الكويت.. من أروقة المحاكم.. رجل حضر أمام القاضي بهدف الصلح مع زوجته وخرج يصرخ: لا أريدها
الوسط - المحرر الدولي
قصص وغرائب أمام المحاكم.. جميعها مؤلم، وبعضها لا تجد له أي تفسير، لسبب وقوعها، ومنها أو أغلبها القضايا التي تحدث بين الأزواج في دعاوى الطلاق أو النفقة أو المطالبات المالية المختلفة ، وفق ما نقلت صحيفة "القبس" الكويتية اليوم السبت (16 أبريل/ نيسان 2016).
هذه المرة حضرت إحدى النساء إلى المحكمة في الكويت في دعوى، طلبت فيها الطلاق من زوجها الذي لها منه 4 أبناء في عمر الورد، ومن جهة مقابلة حضر زوجها ومعه عائلته.
في بداية الجلسة، سأل القاضي المدعى عليه (الزوج) عما يريد أن يقول، فأجاب: جئت هنا ومعي شهود العائلة، ليس لأؤكد أنني أستطيع الاستغناء عن زوجتي وأم أولادي، ولكن إلى الآن أنا مصدوم مما تريده، وأتمنى أن تذكر عيوبي أمامكم، وأنتم خير من يحكم.
ثم سأل القاضي شهود النفي لمصلحة «الزوج» وهم أشقاؤه، فأجابوا: نحن نشهد يا سعادة القاضي بأن هذه المرأة التي تطلب الطلاق هي من خيرة النساء، ولم نشاهد منها أي فعل سيئ، فصحيح اننا لا نسكن في منزل واحد، ولكن نتزاور في ما بيننا، ولم نرها إلا إنسانة طيبة طوال السنوات العشر مع شقيقنا، ونحن نعتبرها فعلا إحدى شقيقاتنا.
سؤال وجواب
وهنا نظر القاضي إلى الزوجة، وسألها عن أسباب الطلاق من زوجها، فأوضحت المدعية أن هذا الزوج لا ينفق عليها، وقال لها القاضي: وماذا بعد؟! فأجابت: لا يأتي للمنزل. وسألها القاضي: وماذا بعد؟! فأجابت: فيه شذوذ! فسألها القاضي: كيف؟ فأجابت: ليس رجلاً، لأنه لا يعاشرني كالأزواج، ويحرّضني على الفسق والفجور مع أصدقائه.
.. هنا أراد القاضي أن يكمل أسئلته، فصرخ الزوج، قائلاً: الله أكبر.
وطلب القاضي من الزوج أن يصمت لأن وقته انتهى في الحديث.
فصرخ الزوج مرة أخرى، وبصوت أعلى: سأتحدث، ويجب أن أتحدث.
وحاول القاضي إسكاته، إلا ان الزوج في كل مرة يصرخ بصوت أعلى ويطلب التحدث، حتى بدا عليه الانهيار، فسمح له القاضي، قائلا: ماذا تريد أن تقول؟
الزوج: أريد أن أقول إنه طالما وصلت إلى اتهامي بما ليس فيّ، فهذه الزوجة يا حضرة القاضي لا تصلح لي أبداً، ولا أريدها، وأنا موافق على طلاقها مني، لأنني لا أرتجي إصلاحا بعد ما قالته ظلما وبهتانا أمامكم وأمام أشقائي، وما تريده من نفقة، فإني موافق عليه من الآن، وحسبنا الله ونعم الوكيل!
زوج منكسر
خرج الزوج منهاراً من قاعة المحكمة، متمتماً بكلمات وماسحاً دموعه بـ«غترته»، ثم استند إلى حائط ممر المحكمة، كما يستند المُتعب من هموم الحياة.
لم تنته القصة إلى هذا الحد، حيث طلب محامي المدعية (الزوجة) من القاضي التنحّي عن هذه القضية بعدما شاهد هذا الحدث، قائلاً ائذن لي يا سعادة القاضي أن أنسحب من هذه القضية، وبعد الكلام الذي قالته موكلتي، فهي أصبحت مطلقة بوجودي أو بعدم وجودي، وهذا الأمر واضح تماماً من كلام المدعى عليه.
فسأله القاضي: لماذا تنسحب؟ فأجاب المحامي: تذكرت أن لي معرفة بالمتهم، وأريد رفع الحرج عني.
خرج المحامي من القاعة، ومعه مذكرة دفاعه منسحبا من هذه القضية، وقدّم عذراً للقاضي قد يكون صحيحاً، وقد يكون إفلاتا من محاسبته القانونية في الانسحاب بلا سبب، ثم التقى الزوج المكلوم الحزين في الممر، فقال له: قد لا تعرفني، وقد لا أعرفك، ولكن أنا أتألم لألمك، وقد انسحبت من هذه القضية، ليس لأجلك، ولكن آلمني ما حدث.