أيقظت العواطف بالموسيقى...
"سيمفونيات الذات" اقتباسات من روائع مجيد مرهون
المنامة - هيئة البحرين للثقافة والآثار
شهدت الفعالية الموسيقية التي أقامتها أكاديمية ريد بل للموسيقى بالتعاون مع هيئة البحرين للثقافة والآثار "سيمفونيات الذات" خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضية في الثامن والتاسع من أبريل الجار ي إقبالاً جماهيرياً لافتاً، فلم تشكّل الأمسية تجربة شخصية للحضور فقط، بل لامست مشاعر كل فرد من الأفراد الذين ساهموا في هذا المشروع الجماعي المميز والذي شهد دعم وتعاون كل من فرقة أجراس وملجأ بحرين وBMMI والسفارة الألمانية والاتحاد للبلاستيك وفندق نوفوتيل وڤوروز ڤيجن وإليمنتس ساين للإنتاج وصحيفة ذا ويكندر ومحلات فيرجن ميغاستور.
فلم تمض سوى عدة شهور منذ دعوة خريج وملحن أكاديمية ريد بل للموسيقى حسن حجيري لكل من هنريك شوارتز وبوغي ويسيلتوفت وسلمان زيمان وخليفة زيمان وفرقة البحرين للموسيقى للتعاون في حب الموسيقى لاستخراج مقطوعات الراحل مجيد مرهون (1945-2010) من أعماق التاريخ وزرع هذا الإلهام ليزهر تجارباً لا مثيل لها من الإيقاعات والموسيقى. وقد قال حسن حجيري: “أدرَكَ مجيد مرهون وجهة الموسيقى، وقال بنفسه أن على الموسيقيين العرب العمل في سبيل فهم وممارسة الموسيقى الإلكترونية إن رغبوا حقاً بمواكبة تطورات العالم”. فليس من الغريب أن المقطوعات الكلاسيكية التي ألفها هذا الفنان قبل 30 إلى 40 عام قد أعيدت صياغتها إلكترونياً بسلاسة لتتحول إلى قطع فنية رائعة تحمل طراز موسيقى القرن الحالي.
ومما أضفى على الحفل لمسةً خاصة من الجمال انضمام عازف الفلوت الفنّان أحمد الغانم، فألقى بآلته الخلّابة سحراً أسرَ به جميع من تواجد في تلك الأمسية التي خُتمت باجتماع فرقة البحرين للموسيقى وجميع الموسيقيين المشاركين فوق المسرح ليعيدوا إحياء روح موسيقى الراحل مجيد مرهون بعرضٍ مذهل بدا وكأنه من نسج الخيال لقوة المشاعر التي غمرت الحضور والمؤدين، وعفوية الموسيقى التي امتزجت وتناغمت بشتى أنماطها لتحتفي بذكرى مجيد مرهون، فقد وصف شوارتز شعوره قائلاً: “من النادر أن يعيش الإنسان تجربة كهذه فقد تزامنت ألحاننا بسهولة على الرغم من أن فترة التدريب لم تكن طويلة”.
أما في الوقت الراهن، فالكل متمسك بأمل إعادة إحياء حفل “سيمفونيات الذات” في مختلف أنحاء العالم، فمستقبل الموسيقى لا يخشى التجارب، وهل هناك من هو أفضل من مجيد مرهون لبدء هذا المستقبل؟ فحتى من بعد رحيله، ما زالت ألحانه تنشر الإلهام من حولنا، وبفضلها، لايزال -مجيد مرهون- موجودٌ هنا.