«أبناء داعش» كبروا في حي مولنبيك في بروكسل وحوّلوه مصنعاً للانتحاريين
الوسط – المحرر الدولي
فجأة صار حي مولنبيك في بروكسيل من بين الأشهر في القارة الأوروبية التي ترتبك حالياً في استقبال الأمواج المتلاحقة من اللاجئين الوافدين من الشرق الأوسط ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الأحد (17 أبريل/ نيسان 2016).
المؤلم أن الحي صنع شهرته بوصفه صاحب الرقم القياسي في إنتاج الانتحاريين. من هذا الحي خرج «أبناء داعش» الذين أدموا باريس في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وبروكسيل في 22 آذار (مارس) الماضي وتفوق حصيلة المذبحتين 150 قتيلاً.
نجاح «داعش» في اختراق مولنبيك وتحويله عشّاً للانتحاريين يعني أنها تقيم على بعد كيلومترات من مقري الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي وهو ما طرح أسئلة كثيرة حول أوضاع الجاليات العربية والإسلامية وهشاشة سياسات الاندماج الأوروبية. «الحياة» زارت الحي الذي بات البعض يسميه «جمهورية مولنبيك الإسلامية» وعادت بانطباعات وتفسيرات.
أول ما يلفت الزائر هو غياب الملامح الأوروبية في الحي، على رغم تمتع سكانه بالجنسية البلجيكية. أسماء المتاجر والبضائع المعروضة ولكنة المتحدثين وملابس المارة توحي كلّها بأنك في حي مغربي. يشكّل المهاجرون المغاربة الأكثرية في الحي الذي يزيد عدد سكانه على مئة ألف ويضم أيضاً عدداً من المهاجرين من تركيا وبعض الجزائريين ووافدين من دول أوروبا الشرقية.
حقيقة أن الحي هو «صاحب الرقم الأعلى في البطالة والجريمة» في بلجيكا لا تكفي لتفسير قيام «مصنع الانتحاريين». لا بد من الالتفات إلى ذلك اللقاء القاتل «بين الفقر والتهميش وأزمات الهوية وسموم الشرق الأوسط».
لا يحب أهل مولنبيك التحدث إلى الصحافيين. وثمة من يقول أنهم يخافون من الاتهام بـ «الخيانة» ويخافون أيضاً من العقاب ففي هذا الحي تتداخل أحياناً خلايا الجهاديين بـ «شبكات الجريمة المنظمة».
من مولنبيك خرج عبدالحميد أباعود القائد الميداني لهجمات باريس. شارك شخصياً في إطلاق النار على رواد عدد من المقاهي والمطاعم، ثم فر من مسرح الجريمة. بعد خمسة أيام من الهجمات نجحت الشرطة الفرنسية في قتله في شقة في سان دوني. رحلة أباعود طويلة. شوهد في سورية يقود شاحنة محملة بالجثث. شوهد يلعب الكرة، لكن مستخدماً رأساً بشرياً مقطوعاً. ومن بين إنجازاته اصطحابه قبل عامين شقيقه الأصغر يونس (كان عمره 13 عاماً) إلى أراضي «دولة الخلافة» في سورية. وقبل أيام توعد يونس بالعودة إلى أوروبا والثأر لأخيه.
من الحي أيضاً خرج صلاح عبدالسلام. أقلّ عدداً من الانتحاريين إلى أهدافهم في باريس وبينهم شقيقه الذي انفجر. لم يفجّر صلاح حزامه الناسف ونجح في العودة سريعاً إلى بلجيكا، حيث صار المطلوب الأشهر. نجح في تضليل أجهزة الأمن على مدى أربعة أشهر. لم يذهب إلى بلد بعيد. عاد واختبأ في مكان غير متوقع. على بعد مئات الأمتار من مقر إقامته الأصلي، أقام قبل أن يقع في أيدي الشرطة.
بعد أربعة أيام من اعتقال صلاح، ضربت خلية مولنبيك مطار بروكسيل وقطار الأنفاق فيها. تركزت الأنظار على «الرجل ذو القبعة» الذي رافق الانتحاريين اللذين انفجرا في المطار. حلت الشرطة اللغز «الرجل ذو القبعة» هو محمد عبريني. إنه الآن في قبضة الشرطة.