العدد 4964 بتاريخ 09-04-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


اللاجئون يفرون من الحرب ليواجهوا تهديد الأوبئة والأمراض في أوروبا

أمستردام - أ ف ب

بعد ان تمكنوا من الفرار بصعوبة من مناطق الحرب، وجد اللاجئون انفسهم عرضة لهجوم جديد في اوروبا عبارة عن جراثيم تنتشر في المخيمات المكتظة التي تستقبلهم، والتي يمكن أن تصبح مناطق لانتشار الاوبئة في المجتمعات المستضيفة، بحسب ما يحذر خبراء الامراض.

وقال الخبراء انه بسبب ضعف اجسامهم وقلة الطعام والماء النظيف والادوية، فان اللاجئين هم هدف سهل لمجموعة من الامراض التي يمكن الوقاية منها عادة، ولكنها يمكن أن تؤذيهم وتسبب لهم التشوهات وربما تقتلهم بسبب ضعفهم.

ومعظم هذه الأمراض اختفت من اوروبا واصبحت جزءا من ماضيها ومن بينها الجرب، والحصبة، والسل، والكوليرا وحمى التيفوئيد، بحسب ما قال عدد من الاطباء والاكاديميين الذين اعربوا عن القلق البالغ ازاء هذه المشكلة في مؤتمر عقد في امستردام خلال عطلة نهاية الاسبوع.

وحذر خبير الامراض المعدية التركي هاكان ليبليجيوغلو "ربما تظهر مشكلة في المستقبل (..) وبخصوص السل وشلل الاطفال والحصبة يجب التفكير في هذه الامراض بانها تهديد ناشئ خاصة بين اللاجئين وفي المنطقة وربما في اوروبا".

وسيصل المزيد من اللاجئين من دول لا تزال هذه الامراض منتشرة فيها.

وقال ليبليجيوغلو ان الحركة المتزايدة المناوئة للتلقيح في اوروبا خلفت "ثغرات في تغطية التلقيحات"، مضيفا ان المقاومة للمضادات الحيوية تزيد من المخاوف.

وتواجه اوروبا صعوبة في التعامل مع تدفق اللاجئين من دول افريقيا والشرق الاوسط المتضررة من الحروب والفقر.

وبحسب وكالات اللاجئين فان اكثر من مليون مهاجر وصلوا الى دول الاتحاد الاوروبي العام الماضي، بينما وصل نحو 180 الف لاجئ هذا العام خاطر العديد منهم بارواحهم ودفعوا مبالغ طائلة لعبور البحر في قوارب متهالكة في محاولة يائسة للحصول على حياة افضل.

ويمضي معظمهم فترات طويلة في مخيمات غير مجهزة بانتظار الانتهاء من معاملاتهم.

ومن بين المشاكل الرئيسية غياب سياسة اوروبية منسقة لفحص القادمين الجدد والتحقق من عدم اصابتهم بامراض معدية ومعالجتها والقيام بحملة تلقيح واسعة، بحسب ما قال المشاركون في المؤتمر.

وقال نيكولاس بيتشغ من كلية ليفربول للطب الاستوائي والمحاضر في الامراض المعدية لوكالة فرانس برس "الوضع يتفاوت تفاوتا كاملا من بلد الى اخر. لا يوجد معيار واحد في كل الدول الاوروبية".

وتحدث عمليات الفحص للكشف عن الامراض بشكل عشوائي "وقد لا تستند الى الادلة وربما تكون كرد فعل سياسي".

وقدم الخبراء ادلة على انتشار امراض في مخيمات اللاجئين ومن بينها انتشار الحصبة في فرنسا وتركيا، والجرب في هولندا والسالمونيلا في المانيا، والعنقودية الذهبية المقاومة للادوية وهي مرض جلدي ينتشر في مخيمات اللاجئين في سويسرا.

واوضح ليبليجيوغلو ان الاسباب متعددة. وقال ان هذه الجراثيم "تعيش في الظروف غير الصحية والأماكن المكتظة، كما ان هناك مشكلة مع تراكم القمامة في بعض الدول".

 

"خطر على أنفسهم"

تتسبب عوائق الثقافة واللغة في صعوبة عمل الموظفين الطبيين مع المهاجرين.

وقال بيتشغ "العديد من اللاجئين لا يعرفون كيفية الاستفادة من انظمة الرعاية الصحية حتى لو كانوا مؤهلين للاستفادة منها".

اضافة الى ان انظمة الرعاية الصحية في اوروبا تعاني من الضغوط الثقيلة، بحسب ما اشار الخبراء الذين دعوا الى ضخ المزيد من الاموال ووضع مقاربة موحدة للفحص والتاكد من الخلو من الامراض والعلاج.

وقالوا ان هذا سيكون مكلفا ولكنه يستحق الكلفة.

وحذر البرتو ماتيلي خبير الصحة العامة الايطالي من انه "اذا اردت ان تقوم بذلك ابتداء من الصفر، اي المرحلة التي نحن فيها الان، فعلينا ان نعلم ان الكلفة ستكون هائلة للغاية".

وثلث الحكومات الاوروبية فقط لديها سياسة لفحص اللاجئين للتأكد من خلوهم من السل، والقليل من تلك الدول قامت بهذه الفحوصات بشكل متواصل، بحسب ماتيلي.

كما يشكل فيروس اتش اي في المسبب لمرض الايدز مصدر قلق اخر.

وقال باحثون دنماركيون ان نسبة معدلات الاصابة بين اللاجئين بالفيروس اعلى من غيرهم، كما ان الخطر يكمن في ان تشخيص هذا المرض قد لا يحدث الا لاحقا.

وقالت لورا دين من كلية طب المهاجرين في مستشفى جامعة كوبنهاغن ان لهذا تأثيرات سلبية على الصحة العامة "من حيث خطر انتقال المرض من اشخاص لا يدركون انهم مصابون بفيروس اتش اي في".

واكد المتحدثون على ضعف احتمالات وجود خطر حقيقي لانتشار اوبئة بين الدول التي تستضيف اللاجئين.

واكد ماتيلي ان "اللاجئين مهمشون ولا يندمجون مع المجتمع في اوروبا وهذا هو السبب في مرضهم وهو كذلك ما يحمي المجتمع الاوروبي من الاصابة بالعدوى".

وقال ان "الخطر هو على اللاجئين انفسهم. هم الفئة الاضعف التي تحتاج الى حماية". واكد ان افضل طريقة للتحرك هي ضمان التشخيص السريع وعلاج الامراض المعدية المنتشرة بين اللاجئين وتوفير الاستفادة من الانظمة الصحية في الدول المستضيفة.

واكد ماتيلي "اذا فعلنا ذلك فسيصبح الوضع الصحي افضل للاجئين ولموظفي الرعاية الصحية وللمجتمعات المستضيفة كذلك".

وكانت صحة اللاجئين هي محور مؤتمر استمر اربعة ايام عقدته اللجنة الاوروبية لعلم الاحياء الدقيقة السريري والامراض المعدية.



أضف تعليق