"رسالة مواطن"... اللباس المحتشم داخل حرم جامعة البحرين... ما يجب وما لا يجب؟
استُحدثت في هذا الزمان ظواهر وعادات عديدة، منها ما هو ظاهري يتعلق بالمظهر ومنها ما هو داخلي يخص المبادئ والقيم الباطنية للأفراد، أما الظواهر الداخلية فهي، في الغالب، تتعلق بحرية الشخص نفسه، وليس لأحد أن يتدخل فيها إلا في حالة ظهورها بشكل يمس خصوصية الآخرين، وأما الظاهرية فهي تتأرجح بين كونها مؤثرة ومتأثرة بالمجتمع، وكونها مؤثرة بشدة ويرفضها المجتمع، ومن هذه الظواهر التي واجهت تضارباً وتأرجحاً في الآراء: موضوع لبس النساء في الحرم الجامعي.
قد يصنف البعض هذا الموضوع ضمن "الحريةً الشخصية" للأفراد، دون وجود اختلافات تتعلق بجوهر المكان، فالفتاة أو المرأة من حقها اختيار ملبسها وفق مزاجها وباختلافات تتمحور فقط بشأن الالتزام الديني والأخلاقي، حتى وإن كان هذا المكان حرماً جامعياً. ولكن دعونا نتذكر أن هناك قانوناً لضبط ملابس الرجال في جامعة البحرين، ينص على عدم استطاعتهم لبس القصير أو القميص بلا كم في الحرم الجامعي، هذا ما يدفعني كثيراً للتساؤل: لماذا لا يكون هناك قانونٌ مشابه للبس النساء في جامعة البحرين؟
إن هذا الموضوع تحديداً يقيس مدى جدية الطالبات في حملهن شعلة التعليم، واحترامهن لحرمة المكان الذي يقصدنه للتزود بوقود العلم، وإن لم يُترجم هذا الاحترام بالمظهر العام لهن فأي احترام هذا الذي نتحدث عنه؟
خلال سنواتي الأربع في جامعة البحرين إلى هذا اليوم من العام الرابع رأيت عجاباً، من ملابس ضيقة وشفافة وقصيرة ليست لمكان خرّج ولايزال يخرّج أجيالاً تحمل على عاتقها مسئولية بناء وتعمير البلاد بالعلم والعمل الجاد الدؤوب، فلنكن أكثر واقعية بالتعاطي مع هذه القضية، ودعونا لا نتساهل في هذا الأمر، فاليوم تصبح هذه الظاهرة أمراً عادياً، وغداً تأتينا أجيال تقصد الجامعة بملابس النوم!
عزيزاتي أخواتي الجامعيات، أرجوكن أن تكن أكثر مسئولية وجدية قبل فوات الأوان، وأدعوكن للالتزام بالمظهر والجوهر قبل تحقق الاعتياد، فالعلم قد دعا إليه رسول الأمة (ص) مما يوجب علينا احترامه واحترام مكانه، فهذا ما يعكس احترامنا لرسالة نبينا، دعونا لا ننسى ذلك.
سوسن يوسف