بالصور... شاب جامعي عاطل لم ينتظر الوظيفة وإنّما اتجه لبيع وإنتاج "الآيسكريم"
المصلى - محمد الجدحفصي
انتظر الوظيفة لفترةٍ طويلةٍ فلم تأتِ، فبادر بصورة إيجابية واتجه لفتح محل لبيع الآيسكريم.
لم تكن التحديات سهلةً أمام الشاب جابر العلواني، فمنذ تخرجه من المرحلة الثانوية أعاقته الظروف المادية عن إتمام دراسته الجامعية، ولكن بقي محتفظاً بحلمه بالوقوف أمام الطلبة كمدرّس يخدم وطنه وأبناء بلده. عمل أولاً في وظيفة مراسل في صندوق التقاعد، حتّى يتمكن من اللحاق بإحدى الجامعات الخاصة ضمن الفترة المسائية. يقول العلواني: "لم يكن راتبي آنذاك يتجاوز 150 ديناراً، ومع ذلك تحمّلت الضغط الكبير حتى استطعت الدراسة لمدة 5 سنوات بإحدى الجامعات الخاصة، وحصلت على شهادة البكالوريوس ضمن تخصص إدارة الأعمال".
وبعد أن حصل على شهادة البكالوريوس، راوده الأمل بأن يتم توظيفه ضمن مجال تخصصه بوزارة التربية والتعليم، بعد إعلانها عن وجود شواغر وظيفية، لكن ذلك الحلم سرعان ما تلاشى بعد تلقيه رسالةً من وزارة التربية تفيد بعدم قبوله. يقول: "لا يخفى عليكم حاجة التربية للعديد من التخصصات ومنها التخصص الذي درسته وصرفت كل ما لدي على أمل أن أحصل على الوظيفة، ولكن...".
ووجد الشاب بعد رفض قبول توظيفه بالتربية، أمام امتحان صعب، خصوصاً أنه بات يتطلع للزواج والاستقرار العائلي، فالتحق بعدة وظائف قبل أن ينتهي به المطاف إلى فتح محل لبيع الآيسكريم، الذي يلاقي إقبالاً كبيراً من المواطنين حسب وصفه، وبالأخص خلال موسم الصيف، ويعلق قائلاً: "هو باب رزق لا بأس به والحمد لله على ذلك". ويتخذ برامج التواصل الاجتماعي وسيلة للترويج عن منتجاته، كما يوفر خدمة التوصيل للزبائن نظير مبلغ رمزي.
وينهي العلواني حديثه مع "الوسط" بقوله: "أمنيتي الحقيقية أن أكون مدرساً أو أعمل بأية وظيفة إدارية تناسب مؤهلاتي العلمية، إلا أن ذلك لا يمنع أن أستمر في بيع الآيسكريم وأقوم بتطوير عمليات البيع لتتحوّل لإنتاجه".