الشيخة ميّ تستقبل وفداً ثقافياً روسياً رفيع المستوى
المنامة - هيئة البحرين للثقافة والآثار
استقبلت رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، في مكتبها صباح اليوم الأحد (24 أبريل/ نيسان 2016)، وفداً ثقافياً رفيع المستوى من جمهورية روسيا الاتحادية، ضمن الزيارة الرسمية التي تأتي رداً على زيارة محافظة العاصمة إلى سانت بطرسبرغ في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2015، وذلك لبحث سبل تطوير التعاون بين البلدين على الصعيد الثقافي.
ورحّبت الشيخة ميّ بالوفد الروسي المكوّن من كل من رئيس لجنة تطوير السياحة فيكتور كونونوف، ورئيس اللجنة الثقافية كونستانتين سوهينكو، ونائب مدير العلاقات العامة بمتحف سانت بطرسبرغ وكاتدرائية سانت آيزاك إرادا فوفنيكو، والمدير العام لمتحف بيترهوف إيلينا كالنيتسكايا.
واستعرضت الشيخة مي مختلف الأنشطة والفعاليات الثقافية التي تقيمها هيئة البحرين للثقافة والآثار للعام الجاري 2016 والذي يحمل شعار "البحرين وجهتك" كما أطلعت الوفد الروسي على استراتيجية هيئة البحرين للثقافة والآثار ورؤيتها الواقعة ضمن مشروع الاستثمار في الثقافة، والذي أسفر عن تعزيز البنية الثقافية لمملكة البحرين، وتحدّثت عن مشروع "الطعام ثقافة" كتجربة فريدة تخلق تحدياتٍ فنية بين الفنانين والطهاة للتوصّل إلى نتيجةٍ مبهرة. هذا بالإضافة لنشاط مسرح البحرين الوطني، وموقع قلعة البحرين الذي يحكي تاريخ دلمون، وتوقفت عند مشروع "طريق اللؤلؤ: شاهد على اقتصاد الجزيرة" في المحرّق والذي يُستكمل في العام 2018 حين تحمل المحرّق لقب عاصمة الثقافة الإسلامية.
وخلال اللقاء جرى الحديث عن أوجه التعاون بين هيئة البحرين للثقافة والآثار وبين عددٍ من الجهات الحكومية الروسية المعنيّة بتقديم برامج وورش عمل تدريبية للموظفين العاملين في قطاع المتاحف، وذلك لتأهيل كوادر بحرينية متخصصة في هذا المجال، قبيل إقامة معرضٍ يختصر تاريخ دلمون وحضارتها العريقة وذلك في العام 2017 بسانت بطرسبرغ.
وفي نهاية اللقاء عبّر أعضاء الوفد عن شكرهم للشيخة ميّ لحسن الاستقبال، مثمّنين جهود الهيئة في تعزيز التعاون الثقافي المشترك بين البلدين، وتفانيها في إبراز الوجه الحضاري المشرّف لمملكة الحرين والترويج له عالمياً.
بدورها، أثنت الشيخة ميّ على جهود المسئولين في جمهورية روسيا الاتحادية والتي تصبّ في مصلحة الثقافة والفنون، وتروّج لما للبلدين من تاريخ إنساني عريق. وأوضحت أن مشاريع هيئة البحرين للثقافة والآثار لم تكن لترَ النور دون اهتمام ورعاية داعم الثقافة الأول عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
يُذكَر أن العلاقات الثقافية بين البحرين وروسيا أثمرت على مدى تاريخها سلسلةً من المنجزات المشتركة والمشاريع التعاونيّة في مجالات ثقافية وفنية متنوعة كان أبرزها استضافة العاصمة الروسية موسكو لعددٍ من المعارض البحرينية كمعرض "تايلوس: رحلة ما بعد الحياة" الذي استضافه متحف الأرميتاج في العام 2012 قبل أن ينتقل في وقتٍ لاحق إلى المتحف الشّرقيّ بموسكو، ومعرض "اللّؤلؤ في الخليج العربيّ" الذي أُقيم في العام 2013 بالمتحف الروسي للفنون الشّعبيّة التطبيقيّة. إلى جانب معرض الفنّ التشكيلي "الرسامون المعاصرون للبحرين: آفاق جديدة" المُقام في غاليري فنون زوراب تسيريتيلي بمشاركة عددٍ من روّاد الفنّ البحرينيّ، وذلك أثناء "أيّام البحرين الثّقافيّة بروسيا".
من جهتها، استضافت مملكة البحرين مجموعة من أهمّ المعارض الرّوسيّة، من ضمنها: معرضا "فضاء" الذي قدّمه المتحف الدّوليّ ومركز المعارض روسفوتو الحكوميّ وبدعمٍ من الاتّحاد لروّاد الفضاء الرّوسيّ ووزارة الثّقافة الرّوسيّة، و "الحِرَف التّقليديّة الرّوسيّة لشمال أوسيتيا – ألانيا" اللّذان دُشّنا خلال أيّام الثّقافة الرّوسيّة بمملكة البحرين في متحف البحرين الوطنيّ. إلى جانب "معرض النّسيج الرّوسيّ: القطن المطبوع من الزّخارف التّقليديّة إلى التّصاميم الدّعائيّة السوفيتيّة" الذي أقيم بمتحف البحرين الوطنيّ بالتّعاون مع متحف الفنون الشّعبيّة التّطبيقيّة في العاصمة الرّوسيّة موسكو في العام 2013، كما استضافت مملكة البحرين العديد من النّدوات والمشاركات من جمهوريّة روسيا الاتّحاديّة، قدّمت من خلالها الشّخوص الثّقافيّة الرّائدة.
أمّا الموسيقى والفنون الاستعراضيّة فقد كان لها النّصيب الأعظم، حيث اختزلت الموسيقى روائع الثّقافة الرّوسيّة عبر عروضٍ ضخمة استضافها مسرح البحرين الوطنيّ منذ حفل افتتاحه في ديسمبر/ كانون الأول 2012 مع حفل الباليه الرّوسيّ الذي قدّمه أهمّ مسرحين في روسيا "البولشوي" و "المارينسكي". وتوالت من بعده العروض الفنية الرائعة كعرض باليه كسّارة البندق من مسرح بيرم تشايكوفسكي، والعرض العالميّ آنّا كارنينا الذي افتُتِح به مهرجان البحرين للموسيقى بنسخته الـ 24 برفقة فرقة سانت بطرسبورغ الرّوسيّة للباليه، بالإضافة لعرض باليه جيزيل.