا تحاولان عبور الطريق إلى الجانب الآخر منه، حيث كان يقف شقيق الخريجة بسيارته ليقلهما إلى المنزل، وعندما همّت الطالبة ووالدتها بعبور الطريق تعرضتا إلى الدهس من سيارة خارجة من النفق باتجاه الدمام.
بدوره، قال المدير العام للعلاقات العامة والإعلام المتحدث الرسمي لجامعة الدمام المهندس إبراهيم الخالدي، في تصريح صحافي: «بعد انتهاء فقرات الحفلة وانصراف الطالبات والمدعوات، وفي نحو الـ12 بعد منتصف الليل، وعند قيام رجال أمن الجامعة بتفقد موقع الحفلة، جاءت الطالبة ووالدتها إلى البوابة الرئيسة للجامعة، للمغادرة مشياً على الأقدام، وتم منعهما من رجال الأمن والمرور في البوابة». واستدرك الخالدي بالقول: «لكن والدة الطالبة أصرت على مغادرة الجامعة، لكون ابنها ينتظر في الجانب الآخر، وخرجتا مشياً خارج أسوار الجامعة، وعلى بُعد 900 متر تقريباً على امتداد خط الخدمة المحاذي لنفق الجامعة، بعد تجاوز منطقة النفق، طلب منها ابنها الذي كان يقف في الجانب المقابل من الطريق السريع العبور، كي يصطحبهما بسيارته المتوقفة في الجهة المقابلة، وعندما همّت الطالبة ووالدتها بعبور الطريق تعرضتا إلى الدهس من سيارة خارجة من النفق باتجاه الدمام». وأضاف المتحدث الرسمي لجامعة الدمام: «نُقلت الأم وابنتها فوراً إلى مستشفى الدمام المركزي، إلا أن الأم توفيت بعد وصولها إلى المستشفى، أما الطالبة فترقد في العناية المركزة» وبدأت حالتها في التحسن. وأشار إلى تقرير المرور الذي حدد سبب الحادثة بـ«قيام المرأتين بقطع الطريق من منطقة غير مخصصة للمشاة، لوجود السيارة التي ستقلهما في الجانب الآخر».
من جهة اخرى زار مدير جامعة الدمام عبدالله الربيش امس الطالبة كوثر ال سلام في البرج الطبي للاطمئنان على صحتها ، ومحاولة نقلها الى المستشفى الجامعي في حال سمحت حالتها الصحية بذلك.
يُذكر أن الحفلة التي أقيمت في الاستاد الرياضي بالمدينة الجامعية في الراكة، للمرة الأولى، شهدت زحاماً كبيراً، وسوءاً في التنظيم، أدى إلى تدافع الحضور، إذ بلغ عدد الخريجات الحاضرات في الحفلة نحو خمسة آلاف خريجة من مختلف الكليات، إضافة إلى حضور منسوبات الجامعة والزائرات، ما دفع أمن الجامعة إلى منع دخول السيارات إلى داخل الحرم الجامعي. وقررت جامعة الدمام جمع حفلتي تخرج طالباتها في فرعي مجمع الريان ومجمع الراكة في حفلة واحدة، وكان الجمع سبباً في الزحام الشديد والتدافع.