سكان دارفور يصوتون في استفتاء يقاطعه المتمردون
الفاشر (السودان) - أ ف ب
يشهد اقليم دارفور المضطرب في غرب السودان اليوم الإثنين (11 ابريل/ نيسان 2016) استفتاء بشأن وضعه الاداري على رغم انتقادات الاسرة الدولية ومقاطعة المعارضة.
وعلى رغم استمرار الاضطرابات في المنطقة، أصر الرئيس السوداني عمر البشير المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم مرتبطة بالنزاع المستمر منذ 13 عاماً في هذا الاقليم، على إجراء هذا الاقتراع.
ويفترض أن يقرر الناخبون ما إذا كانوا يريدون الاحتفاظ بالوضع الاداري الحالي لدارفور المقسم إلى خمس ولايات او دمجها في منطقة واحدة.
ويطالب المتمردون الذين ينتمون الى اقليات أتنية ويقاتلون الحكومة السودانية منذ العام 2003، بتوحيد اقليم دارفور ومنحه حكما ذاتياً أوسع. لكنهم يقاطعون الاستفتاء الذي يعتبرون انه غير عادل.
وعبرت الولايات المتحدة من جهتها عن قلقها وحذرت من انه "في حال أجري وفق القواعد والظروف الحالية، فان الاستفتاء لن يكون تعبيراً صادقاً عن إرادة الشعب".
وذكر مراسل وكالة "فرانس برس" أن عمليات التصويت التي بدأت عند الساعة التاسعة، مستمرة لكن بوتيرة بطيئة منذ الصباح الباكر في مراكز التصويت التي يحرسها عناصر شرطة وعلقت عليها لافتات تدعو إلى الاقتراع بكثافة.
وقال رئيس مفوضية الاستفتاء في دارفور، عمر علي جماع لـ "فرانس برس": إن "كل المراكز في ولايات دارفور الخمس فتحت وليس هناك اي مركز قابلته معوقات". واضاف أنه "من المبكر تقييم الاقبال فنحن في ساعات اليوم الاولى".
وادلى والي شمال دارفور عبد الواحد يوسف بصوته في أحد المراكز بوسط مدينة الفاشر، في منطقة يسكنها موظفو الحكومة.
واصطفت في المركز نحو مئة امرأة للإدلاء بأصواتهن. وقالت فتحيه ادم حسن (38 عاما) وهي تغادر غرفة التصويت "صوت لولاية واحدة". واضافت "اريد ولاية لحل مشكلات دارفور".
من جهتها، اكدت ساميه هارون التي كانت تجلس على بساط مفروض ارضا وتبحث في الاسماء "اريد خمس ولايات واريد لهذا الخيار ان يفوز".
ويدعم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان هذا الخيار. وفي مراكز اخرى لم يأت سوى عدد قليل من الناخبين للتصويت في ساعات الصباح الاولى.
وكان إقليم دارفور ولاية واحدة منذ الحاقه بالسودان في 1916 حتى 1994 عندما قسمته حكومة الخرطوم الى ثلاث ولايات، ثم اضافت ولايتين اخريين في 2012 مؤكدة ان هذا سيجعل الحكومة أكثر فاعلية.
وتخوض مجموعات مسلحة من أصل غير عربي حركة تمرد لاعتبارها ان الخرطوم تقوم بتهميش الاقليم. واوقع النزاع 300 الف قتيل بحسب الامم المتحدة بينما تقول الخرطوم ان الحصيلة 10 الاف قتيل واكثر من مليون نازح. وتتواصل اعمال العنف لكن على نطاق اقل.