ترحيب مصري بزيارة العاهل لمصر وتأكيد على أهميتها وما سيتمخض عنها من اتفاقات
المنامة - بنا
رحبت وسائل الإعلام المصرية بزيارة عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لمصر والمقررة غدًا والتي تستمر ليومين، وأعربت عن تفاؤلها كثيرًا بنتائج الزيارة ونجاحها في تعزيز سبل التعاون الثنائي بين الدولتين على مختلف الأصعدة الاقتصادية والسياسية، في ظل ما تتضمنه من فعاليات عديدة وتوقيع المزيد من اتفاقيات التعاون وقد تسابقت وسائل الإعلام المصرية المقروءة والمسموعة والمرئية لتغطية الزيارة الكبيرة وتأكيد أهميتها والنتائج المتوقعة منها.
ورحبت وسائل الإعلام المصرية بزيارة جلالة الملك مؤكدة أن جلالة الملك سيحل ضيفًا عزيزًا على مصر، حيث أشارت هيئة الاستعلامات المصرية إلى أن الزيارة تأتي لتأكيد الدعم والمساندة البحرينية لمصر، تقديراً لدورها ومكانتها في العالم العربي، كما أنها تعكس العلاقة الوطيدة والأخوية بين الزعيمين، والتي ترجمت في العديد من اللقاءات منذ تولي الرئيس السيسي سدة الحكم في مصر.
ونوهت الهيئة إلى اصطحاب جلالة الملك في زيارته وفدًا رفيعًا من رجال الأعمال البحرينيين لتوقيع عدة اتفاقات تجارية واقتصادية بين البلدين، وللتأكيد علي المناخ الاستثماري الآمن الذي تنعم به مصر.
وقالت صحيفة "المال" المصرية إن زيارة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة للقاهرة والمباحثات المقرر أن يجريها جلالته تشكل نقلة نوعية جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية المتنامية والمتميزة، وزخما كبيرا في فتح آفاق متجددة وواعدة لما فيه خير ورخاء البلدين والشعبين الشقيقين.
وأبرزت الصحيفة أن جلالة الملك كان أول زعيم عربي يزور القاهرة دعما لخيار الشعب المصري وإرادته الحرة وتنفيذ خارطة المستقبل، كما ترأس جلالته وفد المملكة في مؤتمر شرم الشيخ الدولي لدعم وتنمية الاقتصاد المصري منتصف مارس 2015، إلى جانب حرص جلالته على حضور حفل افتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكدة أن ذلك له دلالة واضحة لمدى التكاتف والتلاحم بين البلدين.
ونقلت شبكة "محيط" المصرية تصريحات مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير هاني خلاف لقناة "ام بي سي مصر 2" شدد فيها أن أمن البحرين من أمن مصر وأن البحرين جزء أساسي من الخليج العربي، مشددا على ضرورة التعاون بين البلدين في ظل ما تواجهه المنطقة من تدخلات خارجية تؤثر على الأمن والاستقرار بها.
كما أكدت صحيفة "الوفد" أن الزيارة تأتي في إطار سلسلة الزيارات التي قام بها زعماء دول مجلس التعاون الخليجي، خلال الفترة الأخيرة لمصر في ظل مساعي دول الخليج لإعادة مصر إلى الواجهة الإقليمية. وبهدف أن يكون هناك نوع من التعاون المشترك والتشاور ، ووجود تحالف عربي قوي يتصدى للتدخلات الخارجية. إلى جانب مناقشة الملفات الشائكة في المنطقة كالأزمة السورية واليمنية، لاسيما أن البحرين أحد أهم دول التعاون الخليجي، لها دور كبير وهام في هذه القضايا والتي تتم بالتنسيق مع الجانب المصري.
واهتمت الصحف المصرية بالزيارة التي من المفترض أن يقوم بها جلالة الملك للأزهر الشريف والمقر البابوي وما تمثله من دلالات، فكشفت صحيفة صدى البلد أن جلالته سيقوم بزيارة الجامع الأزهر الشريف خلال زيارته للقاهرة حيث سيلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب ويبحث معه سُبل دعم العلاقات بين الجانبين، مؤكدة دعم جلالة الملك لجهود الأزهر الشريف في مواجهة الأفكار الضالة والمتطرفة، ودوره في نشر سماحة الإسلام الوسطى.
فيما كشفت صحيفة "اليوم السابع" عن زيارة جلالة الملك المقر البابوي بالعباسية وأنها المرة الأولى التي يزور فيها جلالته المقر البابوي حيث سيلتقي قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
وتطرقت صحيفة "الأهرام" ووسائل إعلام مصرية أخرى إلى جلسة المباحثات التي يجريها وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، مع نظيره المصري سامح شكري وما سيتبعها من مؤتمر صحفي مشترك في ختام جلسة المباحثات. وقالت إنه من المقرر أن تتابع اللجنة الإعداد للزيارة والتي ستشهد توقيع نحو 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم، والبرامج التنفيذية بين البلدين في جميع المجالات التجارة، الاستثمار، الإعلام، الزراعة، الصحة، تدريب الكوادر الدبلوماسية، الملاحة البحرية، الثقافة، وغيرها من المجالات.
وأشارت صحيفة "الوطن" المصرية إلى الأعمال التحضيرية للجنة التي عقدت برئاسة وكيل وزارة الخارجية البحريني، للشؤون الإقليمية ومجلس التعاون وحيد مبارك سيار ومساعد وزير الخارجية للشئون العربية السفير طارق عادل.
وأشارت كافة الصحف باهتمام إلى ما سيتمخض عن القمة من قرار بتشكيل مجلس استراتيجي بين البلدين، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية المشتركة، وقالت صحيفة الوفد المصرية نقلا عن مراقبين أن الزيارة تحمل إلى مصر مشروعات مشتركة يتم إعادة تقيمها في إقليم قناة السويس، ووجود حزمة من المساعدات التي ستضخها المنامة في القاهرة، كما أن البحرين لديها مشروع تعديل في الجامعة العربية المفتوحة بفروعها الثمانية في الدول العربية.
وعن التعاون الاقتصادي كشف رئيس اتحاد الصناعات محمد السويدي لصحيفة "الموجز" المصرية، رئيس مجلس الأعمال المصري البحريني، أن المجلس ينظم خلال زيارة جلالة الملك منتدي فرص الأعمال "المصري البحريني"، الذي سيناقش سبل التعاون المشترك بين البلدين، وسيتضمن عرض الفرص الاستثمارية بين البلدين تمهيدا لبدء افاق التعاون بينهما بالاضافة الى دراسة المعوقات التي تواجه زيادة الاستثمارات بين البلدين من خلال عقد جلسات ثنائية بين مستثمري مصر والبحرين لطرح العروض الاستثمارية بالمناطق الصناعية في البلدين امام المستثمرين.
وكشف السويدي لصحيفة "الأهرام" عن ان وفد رجال الاعمال البحريني يمثل 40 من كبرى الشركات البحرينية تعمل في قطاعات الزراعة ، والسياحة ، والادوية ، والإنشاءات ، والصناعة ، وسوف يبحث الوفد الفرص الاستثمارية المتاحة بالسوق المصرية ، لافتا الى انهم ابدوا رغبة قوية في الاستثمار في مختلف المشاريع والتعرف على الفرص الاستثمارية بمصر، كما سيزور الوفد مشروع محور قناة السويس ويلتقي مع وزراء الزراعة ،والاستثمار ، والسياحة ،والصناعة ، ورئيس هيئة التنمية الصناعية المصرية ورئيس شركة الريف المصري المسئولة عن مشروع استصلاح 1.5 مليون فدان.
وفي إطار تدعيم الزيارة للتعاون الثقافي بين البحرين ومصر قالت صحيفة "المصري اليوم" إن الجانبان سيوقعان برنامجًا تنفيذيًا للتعاون ينظم فعاليات التعاون وآلياته. ونقلت عن الدكتورة كاميليا صبحى، رئيس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة، إن البرنامج يضم العديد من مجالات التعاون، بعضها يتم التعاون فيه لأول مرة كمجال ترميم المخطوطات، واللوحات الفنية، وكذلك التعاون في مجال التنسيق الحضاري، والحفاظ على المباني ذات الطابع التراضي والحضاري المتميز، معتبرة أن مملكة البحرين من أكثر الدول التي تشهد تعاونا ثقافيا مع مصر.
وإلى جانب اهتمامها بإبراز الرؤية المصرية حول الزيارة، سعت وسائل الإعلام المصرية إلى استجلاء رؤية الفعاليات السياسية والاقتصادية والإعلامية البحرينية حول أهمية الزيارة، فنقلت شبكة محيط المصرية والعديد من وسائل الإعلام المصرية تصريحات وزير شئون الإعلام علي بن محمد الرميحي لوكالة أنباء "الشرق الأوسط" المصرية والتي تناول فيها مجمل العلاقات بين البلدين، مؤكدًا أنها نموذج للشراكة السياسية والاقتصادية وأن زيارة جلالة الملك دفعة جديدة على صعيد توثيق العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة بين البلدين الشقيقين، وتطويرها كنموذج للتعاون بين الأشقاء على أسس من الود والاحترام المتبادل والتفاهم المشترك.مضيفا أن القمة البحرينية المصرية تمثل لبنة إضافية في صرح العلاقات الأخوية الأزلية الشامخة، وأن البحرين لا تنسى أبدًا المواقف القومية المشرفة لمصر في تدعيم أمنها واستقرارها وعروبتها، ومساندتها الدائمة على كافة المستويات في وجه التهديدات الخارجية، وتأكيد فخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن أمن واستقرار البحرين ودول الخليج العربي جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، مثمنًا حرص البلدين على وحدة الصف العربي، ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله وتجفيف منابعه المالية والفكرية والتنظيمية، ورفض أي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية للدول العربية، والتصدي لأي محاولات لتشويه الدين الإسلامي الحنيف.
وأشار إلى حرص جلالة الملك على تعزيز العلاقات الأخوية، وتقديره لمكانة مصر التاريخية ودورها القيادي على صعيد تعزيز السلم والأمن الإقليمي والعالمي وخدمة الأمة العربية والاسلامية ونصرة قضاياها العادلة. وتقدير مملكة البحرين وشكرها للمواقف الثابتة لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف في تدعيم عروبة البحرين وسيادتها واستقلالها، ورفضه في مواقف عديدة للتدخلات الإيرانية في شؤونها الداخلية.
وحول التعاون الإعلامي، أكد الوزير حرص وزارة شؤون الإعلام على تعزيز التعاون مع جمهورية مصر العربية وتفعيل الاتفاقيات الموقعة على الصعيدين الثنائي والعربي، فيما يختص بتبادل الخبرات الفنية والتقنية والمعلومات والمواد الإعلامية، في مجالات الإذاعة والتليفزيون، والتنسيق الإعلامي الخارجي، والحرص المشترك على تعزيز المهنية والموضوعية في وسائل الإعلام العربية، وحظر أي دعوات تحريضية على الكراهية الطائفية أو الدينية أو العنصرية.
وثمّن في هذا الصدد قرار إدارة شركة "نايل سات" وقف بث قناة "المنار" التابعة لتنظيم حزب الله الإرهابي في 6 أبريل 2016.
ونقلت قناة "صدى البلد" المصرية وعدد من وسائل الإعلام المصرية تصريحات رؤساء تحرير الصحف البحرينية حول أهمية الزيارة، حيث أكدوا أنها تعد تجسيدا لالتزام البلدين تجاه بعضهما بعضًا، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا، موضحين أن التعاون بين البلدين عنوان لما ينبغي أن يكون عليه المستقبل من أجل بناء قاعدة عربية مصلحية مشتركة.