العدد 4966 بتاريخ 11-04-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


فرنسيون يدربون القوات الخاصة في العراق لمحاربة تنظيم "داعش"

بغداد - (أ ف ب)

تستعد وحدات من القوات الخاصة العراقية التي تشكل رأس حربة القتال ضد تنظيم "داعش"، بمساندة عسكريين فرنسيين، لاستعادة الاراضي التي استولى عليها الجهاديون، وضمنها الموصل.

ويعلن اللفتنانت فلوريان امام حوالى عشرة "متدربين" متحلقين حول مجسم يمثل مبان وطرقات ومسالك، "ساعرض عليكم الوضع لمهمة اليوم".

ويلخص المدرب الفرنسي الوضع للعسكريين العراقيين في معسكر في بغداد "انتم في محيط الرمادي (التي استعادتها القوات العراقية في ديسمبر/ كانون الاول)، وقامت احدى فرقكم بمراقبة مصنع للعبوات الناسفة اليدوية الصنع".

ويترتب على القوات الخاصة الاقتراب من المصنع والتثبت من المباني المجاورة وتامين الطرق المؤدية اليه، بما في ذلك طرق اجلاء اي جرحى.

ويهم عناصر الوحدات الخاصة في جهاز مكافحة الارهاب العراقي الذي يشرف عليه مباشرة رئيس الوزراء حيدر العبادي، بتنفيذ المهمة الموكلة اليهم.

وعدوهم الاول هو هذه العبوات الناسفة اليدوية الصنع التي يستخدمها تنظيم الدولة الاسلامية، وكذلك حركة طالبان في افغانستان وعناصر تنظيم القاعدة في مالي.

- العودة من الجبهة - وهذه العبوات التي توضع في الجرافات والاحزمة الناسفة والادوات المنزلية، تتسبب بنسبة 80% من الخسائر في صفوف القوات العراقية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية، بحسب بعض التقديرات.

ويقوم الجهاديون بتفخيخ المنازل التي يخلونها بهذه المتفجرات، ومهاجمة الحواجز العسكرية بالسيارات المفخخة وتفجير انفسهم في اماكن عامة.

وحذر اللفتنانت فلوريان "انتبهوا هنا الى الطريق الترابي، من المرجح انه ملغم بالعبوات اليدوية الصنع"، قبل ان يتاكد ان "المتدربين" استوعبوا المعلومات الاساسية لتفكيك هذه الافخاخ.

وعند اعطاء المدرب اشارة الانطلاق، يقفز عناصر جهاز مكافحة الارهاب في اليات هامفي اميركية قديمة مصفحة حاملين رشاشاتهم، ويباشرون تطبيق ما تعلموه.

ومن المقرر نشر هذه الوحدات الخاصة في مواقع الاهداف المقبلة لتنظيم الدولة الاسلامية التي سيتم تحديدها سواء غرب بغداد او شمالها حيث الموصل، التي دعا وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الى استعادة السيطرة عليها من تنظيم الدولة الاسلامية خلال العام الجاري.

ويتولى حوالى 150 عسكريا فرنسيا تدريب قوات جهاز مكافحة الارهاب على التعامل مع العبوات اليدوية الصنع وخوض معارك في المدن، ويقدمون النصائح لهيئة اركان فرقة المشاة السادسة في الجيش العراقي في بغداد، كما ينتشر عدد مساو من العسكريين الفرنسيين في شمال العراق الى جانب قوات البشمركة الكردية.

وفيما يبقى عناصر القوات الاميركية في "موقعهم المحصن"، يتمركز المظليون الفرنسيون في معسكر جهاز مكافحة الارهاب العراقي، فينامون وياكلون مع العراقيين.

ويتولى الفرنسيون حوالى 10% من جهود تدريب القوات العراقية ضمن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش"، وهذه المساعدة العسكرية على تواضعها تمكنهم من الوصول الى معلومات ثمينة لتقييم الوضع على الارض.

- سياسة الارض المحروقة - وقال الكولونيل رينو سينيتير قائد القوة المكلفة تدريب العراقيين "نجمع معلومات من هؤلاء الجنود عندما يعودون من الجبهة".

واوضح انه مع اشتداد الضغوط عليه، "يتجه داعش الى استراتيجية تقوم على سياسة الارض المحروقة، مع عمليات خطف رهائن واعدامات جماعية وتفجيرات وانتحاريين وإطلاق مواد كيميائية".

ولم يعد بوسع التنظيم الإرهابي الذي خسر 40% من الاراضي التي احتلها عام 2014، حشد قواته بدون التعرض لضربات من التحالف. وقال قائد منطقة المحيط الهندي البحرية في الجيش الفرنسي الاميرال انطوان بوسان "انتقلوا بالتالي الى اعمال المضايقة، +الكر والفر+، انهم يحاولون الافلات".

وقال عباس الشاب البالغ من العمر 17 عاما وهو من بغداد ان هذا التدريب الذي استمر اربعة اسابيع تحت اشراف العسكريين الفرنسيين مهم للغاية.

واوضح "حين وصلنا الى هنا، لم نكن نعرف شيئا. نشعر باننا نتقدم يوما بعد يوم"، فيما يستعد للانضمام الى ثلاثة من اشقائه على الجبهة.

وكان معظم المجندين مثله، من العمال وسائقي سيارات الاجرة وغيرهم، وقد عرضت عليهم في هذه الوحدات اجور تفوق اجور الجنود النظاميين، وهم بغالبيتهم من الشيعة، كرئيس الوزراء.

ويضيف عباس متحديا "تعلمت ان اتحلى بالشجاعة على خوض القتال. علموني ان اطلق النار مغمضا عيني. من واجبي اليوم ان اقاتل داعش".



أضف تعليق