قصة قصيرة... "جشع"
قصة قصيرة - لطيفة راشد حمد موسى الميل
أنا لست إنساناً مثلكم!... نعم... بلا دهشة... فأنا منعدم الضمير... شخص ظالم مستبد انتصرت عليه نشوته في حب المال واستحوذت عليه... أنا بائس... ضحيت بأعز ما أملك في سبيل أنانيتي!
أثناء خوضي في صراع مع كياني باغتتني ورقة طائرة وجثمت على صدري... رمقتها فغرقت في نوبة بكاء..انهارت السيول على خدي... أصبحت مقلتي ملاذاً للون الأحمر... فقد حملت الورقة صورة لي مع أخي بسام... هذه الصورة ذكرتني بفاحشتي التي ارتكبتها في حقه.
في ذلك اليوم كنا مجتمعين على مائدة العشاء أنا وأمي وأبي وأخي بسام... كنا عائلة متعاونة تسودها المحبة... وفي ذلك الوقت كنا نشاهد برنامجنا المفضل "تأملات في حقيقة الكون" الذي يحوي معلومات عن المخلوقات المتنوعة الموجودة في هذا الكون... فجأة أطلق أبي صرخة كادت تخرق آذاننا... هرولت أمي إليه وأخذت تتفحصه وإذا به يضع يده على قلبه.. قد أصابته سكتة قلبية! .. آخر ما قاله هو : الله الله في أمكما... كونا أخوين متحابين على قلب واحد... وصعدت روحه الطاهرة إلى السماء.
كانت عيناه جاحظتين... فمه جاف... على عينيه نتوءات كثيرة.. بعد أسبوع من التفجّع والنحيب على المرحوم طفقنا أنا وبسام نخوض في مناقشة جادة على الإرث انتهت بمشاجرة أردت باسم مقهوراً... فقد أعطيته ربع الإرث واستحوذت على الباقي! حاول بسام ردعي بقوله إنه سيرفع عليَّ قضية لكن لا جدوى! تابعت مكابرتي ويا ليتني لم أفعل!
بعد أيام اخترق القهر قلب بسام وتغلغلت رصاصات ظلمي فيه... لم أكترث لأمره... ولكن بعدها مات بسام قهراً ومن ذلك الوقت أصبحت المشاكل تأتيني من كل حدب وصوب... بدأت بطردي من عملي وانتهت بخسارتي كل ما أملك من بيوت وعمارات وشقق.. يا لي من ظالم عاهر... لن أسامح نفسي ما حييت!