صناعة "المديد" يدويّاً حرفة بحرينية عريقة اشتهرت بها سترة ... لكنها اندثرت
الوسط - أمير هلال
قال الباحث البحريني حسين محمد حسين إن صناعة المديد من الصناعات التاريخية في البحرين، وكانت من الحرف اليدوية التي كانت تشتهر بها جزيرة سترة بالتحديد منطقة الخارجية.
وأشار حسين خلال مقطع فيديو عرضه على موقع "يوتيوب" ضمن سلسلة أفلام قصيرة من تصوير وإخراج السيد حسن علوي، تحكي وقائع من التراث البحريني تحت مسمى "تأملات تراثية"، إلى أن هذه الحرفة اليدوية التي امتهنها الأجداد هي ناتجة من الاستفادة من النباتات التي كانت تنبت بالقرب من تجمعات المياه وتسمى الأسل أو القصبة، ويصل طولها إلى ثلاثة أقدام وتتميز بلونها الأخضر والأصفر.
وبيّن الباحث أن الحرفيين اليدويين يقومون بجمع نبات الأسل من أماكن مختلفة في البحرين، كما أن البعض كان يستورد هذا النوع من النبات من منطقة القطيف شرق المملكة العربية السعودية. وأوضح حسين كيفية صناعة المديد، حيث أشار الى المراحل العديدة التي كان يقوم بها الحرفيون، من قطع وجمع نبات الأسل في المرحلة الأولى لصناعة "المدّة"، وبعدها يقوم "الصانع" الذي يقوم بصناعة المدة مع مساعده، بنشر نبات الأسل في مكان محدد لمدة عشرين يوماً تقريباً؛ كي تتأثر بحرارة الشمس ويتغيّر لونها إلى اللون الأبيض المصفر.
وتابع الباحث أن الصانع يقوم بفحص نباتات الأسل الصالحة للاستعمال، ويقوم بجمعها على شكل حزم ووضعها في مخازن خاصة إلى حين وقت الاستخدام. كما أوضح قيام الصانع بغمس نباتات الأسل في الماء قبل الشروع في صناعة المدّة. وبعد الانتهاء من المراحل الأولى لهذه الصناعة المندثرة، بين الباحث كيفية عمل الآلة التي يستخدمها الصانع في عمله، حيث أشار إلى أن الآلة مصنوعة من قطع خشبية بسيطة تربطها حبال من الجوانب وتسمى "الحف" وهي بمقدار 4 أقدام ونصف تقريباً.
وختم الباحث بأن ما يميّز المدّة بأنها مصنوعة يدويّاً وقوية ومتماسكة ما يجعلها قادرة على البقاء لفترة طويلة من الزمن، كما أنه يكثر استخدامها في فصل الصيف والأوقات الحارة، وذلك لاحتوائها على فراغات صغيرة تتخللها.