صندوق الوقف يعقد ورشة عمل بشأن حوكمة الشركات لأعضاء مجلس إدارة المؤسسات المالية الإسلامية
المنامة - مصرف البحرين المركزي
"إن أصبحت عضو مجلس إدارة، لا تتردد في طرح الأسئلة والتماشي مع معايير السلوكيات الأخلاقية"، هذا ما قاله خبير الحوكمة والبرفيسور السابق في جامعة هارفارد نبيل الحاج، في سياق حديثه في ورشة العمل الرابعة حول الحوكمة والتي نظمها صندوق الوقف الذي له دور أساسي في تعزيز التدريب في مجالات التمويل الإسلامي والتعليم والأبحاث في البحرين. حيث شارك في الورشة أكثر من 25 شخصية هامة من أعضاء مجالس إدارة، ورؤساء تنفيذيين في البنوك الإسلامية والتقليدية الأعضاء في صندوق الوقف.
وفي جلسة تفاعلية امتدت لنصف يوم، قام مقدم الورشة بتسليط الضوء على حالات واقعية حول المهام الأساسية لمجلس الإدارة والحساسيات المتعلقة بخلق وتعزيز الثقافة المؤسسية. حيث روى تجارب مشهورة في علم النفس للتأكيد على توجه الطبيعة البشرية نحو الطاعة العمياء للسلطة وتداعيات ذلك على المؤسسات. واختتمت الورشة بالأفكار التالية:
- تتمثل المهام الرئيسية لمجلس الإدارة بالرعاية، والصدق والولاء. ويجب على مجلس الإدارة أن يواجه الإدارة، ويستشير الخبراء بشأن افتراضاتهم (التحقق من الحس العام) وتوخي الحذر في التصريح للعامة من اجل تجنب تضليل المستثمرين وعامة الجمهور.
- لقد شكل الاعلام النشط في العصر الرقمي ضغوطاً جديدة على المؤسسات، حيث يتوقع منها أن تلتزم بالمعايير المستقبلية، وليس بالحالية أو السابقة.
- يمكن للمؤسسات أن تعمل على تحسين سلوك العاملين لديها من خلال تقديم تعريف واضح للقيم المؤسسية وتعميمها على العاملين وتزويدهم بالتدريب الخاص بذلك.
- وحيث أن الأفراد يتبعون رؤساءهم، فإنه يصبح من الاهمية بمكان أن يتم خلق بيئة سلوكية ملائمة ابتداء من مجلس الإدارة. في حين أنه من غير الممكن المبالغة بأهمية نماذج القدوة.
- يجب على عضو المجلس أن يكون حذرراً من الوقوع في الزلات التي تقود تدريجياً إلى التدهور والانحطاط، اذ من المهم أن يقوم عضو المجلس مبكراً برسم حدوده وان يحافظ على ثباته.
- يجب على المؤسسات أن تستثمر في التدريب، حيث تمنح العاملين لديها فرص التدرب والاستعداد لمواجهة حالات تتضمن خيارات سلوكية صعبة.
- توزيع المسؤوليات وتحميل الأفراد مستويات المساءلة ويجب أن يكون كل فريق عمل على علم بوضوح بما هو مطلوب.
- تشجيع تبادل نقاشات صريحة وقوية خلال عملية صنع القرار؛ حيث أن وجود النقاشات الصحية تؤدي دائماً إلى مخرجات سليمة.
- التفاعل مع نوع بيئة وثقافة العمل، اذ أن الموظفين السعداء في مكان عملهم هم اكثر ولاءً وأفضل انتاجية.
- الحوافز هامة: ولكن لابد أن تتضمن آلية الحوافز على قيم مفصح عنها لجميع العاملين في المؤسسة.
- احرصوا على أن تكون محاضر الاجتماعات تتضمن المناقشات التي دارت، وإذا لم تكونوا مؤيدين لأحد القرارات، فيجب في هذه الحالة توثيق ذلك في محضر الاجتماع.
- قوموا بقضاء وقت كافٍ على أداء مهامكم بصفتكم أعضاء مجلس إدارة. إذ أن مجالس الإدارة الاكثر تأثيراً يقضون فترة 40 يوماً تقريباً في السنة بشكل فعال مقابل 19 يوماً لمجالس الإدارة ذات التأثير المتدني أو المتوسط.
وفي البداية، رحب رئيس الصندوق خالد حمد، بالمشاركين، وشكرهم على مشاركتهم الفعالة في هذه الورشة، حيث قال: "لقد عقد صندوق الوقف ورشة العمل هذه بهدف تعزيز معايير الحوكمة عالية المستوى بين أعضاء صندوق الوقف، إذ أن رفع مستوى المعايير لدينا أمر بالغ الاهمية في سبيل مواكبة افضل الممارسات العالمية وتحقيق النمو".
وجدير بالذكر أن نبيل الحاج وهو رئيس اكاديمية التعليم التنفيذي وقد عمل برفيسوراً في جامعة هارفارد لمدة سبع سنوات في مجال حوكمة الشركات، وتمويل الشركات والاسهم الخاصة. كما أنه يتميز بخبرة كبيرة في القطاع في وظائف إدارية عليا، إضافة إلى عمله في عدد كبير من مجالس إدارة شركات خاصة وعامة منذ 1984.
ويخدم صندوق الوقف القطاع المالي الإسلامي في البحرين منذ عام 2006، ويقدم العديد من البرامج للعاملين في قطاع التمويل الإسلامي من أعضاء مجالس الإدارة والإدارة التنفيذية، واختصاصي الشريعة الإسلامية وجميع موظفي القطاع. وآخرين من أصحاب المصالح. وتجدر الإشارة إلى أن الصندوق يضم 22 عضواً من المؤسسات بما فيها مصرف البحرين المركزي.