ألمانيا: قلق من ارتفاع محتمل للبطالة في الشهور المقبلة
الوسط – المحرر الاقتصادي
بعد شهرين من الارتفاع البسيط في أعداد العاطلين من العمل في ألمانيا بسبب فصل الشتاء، عاد معدل البطالة ليتراجع في شباط (فبراير) وآذار (مارس) الماضيين، خصوصاً مع بدء فصل الربيع قبل موعده المعتاد ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الخميس (14 أبريل/ نيسان 2016).
وفيما تراجع عدد العاطلين من العمل بنحو 9 آلاف شخص في شباط عنه في كانون الثاني (يناير)، انخفضت البطالة في آذار نحو 66 ألفاً عن شباط الذي سجل أقل رقم بطالة في البلاد منذ 25 سنة. وبذلك تراجع معدل البطالة من 6.6 إلى 6.5 في المئة.
وأفادت «وكالة العمل الاتحادية» في نورنبيرغ بأن عدد العاطلين من العمل في البلاد هبط في الشهرين المذكورين من 2.91 إلى 2.84 مليون، ورأت أيضاً أن قضية اللاجئين في البلاد، وكذلك تلبد الأوضاع الاقتصادية في السوق الدولية، لم ينعكسا سلباً حتى الآن على الوضع الإيجابي المستمر في ألمانيا. وكما في الأشهر السابقة ساعد فصل الشتاء المعتدل هذه السنة سوق العمل في الاحتفاظ بعدد أكبر من العاملين الموسميين.
وعقّب رئيس الوكالة، فرانك يورغن فايزه، على النتيجة قائلاً أن «سوق العمل الألمانية تواصل الاستفادة من النمو الثابت في البلد والطلب المرتفع على السوق الداخلية».
ورأى الخبير المالي شتيفان كيبار من مصرف «بايريشر لاندسبنك» أن «الاستهلاك الداخلي مستمر، والمستهلك الألماني لا يخدع نفسه في هذه النقطة». وإذ لفت إلى «أن المحاذير التي تواجهها السوق الدولية، وارتفاع أعداد اللاجئين في البلاد لم ينعكسا بعد على سوق العمل في ألمانيا»، شدد «على أن السوق الألمانية لا تزال تستوعب العدد الأكبر من المهاجرين إليها وتؤمن كذلك عدم ارتفاع البطالة فيها». لكنه حذر من إمكان تغيّر الحال هذه خلال الشهور المقبلة.
أما الخبير المالي هايكو بيترز من مصرف «دويتشه بنك» فلفت إلى أن الأجواء في قطاعي الصناعة والإنتاج «منقبضة حالياً بوضوح»، ورجّح «أن تظهر بعض العقبات الصعبة فيهما» في الشهور المقبلة. ولفت مراقبون إلى ظهور بعض الإشارات في هذا الاتجاه أخيراً. وأشارت «وكالة العمل الاتحادية» إلى أن الطلب على اليد العاملة في شباط الماضي انخفض بعض الشيء للمرة الأولى منذ نحو سنتين عن الشهر الأول من العام الحالي. لكن الوكالة وبفضل الوضع الاقتصادي المستقر لا تزال تتوقع بقاء مستوى الطلب على اليد العاملة عالياً خلال الشهور المقبلة، خصوصاً في قطاع الخدمات «حيث حاجة الشركات إلى عمال ومستخدمين لا تزال مرتفعة».
وأضافت أن البحث مستمر عن عمال ومستخدمين في مجالات مثل تقنية الطاقة، والتقنية الكهربائية والمواصلات والنقل وتقنية الآليات والمركبات، كما في قطاع المعادن والحديد والتصنيع، وخصوصاً في قطاع الصحة، والعناية الصحية ودور العجزة.
وبمبادرة من الوكالة أقيم أخيراً في فندق «إستريل» في برلين أكبر معرض لفرص العمل للاجئين في ألمانيا، حضره ممثلون عن 200 شركة ألمانية و4 آلاف باحث عن عمل. والهدف من المعرض تعريف اللاجئين مباشرة إلى حاجات السوق الألمانية، وتعريف الشركات إلى الكفاءات والقدرات التعليمية والمهنية لهؤلاء. وهدف المعرض في الوقت ذاته إلى معرفة من يرغب في المشاركة في دورات تعليم وتدريب مهني قررت الوكالة إقامتها وتمويلها لتحضير اللاجئين مهنياً، تبعاً لحاجات سوق العمل الألمانية بهدف دمجهم في العمل تمهيداً لدمجهم لاحقاً في المجتمع الألماني.
واعترف القائمون على المشروع بأن الأمر ليس سهلاً وأن ثمّة صعوبات جمّة لدى اللاجئين للتكيّف مع واقعهم الجديد، إضافة إلى عوائق تتمثل في بيروقراطية المؤسسات الألمانية الرسمية خصوصاً. وحذّرت «وكالة العمل الاتحادية» «من أن الطريق إلى الاندماج الكامل في العمل ستكون طويلة، وقد تتراوح ما بين 3 و5 سنوات كحد أدنى و15 سنة كحد أقصى».