ماذا تعرف عن "العِقال" في البحرين ؟
المنامة- علي ابو حمد
يرتبط "العقال" بزي وتاريخ الرجل البحريني من منطقة الخليج ولازال يشكل معاني الأصالة والرجولة وهو كالتاج على رأس الرجل مما يدفعه بأن ينزعه في حال الوعد أو إرجاع حق أو الحزن على فقد شخص عزيز.
ويعود منشأ "العقال" إلى عادة لفه على ركبة الناقة وكان صاحب الناقة إذا ركبها أخذ العقال ووضعه على رأسه حتى بلوغ المكان المقصود فلذلك يقال له عقال من عقل الناقة. وقيل كذلك بأن لبس العقال تعارف عند العرب مع وصول خبر سقوط الأندلس فأصابهم الحزن الشديد فعصب الرجال رؤوسهم بقطع قماش سوداء لفترة أمتدت من الزمن إلى أن تطورت لتأخذ أشكالا أخرى لتصنع من صوف الماعز. وقيل أيضاً أنه ماتوارثه العرب لمواجهة مصاعب الصحراء وقت رعي الأغنام أو التنقل حيث يستخدمونه لتثبيت قطعة القماش التي تقيهم حرارة الشمس ويغطون بها وجوههم عن الغبار لكي لا تدفعها الرياح.
والعِقال بمختلف أنواعه هو في الأصل شيء مستدير كالحلقة يوضع فوق الغترة أو الشماغ على رأس الرجل ويكون غالباً أسود ويصنع عادة من صوف الماعز , ويستعمل في الجزيرة العربية والعراق وبلاد الشام حتى الآن.
وفي البحرين يعرف العقال المشهور حاليا بلونه الاسود مع اختلاف في الصلابة والليونة أو في نوع الصوف المستخدم فيه حسب الذوق . فهناك انوع متعددة مثل "المرعز"ويصنع من صوف الماعز وهو أهمها , ومنها "الخزام" ويتكون من حبلين طويلين , العقال "المقصب" أو "الشطفة" وهو من الصوف ويتخذ شكلا هندسيا خماسي الأضلاع، ويتكون من طبقتين، أي أن مجموع أضلاعه عشرة , وأتى اسمه من تقصيبه بخيوط الذهب والفضة ويتميز عن بقية الأنواع بتكونه من عقد صغيرة من 8 إلى 12 تصنع من وبر الجمال وعادة يرتديه الوجهاء والأثرياء. و يتميز كذلك بين أنواع العقال النوع العراقي والقطري , فالأول عريض وكثيف والثاني يمتد منه حبلان ينتهيان بكركوشة . ويُعتمد في تحديد أحجام العقلة على نظام يتكون من 7 مقاسات ونصف حيث يعود اختلاف الأحجام لإختلاف مقاسات.
يذكر أن العقال ذي اللون الأبيض كان سائدا قديما ولكنه يندر في الوقت الحالي نتيجة تغير الأذواق عند أبناء الأجيال الحديثة التي أنتجت بدورها أشكالا جديدة لم تكن متعارفة سابقا.