الاستحمام في العيون قبل الزواج... أحد الطقوس التاريخية في البحرين
الوسط - جابر الموسوي
أصدر الباحث في التراث والتاريخ، حسين محمد حسين، تأملاته التراثية، وهي سلسلة أفلامٍ قصيرة تحكي وقائع من التراث البحريني الأصيل، ومن أبرزها ما يتعلق بالعيون الطبيعية، وما يرتبط بها من طقوسٍ، ومنها طقس "الانغماس في الماء"، أو الاستحمام قبل الزواج، إذ كان موجوداً في عددٍ من الثقافات القديمة، حيث يقوم الزوجان في اليوم السابق للزواج بالانغماس في الماء، كالعيون الطبيعية والأنهار أو البحيرات.
وحسبما يشير الفيلم القصير، الذي بُث على "يوتيوب"، فإن هذا الطقس، بقي حتى يومنا هذا في العديد من البلدان بمختلف دياناتها، ومنذ القدم وطقس الاستحمام في العيون الطبيعية معروف في البحرين وعدد من دول الخليج، ومازال معروفاً في مصر والمغرب وتركيا وغيرها.
وفي البحرين وقبل ليلة واحدة من ليلة الزفاف، وفي بعض المناطق في ليلة الزفاف ذاتها، تجرى غسالة العريس، فيُؤخذ إلى إحدى العيون الشهيرة، ويرافقه حشد من أهله وأصدقائه وأهل بلدته، في وقت الأصيل، ويُنَظَّف تنظيفاً مبالغاً فيه، كما يفيد الفيلم.
هذا، وارتبط غسل المعرس بالعيون الطبيعية، ولذلك أقيمت حمامات خاصة على قنوات الماء التي تخرج من العيون الطبيعية، وأشهر تلك الحمامات ما أُقيم على ساب عذاري، وبعضها ارتبط بمساجد أيضاً وأشهرها حمام مسجد أبوإبهام، والذي أٌقيم على جزء من ساب عين عذاري، وآثار هذا الحمام مازالت باقية حتى بعد إعادة بناء المسجد. ولحسن الحظ تم إبقاء جزء من الحمام القديم وهو يمر أسفل المسجد، ويمكن زيارته في الوقت الحالي، بحسب الفيلم.
ويتطرق الفيلم إلى العيون البحرينية، وما لها من مكانة خاصة من قديم الزمان حيث تشير المكتشفات الأثرية التي تعود لفترة دلمون لبناء المعابد بالقرب من العيون الطبيعية كمعابد باربار، واستخدم شعب تلك الحقبة مياه تلك العيون في الاغتسال والتبرك لاعتقادهم بقدسية مياهها، ففي معابد باربار توجد بركة خاصة بالمعبد، وعلى جوانب تلك البركة توجد فتحات خاصة بقنوات تمر من أسفل المعبد، ووظيفة القنوات جلب الماء للبركة.