"الثُقُب"... أقدم أنظمة الري الزراعي في البحرين
الوسط – أمير هلال
[ قال الباحث البحريني حسين محمد حسين إن نظام القنوات المائية في البحرين، والمعروفة باسم "الثُقُب" أو "التناقيب"، تعتبر من أقدم أنظمة الريّ التي كانت تستخدم منذ آلاف السنين.
وأشار حسين خلال مقطع فيديو عرضه على موقع "يوتيوب" ضمن سلسلة أفلام قصيرة تحكي وقائع من التراث البحريني تحت مسمى "تأملات تراثية"، إلى أن هذه التقنية كانت تمتد على مسافة عدة كيلومترات، مضيفاً إنها رغم بساطتها إلا أنها معقّدة في التنفيذ وتعتمد على العيون الطبيعة التي تدفع المياه بقوةٍ عبر القنوات المحفورة تحت الأرض.
وبيّن الباحث أن نظام القنوات المائية شبيهٌ بنظام الريّ في سلطنة عمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، والذي يسمى لديهم بنظام "الأفلاج". وتابع الباحث في التقرير المصوّر أن نظام قنوات الريّ لم يعد يُستخدم في البحرين منذ ستينيات القرن الماضي، ولم يبق منه سوى بعض آثاره التي دُفن أغلبها ولم يبق منها إلا القليل.
وأوضح الباحث كيفية بناء هذه القنوات المائية، التي يتم تبطينها بمادةٍ تمنع تسرّب الماء إلى التربة، كما يتم تسقيفها بصفائح من الحجر لضمان عدم تبخر المياه منها. وبيّن أن القنوات المائية تتميز بوجود "تناقيب" أو "ثقب" مرتبطة بالعيون الطبيعية، وهي عبارة عن فتحات تم بناؤها على شكل أسطواني من أجل إجراء عمليات التنظيف أو الصيانة. وأرفق الباحث في التقرير خارطةً أشار فيها إلى تواجد قنوات الري في عددٍ من قرى البحرين، خاصة قرى الساحل الغربي كالجنبية والمرخ شمالاً، ودار كليب وقرية صدد جنوباً.
وقال الباحث حسين محمد حسين إن الجزء الجنوبي من مملكة البحرين يتميّز بالتغذية الكثيفة لهذه القنوات عبر عددٍ من العيون الطبيعية، منها عين الحكيم وعين صخارى، وهذه العيون تغذّي نظام القنوات بالمياه في عدة مناطق منها قرى شهركان وصدد وداركليب.
وأضاف أن قرى الجزء الشمالي من الساحل الغربي كقرية المرخ وسار والقرية والجنبية، لها نصيب كبير من هذه القنوات على هيئة غرف أرضية كعين أبوعليّوه التي تقع في قرية المرخ.
وختم حسين قائلاً إن آثار هذه القنوات المائية لازالت توجد في منطقة الجنبية، إذ تم تغطيتها بالأحجار البحرية "الفروش" التي يرجع تاريخ بنائها إلى قرابة ألفي عام مضت، مشيراً إلى أن هذا القنوات تدل على وجود حضارة عريقة في البحرين.
يشار إلى أن مخرج العمل ومصوّره هو السيد حسن علوي.