بيونغيانغ تشترط لوقف تجاربها النووية تجميد واشنطن مناوراتها مع سيول
الوسط – المحرر الدولي
أعلنت بيونغيانغ أمس تحقيق «نجاح باهر» في إطلاق صاروخ باليستي من غواصة، معتبرة أن ذلك يمنحها «وسيلة أخرى لشنّ هجوم نووي قوي» ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (25 أبريل / نيسان 2016).
تزامن ذلك مع إعلان وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سو يونغ استعداد بيونغيانغ لوقف تجاربها النووية، إذا جمّدت واشنطن مناوراتها العسكرية السنوية مع سيول.
وكانت وزارة الدفاع الكورية الجنوبية تحدثت عن فشل التجرية التي أشرف عليها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، مشيرة الى ان الصاروخ الذي أُطلق من غواصة في بحر اليابان، اجتاز 30 كيلومتراً فقط. ورأت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في اطلاق الصاروخ انتهاكاً «فاضحاً» لقرارات مجلس الأمن التي تمنع بيونغيانغ من إطلاق الصواريخ واستخدام تكنولوجيا باليستية.
لكن وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية شددت على أن إطلاق الصاروخ حقق «نجاحاً كبيراً آخر»، مضيفة أنه «أكد وعزّز في شكل كامل صدقية نظام إطلاق (الصواريخ) من تحت سطح البحر بالأسلوب الكوري، ولبّى في شكل تام كل الشروط الفنية لتنفيذ عملية هجومية تحت الماء». وتابعت ان «هذا النجاح الباهر هو هدية ثمينة جديدة يقدّمها علماء الدفاع وتقنيّوه، الى القادة البارزين والحزب» الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية.
ونقلت الوكالة عن كيم الثالث إن «نجاح التجربة سيساهم في تعزيز القدرات العملية للقوات البحرية لكوريا الشمالية تحت الماء في شكل ملحوظ»، مؤكداً ان بيونغيانغ «قادرة الآن على ان تضرب متى تشاء، قادة القوات الكورية الجنوبية العميلة والامبرياليين الأميركيين». ونشرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية صورة لكيم وهو يتابع انطلاق الصاروخ من البحر. وظهر الصاروخ في صورة أخرى وهو يحلّق في الهواء. وأعلنت القيادة الاستراتيجية الأميركية أنها اكتشفت وتعقبت إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً من غواصة، مستدركة انه لم يشكّل تهديداً لأميركا الشمالية. وذكّر ناطق باسم الخارجية الأميركية بأن «عمليات الإطلاق التي تُستخدم فيها تكنولوجيا الصواريخ الباليستية، هي انتهاك صريح لقرارات مجلس الأمن».
في الوقت ذاته، تحدثت باريس عن انتهاك لقرارات المجلس، اذ حض ناطق باسم الخارجية الفرنسية المجتمع الدولي على «تبنّي ردّ فعل صارم وموحد، لكي تكفّ كوريا الشمالية عن استفزازاتها». ودعا الاتحاد الأوروبي الى تشديد العقوبات أحادياً على بيونغيانغ.
وكانت كوريا الشمالية حاولت العام الماضي إطلاق صاروخ من غواصة، في خطوة دفعت كثيرين للاعتقاد بأنها في المرحلة الأولى من تطوير هذا السلاح الذي قد يشكّل تهديداً لجيرانها والولايات المتحدة، إذا استكملت تطويره. لكن يُعتقد بفشل تجارب إطلاق صواريخ، وتحدث خبراء عن نشر وسائل الإعلام الرسمية في الدولة الستالينية صوراً مُعدّلة لتزوير نجاح الاختبارات. ورجّح هؤلاء ان تكون بيونغيانغ اختبرت إطلاق صاروخ من منصة تحت الماء. وتستعد كوريا الشمالية لعقد مؤتمر للحزب الحاكم مطلع الشهر المقبل، سيكون الأول منذ 36 سنة، ويُرجّح أن يعلن خلاله كيم الثالث أن بلاده باتت قوة عسكرية كبرى ودولة نووية. ويتكهّن محللون بأن النظام قد ينفذ تجربة نووية خامسة قبل افتتاح المؤتمر.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الكوري الشمالي ري سو يونغ أن بلاده مستعدة لوقف تجاربها النووية، إذا جمّدت الولايات المتحدة مناوراتها العسكرية السنوية مع كوريا الجنوبية. وقال لوكالة «أسوشييتد برس» في مقرّ البعثة الكورية الشمالية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، مخاطباً الأميركيين: «أوقفوا المناورات الحربية النووية في شبه الجزيرة الكورية، فنوقف نحن ايضاً تجاربنا النووية». واعتبر ان وقف هذه المناورات «لسنوات، قد يتيح فرصاً جديدة للبلدين وللعالم».
وأضاف: «اذا واصلنا على مسار المواجهة هذا، سيؤدي إلى نتائج كارثية جداً، ليس فقط بالنسبة الى البلدين، بل للعالم». واسبغ أهمية «حاسمة» على ان تتراجع الولايات المتحدة عن «سياستها العدائية ضد كوريا الشمالية، وتوقف مناوراتها العسكرية وتمارين الحرب في شبه الجزيرة الكورية. ثم سنردّ بالمثل».
في المقابل، أعلنت الولايات المتحدة فرض قيود على حركة ري على اراضيها، وقالت ناطقة باسم مكتب شرق آسيا في الخارجية الأميركية إن المناورات مع سيول تعكس التزام الولايات المتحدة التحالف مع كوريا الجنوبية، مشددة على انها تعزّز «الاستعداد القتالي». وحضت بيونغيانغ على الامتناع عن توتير الوضع في شبه الجزيرة.