كيري يدعو العراق لعدم ترك الأزمة السياسية تعيق الحرب على "داعش"
بغداد - رويترز
حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي زار بغداد اليوم الجمعة (8 أبريل/ نيسان 2016) العراق على عدم السماح للأزمة السياسية بإعاقة الحرب على تنظيم "داعش" وعبر عن دعمه بشكل واضح لرئيس الوزراء حيدر العبادي.
وأثار العبادي الأسبوع الماضي قلق النخبة السياسية في العراق باقتراح تعديل وزاري يهدف إلى مكافحة الفساد المستشري ويستبدل سياسيين مخضرمين بتكنوقراط وأكاديميين.
ويسعى العبادي إلى تخليص الوزارات العراقية من قبضة طبقة سياسية استغلت نظام الحصص العرقية والطائفية المعمول به بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 لتحقيق الثروة والنفوذ من خلال الفساد.
ويخشى مسؤولون أمريكيون من أن يضر الوضع السياسي المضطرب بجهود العراق لاستعادة الأراضي التي خسرها لصالح تنظيم "داعش" خاصة مدينة الموصل ثاني كبرى مدن العراق التي سيطر عليها مقاتلو التنظيم حين انهار جانب من الجيش العراقي عام 2014.
وقال كيري للصحفيين إن التعديل الوزاري أمر يخص العراقيين لكنه أضاف أنه أبلغ العبادي أن من المهم تحقيق استقرار سياسي في العراق حتى لا تتأثر العمليات العسكرية.
وقال كيري للصحفيين في السفارة الأمريكية بالمنطقة الخضراء شديدة الحراسة بالعاصمة بغداد "أريد أن أكرر دعم الرئيس أوباما ونائب الرئيس بايدن ودعمي كوزير للخارجية وكل الإدارة (في) الولايات المتحدة لرئيس الوزراء العبادي الذي اضطلع بقيادة صعبة في مواجهة تحديات أمنية واقتصادية وسياسية ضخمة."
والتقى كيري في وقت سابق بالعبادي الذي يبذل جهودا مضنية في ظل اقتصاد يعاني من انخفاض أسعار النفط وارتفاع تكلفة الحرب ضد "داعش" التي شردت أكثر من ثلاثة ملايين شخص ودمرت عدة مدن وبلدات.
وقال كيري إن الولايات المتحدة ستزود العراق بمساعدات إنسانية إضافية قيمتها 155 مليون دولار لمساعدة المشردين من القتال مع "داعش".
*تعليق الهجوم على الموصل
ولدى سؤاله عما إذا كانت مناقشات جرت بشأن إرسال المزيد من القوات الأمريكية إلى العراق قال كيري إن العراقيين لم يتقدموا بأي طلب رسمي وأن القضية لم تناقش اليوم الجمعة.
وأعادت الولايات المتحدة نشر بضعة آلاف من جنودها في العراق في إطار التحالف الذي تقوده ضد تنظيم "داعش" بعد أن انسحبت تماما عام 2011.
وخلال الأسبوعين الماضيين تمكنت القوات العراقية بدعم جوي من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة من استعادة مناطق هامة في هيت وهي بلدة مهمة على بعد 130 كيلومترا شمال غربي بغداد.
لكن الهجوم الذي يوصف بأنه المرحلة الأولى من استعادة مدينة الموصل الشمالية قد علق إلى حين وصول تعزيزات قادرة على المحافظة على الأرض التي سيتم استعادتها.
وقال كيري إن العبادي أوضح التزامه باستعادة الموصل وأن لديه جدولا زمنيا لتنفيذ ذلك.
وأضاف كيري "في الحقيقة لم يكن مقاتلو "داعش" في العراق في وضع الهجوم منذ أشهر... إنهم خسروا مساحات من الأرض تصل إلى أكثر من 40 بالمئة من الأراضي التي سيطروا عليها يوما في العراق."
وتعاني بغداد أيضا من انخفاض أسعار النفط على مستوى العالم وهو ما قلص المصدر الرئيسي لعائداتها.
وأمس الخميس قال صندوق النقد الدولي وحكومة بغداد إن العراق ينوي خفض سعر النفط المتوقع في ميزانيته لعام 2016 إلى حوالي 32 دولارا للبرميل من 45 دولارا مما سيزيد العجز بعدة مليارات من الدولارات.
والتقى كيري أيضا بوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري ورئيس حكومة كردستان العراق نيجيرفان برزاني.