العدد 4965 بتاريخ 10-04-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


ارتفاع معدلات انتحار الشباب في غزة يقلق الفلسطينيين

الوسط - المحرر الدولي

شهدت فلسطين أخيراً ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات ومحاولات الانتحار مقارنة بالأعوام الماضية، بخاصة في قطاع غزة، لتتحول ظاهرة تستدعي دق ناقوس الخطر والوقوف في شكل معمق عند أسبابها وآثارها، مع الإشارة إلى تفاوت نسب الانتحار بين القرية والمدينة والمخيم ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (11 أبريل/  نيسان 2016).

وبلغت حالات الانتحار في الأراضي الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) 13 حالة توزعت بين 9 ذكور و4 إناث، ووصلت محاولات الانتحار الى 227 محاولة، توزعت بين 158 محاولة في صفوف الإناث، و69 للذكور، في الأشهر التسعة الأولى من العام 2015.

أما سبل الانتحار فكانت بغالبيتها شنقاً بالحبل، أو بالتسمم والأدوية، وفق إحصاءات الشرطة.

وأوضح الناطق باسم الشرطة الفلسطينية لؤي أرزيقات أن حالات الانتحار شهدت ارتفاعاً بنسبة 68.4 في المئة خلال آخر احصائية في عام 2014 الذي سجلت فيه 32 حالة انتحار، مقارنة بعام 2013 عندما سجلت الشرطة 19 حالة، بينما في عام 2012 سجلت 8 حالات.

وتبين تقارير الشرطة أنه في عام 2014 سجلت 22 حالة تمت شنقاً بواسطة الحبل و6 حالات بالسقوط من علو، وحالتين نتيجة تناول أدوية، وحالة واحدة بواسطة المبيد الحشري، وحالة واحدة بواسطة السموم.

وأضاف أرزيقات أن عدد الحالات في 2014 بلغ عند الذكور 21 حالة أي بما نسبته 65.6 في المئة من مجموع الحالات، فيما بلغ عدد الإناث 11 أي ما نسبته 34.4 في المئة.

وفي أسبوع فقط من شباط (فبراير) الماضي وحده شهد قطاع غزة ثلاث محاولات انتحار، كان آخرها قيام شاب بحرق نفسه حتى الموت، وقبلها صعود شاب الى أعلى عمود للإرسال في مدينة غزة محاولاً الانتحار، وحالة أخرى لشاب شنق نفسه في منطقة زراعية جنوب القطاع.

وأفاد تقرير نشره المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بأن معدلات الانتحار في قطاع غزة ارتفعت من 30 الى 40 في المئة خلال الأشهر الماضية، مقارنة بالفترة نفسها من الأعوام 2013 حتى 2015.

وذكر المرصد قبل أيام، أن العدون الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، والحصار المستمر الذي أدى إلى انهيار الاقتصاد، وعدم وجود فرص عمل للشباب، هي الأسباب الرئيسية لارتفاع معدلات الانتحار.

وأضاف التقرير أن نحو 80 في المئة من سكان غزة يعيشون تحت خطر الفقر، بينما يعاني 43 في المئة من الشبان في غزة من البطالة، وأن القطاع شهد حوالى 80 محاولة انتحار في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) من هذا العام، نجح بعض منفذيها في قتل نفسه ونجا بعضهم.

ويشرح الخبير النفسي جمال أبو النحل ان هناك أربعة أسباب نفسية تدفع الأشخاص إلى الانتحار، أبرزها الاكتئاب العقلي، وهو مرض نفسي الذى يشعر بمقتضاه المريض أنه السبب في كل المآسي التي يعانيها ما يجعله يعتقد بأن وضع حد لحياته سيضع حدًا لتلك المآسي أيضاً. والسبب الثاني، يُعرف بـ «الاضطرابات الشخصية»، الذي يصيب شخصيات تعاني من الهشاشة النفسية عقب تعرضها لأزمة تعجز عن إيجاد حل لها، وهنا يفكر المنتحر في طريقة استعراضية ينهي بها حياته كي يلفت أنظار المجتمع إليه لأنه يحمّل هذا المجتمع مسؤولية ما آلت إليه أموره. أما السبب الثالث، فيعرف بين أطباء علم النفس بـ «فقدان العقل» الذى يدفع المنتحر لإنهاء حياته كي يلفت نظر الناس إلى قضية يتبناها ويريد أن ينتصر لها لدرجة تفقده عقله وتجعله يقرر إنهاء حياته، وأخيرا يأتي «الانتحار العاطفي» الذي يُقدم عليه أشخاص مروا بتجربة عاطفية مؤلمة وتكونت لديهم قناعة نفسية بأن حياتهم انتهت مع انتهاء التجربة أو فشلها.

ويقول أبو النحل: «الحد من الانتحار في فلسطين عموماً وفي قطاع غزة خصوصاً يرتبط بضرورة تحقيق العدالة الغائبة حيث أن الانقسام السياسي هو السبب الأساسي لتدمير مستقبل الشعب الفلسطيني بما من شأنه ان يعمق مشكلات البطالة المستشرية والفقر المدقع وغياب العدالة وأعتقد بأنها ما دفعت الكثير من الشباب إلى الانتحار أو السفر عبر البحار ليلقوا حتفهم في رحلة المجهول».

وأشار أبو النحل إلى أن هناك قاسمين مشتركين بين كل حالات الانتحار في غزة هما العوز الشديد والبطالة. فالأول يغرق صاحبه في الفقر المدقع، والثانية تشعره بانعدام الأمل وانسداد الأفق وتعده بمزيد من تردي الأوضاع المعيشية وتدهورها.

وأكد المحلل الاقتصادي سمير أبو مدللة أن قطاع غزة يمر بأوضاع اقتصادية صعبة للغاية، تتمثل بارتفاع نسب البطالة والفقر التي وصلت إلى حوالى 44 في المئة. فهناك نحو 200 ألف عاطل من العمل في صفوف الخريجين، وهناك أكثر من 100 عاطل من العمل من حملة شهادات عليا.

وتابع أبو مدللة: «الأوضاع الاقتصادية بتفاقمها أثرت في الأوضاع الاجتماعية. وتتحدث المؤسسات الدولية عن أن هناك 47 في المئة من انعدام الأمن الغذائي في القطاع، علاوة على تراجع دور القطاع الخاص والقطاع العام على السواء في التوظيف, إضافة إلى الحصار المطبق. كل ذلك أدى إلى أوضاع نفسية أثرت في كثير من الناس خصوصاً فئة الشباب».



أضف تعليق