مسلسل «خاتون».. محاولة كسر التابوهات
الوسط – محرر المنوعات
«البيئة الشامية أعمال مطلوبة، حققت بصمة في الدراما السورية، ونحن بأمس الحاجة لأن نبقى مستمرين في إنجازها» بهذه العبارة سعى المخرج تامر اسحق لتأكيد أهمية ما يقدمه في عمله الشامي الجديد (خاتون) الذي تدور رحى أحداثه 1922، وهو من تأليف طلال مارديني ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم الجمعة (29 أبريل/ نيسان 2016).
معالجة درامية سيف رضا حامد، وتمثيل: سلوم حداد، كندا حنا، كاريس بشار، سلافة معمار، ميلاد يوسف، زهير رمضان، باسم ياخور، معتصم النهار، يوسف الخال، ورد الخال، طوني عيسى، نادين تحسين بك، أيمن رضا، شكران مرتجى، جيانا عنيد. عاش مسلسل «خاتون» فترة مخاض امتدت على مدى أربع سنوات تنقل خلالها بين شركات الإنتاج، وعانى تبدلا في المخرجين واعتذارات من قبل العديد من الفنانين، منهم نسرين طافش، قصي خولي، ولكن تلك المصاعب كلها صبّت في النهاية لمصلحة العمل، الأمر الذي يؤكده المخرج تامر اسحق، حيث يقول: تأخير التصوير جاء لمصلحة العمل، حيث جرت تعديلات مهمة على النص، هذا من جهة، أما من الجهة الاخرى فأنا سعيد بالممثلين الذين معنا، فقد كان هناك ظرف عام تمثل بأن عدداً من الممثلين يستطيعون الحضور وآخرين لا يستطيعون بسبب ارتباطاتهم بمسلسلات أخرى، فتنسيق أوقات التصوير بين عمل وآخر فيه صعوبة كبيرة، خاصة أن «خاتون» ستين حلقة وفترة تصويره تمتد على مدار ستة أشهر كاملة. وبالتالي الالتزام الطويل قد يشكل مشكلة بالنسبة لبعض الفنانين، فحدثت اعتذارات لم يكن لها علاقة بالنص أو الشركة أو المخرج، وإنما بتنسيق أوقات التصوير، وكل من اعتذر احترمه واحترم موقفه.
كسر التابوهات
تنطلق شرارة الفعل الدرامي في المسلسل من خلال حكاية حب بين خاتون (الفنانة كندا حنا)، وهي ابنة الزعيم أبو العز (يؤدي دوره الفنان سلوم حداد)، وضابط فرنسي (يؤدي دوره الفنان يوسف الخال)، مما يشي بأن هناك تابوهات ستُكسر وعادات وتقاليد ستكون موضع نقاش، وسط حدث قام بخلط الأوراق في الحارة وهز أركان منزل الزعيم، مما يصّعد من الحبكة، خاصة مع تشابكها بأحداث أخرى مشوقة، ولكن كيف تم تبرير فكرة حب خاتون للضابط الفرنسي (العدو) والهروب معه، خاصة أنها فكرة مستفزة بحد ذاتها؟
يقول المخرج تامر اسحاق: هناك تبريرات درامية لهذا الأمر ضمن الحكاية، فالحدث الرئيسي هو الحب الذي شكّل دافعاً مهماً عند خاتون، لقد شعرت بالتردد ولكن حزمت أمرها، وهذا الحدث هو المشكلة الرئيسية في الحارة لأنها أقدمت على أمر غير مقبول، إلا أن الضابط الفرنسي الذي تتبدل أحواله ويذهب ليقاتل إلى جانب الثوار، وهذا التحوّل قد يشفع له من وجهة نظر البعض وقد لا يشفع عند آخرين، لذلك هي قصة اشكالية، يمكن اختصارها بالقول ان الحب يفعل المعجزات.
موقف الحياد
أينتصر المسلسل لفكرة تمرد خاتون وكسر التابوهات المتعلقة بالعادات والتقاليد أم يدين فعلها وجنوحها عن عائلتها؟. سؤال يجيب عنه المخرج تامر اسحاق قائلاً: يقف العمل موقف الحياد تجاه الحكاية نفسها، فهناك كسر بسيط لهذا التابو المُفترض في مثل هذا النوع من الأعمال، ولكن بقينا ضمن سياق الحالة الشامية، وذلك للكثير من الأسباب، قد تكون إنتاجية أو لها علاقة بالمحطات، فهناك تابو إنتاجي لا نستطيع تجاوزه، ولكن نكسره رويداً رويداً، وبالنسبة إلي فإنني أفضل تقديم ما هو لافت للنظر ويُحدث هذا الحوار واللّغط.
وانتهى المخرج في حديثه للإشارة إلى مدى الاختلاف الذي يميز «خاتون» عن أعمال شامية أخرى، مؤكداً أن جزءاً كبيراً من المسلسل تم تصويره خارج الحارة، فبالإضافة إلى البيوت الدمشقية هناك المعسكرات الفرنسية ومعركة في سكة القطار، إضافة إلى الكثير من مواقع التصوير الخارجي الذي يتم تنفيذه بين دمشق وطرطوس.