منتدى الثلثاء بـ"القطيف" يناقش الدور الاجتماعي للشبكات الإخبارية
الوسط - المحرر الدولي
أقام منتدى الثلثاء الثقافي بالقطيف شرق السعودية ندوته الأسبوعية السادسة والعشرين في موسمه الثقافي الساس عشر تحت عنوان "الشبكات الإخبارية المحلية ودورها الاجتماعي" وذلك في الخامس من إبريل / نيسان الجاري بمشاركة مسئولي الشبكات الإخبارية المحلية وبحضور العديد من الصحفيين والمهتمين بالرأي العام، حيث تناولت دور الشبكات الإخبارية في التوعية الاجتماعية والمعوقات التي تواجهها.
وضمن الفعاليات المصاحبة للندوة، تم تكريم الكاتب ماجد المزين الذي قام بعرض تجربته في إعداد كتابه الصادر حديثا "قفزة كبيرة للأمام"، حيث استعرض فكرة الكتاب بشكل عام الذي يحتوي على خلاصة سبعين كتابا في مواضيع التطوير الذاتي، موضحا أن هذا النوع من الكتابة يسهل على القراء متابعة أبرز الإصدارات في هذا المجال وخاصة مع التضخم المعرفي الواسع وانتشار وسائل وأجهزة الاتصال.
كما تم أيضا تكريم مجموعة "كشتة" للتصوير الضوئي التي شاركت للأسبوع الثاني في تنظيم معرض فني في المنتدى، وتحدثت وديعة آل عدنان حول تجربة المجموعة التي تضم أكثر من أربعين مصورا بادروا في التشكل بهدف التوثيق الفوتوغرافي لتراث المحافظة وآثارها عبر تنظيم جولات للتصوير المشترك وإقامة معارض والاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي.
أفتتح مدير الندوة باسم الضامن الأمسية بمقدمة حول أهمية الشبكات الإخبارية والدور الكبير التي تلعبه في مجال تثقيف وتوعية المجتمع، باعتبارها أحد أهم العناصر الأساسية المساهمة في تشكيل ملامح المجتمع. وعرف بعدها ضيوف الأمسية وهم رئيس تحرير "صحيفة بث الواحة" بشير حسن التاروتي و مؤسس "صحيفة جهينة الإخبارية" زهير علي العبد الجبار و عضو مؤسس لتطبيق "القطيف اليوم" الإخباري ماجد أمين الشبركة .
بدأ بشير التاروتي حديثه حول بداية تأسيس صحيفة "بث الواحة" وتطبيقها (برودكاست أخبار القطيف سابقاً) البادرة الأولى من نوعها بالمنطقة والذي يقدم خدمة خبرية اجتماعية تفاعلية مجانية، ثم تطور مع مجموعة شبابية ليكون صحيفة الكترونية رسمية حرصت على إبراز الوجه الحضاري للمنطقة من خلال نشر كافة فعاليات وأنشطة مؤسسات المجتمع المدني. وتناول بعدها أهم وسائل الشبكة في نشر الأخبار المحلية بصورة تفاعلية بين أكبر شريحة مجتمعية باستخدام أحدث التقنيات، والارتقاء بالوعي المجتمعي حول قضايا اجتماعية مهمة من خلال عمل الاستبيانات ونشر النتائج والدراسات حول مختلف القضايا الاجتماعية كظاهرة الفقر وحقوق الطفل ودعم الأسر المنتجة ومعالجة البطالة عبر عرض الفرص الوظيفية المتاحة من خلال التواصل مع المؤسسات والشركات.
واعتبر التاروتي من جانبه أن شبكات الأخبار المحلية لا تزال تواجه ضعفا في متابعة وتناول مختلف الأخبار والقضايا، إضافة إلى غياب الإعلامي الشامل والمؤهل القادر على التعامل المهني مع الأخبار مشيرا إلى الحاجة الى المزيد من الشبكات الإخبارية المحلية والى تأهيل العاملين فيها كي تتمكن من ملاحقة الفعاليات والأنشطة القائمة في المنطقة والتعبير بشكل واضح عن قضايا المجتمع. وأوضح الأستاذ بشير التاروتي أن الأخبار السياسية تنال اهتماما أكبر من قبل متابعي الشبكة، ونالت أخبار التفجيرات الإرهابية في المنطقة أعلى متابعة في حينها، كما أن إعلانات التوظيف تحظى باهتمام كبير من المتابعين للشبكة، موضحا أن الشبكة تعتمد في مواردها على دعم الأنشطة التجارية التابعة لها.
استهل زهير عبد الجبار ورقته بنبذة تعريفية عن "صحيفة جهينة الإخبارية" التي تأسست في أواخر عام 2011م، مفيدا بأن السبب الرئيسي وراء تأسيس الصحيفة هو الزخم الكبير الذي تشهده المنطقة من فعاليات ثقافية وأنشطة اجتماعية، فكان لا بد من الشروع في تأسيس هذه الصحيفة لتقوم بتغطية وتوثيق هذه الفعاليات والنشاطات وتسليط الضوء على أبرز القضايا المجتمعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، مؤكدا على مسئولية الشبكات المحلية في ابراز الأنشطة المحلية بصورة واضحة ومناسبة وخاصة تلك التي لا تغطى في وسائل الإعلام الأخرى كبعض الأنشطة والفعاليات الدينية.
وتحدث زهير العبد الجبار حول أبرز التحديات التي تواجهها الشبكات الإخبارية في المنطقة تحديدا هو محاولة التوفيق بين السقف المتاح للكتابة وبين حاجات المجتمع وقضاياه، كما أن التحدي الاجتماعي في قبول الرأي الحر والناقد أيضا يعتبر من المعوقات التي تحد من حرية الكتابة. وأعتبر العبد الجبار من جانبه أن تعدد الشبكات الإخبارية هو حالة صحية في المجتمع ودليلا قويا على فاعلية المجتمع وأشار إلى أن من مسئولية الشبكات الإخبارية المحلية تجسير بين مختلف مكونات الوطن من خلال تعزيز التواصل الإنساني بينها وتسليط الضوء على القضايا المشتركة بما يساهم في تعزيز اللحمة الوطنية، ومن اللازم مراعاة الخطاب الإعلامي كي يتناسب مع الجمهور العريض في الوطن وليس مجتمع المنطقة فقط.
بدأ الشبركة حديثه بتعريف عن "شبكة القطيف اليوم" وهو عبارة عن تطبيق يعمل على تغطية الفعاليات والأنشطة ويهتم بالشان الثقافي والاجتماعي وإبراز الجهد القائم في المنطقة، مشيرا إلى مساهمة التطبيق في نشر وتوثيق الأحداث وكان سباقا في نشر خبر التفجير الإرهابي في مسجد الإمام علي بالقديح العام الماضي، معتبرا إياه أهم حدث غطته الشبكة. وأوضح الشبركة بأن الشبكات المحلية لا تزال ناقلة ومدورة للخبر وليست صانعة له، فذلك يحتاج المزيد من الحرفية والمهنية ومستوى عال من الجدية والفاعلية. وأكد أيضا على أن أبرز المعوقات التي تواجهها الشبكات الإخبارية الموجودة في المنطقة هي شح الصحفيين المتخصصين في المجال الإعلامي ودائرة المساحة الإعلامية الضيقة التي لا يمكن تجاوزها.
وقال الشبركة أن الشبكات الإخبارية أصبحت تشكل متنفسا بديلا عن الصحافة التقليدية حيث أن هناك اقبالا مشهودا في متابعتها والتفاعل معها، موضحا أنها لم تتمكن لحد الآن من الوصول إلى جميع المكونات الاجتماعية مع ان المجال متاحا بصورة واسعة، وأشار أيضا إلى أن الشبكات الإخبارية تُمارس دور الاعلان وليس الاعلام مطالبا بان يشارك المجتمع في الإعلام والنقد البناء للصحافة المحلية.
وأكد الشبركة على النقص الحاد في وجود مراسلين فاعلين في مختلف المناطق قادرين على خلق تفاعل بين الشبكات الإخبارية ومتابعيها.
في بداية المداخلات، اشار ماجد المزين إلى ضرورة التنوع في الأخبار لما له من اهمية في جذب الجماهير، كما دعا إلى أهمية تعدد المراسلين على جميع مناطق المملكة، وأكد راعي المنتدى الأستاذ جعفر الشايب على الدور الكبير الذي تلعبه الشبكات الإخبارية في رعاية وتأهيل الأفراد المتدربين وتوجيههم، وكذلك في ابراز قضايا المجتمع ملمحا الى الإشكاليات التي تواجهها الشبكات الاجتماعية كالتعاون البيني المشترك. وطرح الأستاذ صالح عمير تساؤلا حول الكيفية التي تتم بها دعم هذه الشبكات الإخبارية بصفتها صحف إلكترونية جديدة على المجتمع
واكد محمد الشيوخ على أهمية التواصل المستمر بين أصحاب الشبكات الإخبارية والمساهمة في تقريب وجهات النظر داخل المجتمع ومعالجة التشنجات والتوترات القائمة، مشيرا إلى أن ما تتيحه مثل هذه اللقاءات من تقارب بين وجهات النظر يعتبر مكسبا للجميع. وأشارت الأستاذة هدى القصاب إلى الدور الإيجابي الكبير الذي لعبته الشبكات الإخبارية في نشر البرامج التوعوية والإرشادية والمهنية وغيرها في المجتمع وأنها ساهمت في خلق حالة تفاعلية، ولكن لا ينبغي الاستناد على المتابعات نتائج الاستبانات التي توضح متابعات لقضايا غير ذات أهمية، وألا تنخرط هذه الشبكات في توفير المواد التي يستهويها المتابعون وترك المواضيع المهمة.
وتحدث حسين العلق مشيدا بالمستوى الكبير والنجاح الباهر الذي حققته الشبكات الإخبارية، مطالبا إياها بأن تتحول من مرحلة النقل والتوثيق إلى مرحلة صناعة الرأي. واشار الأستاذ محمد التركي إلى ضرورة التكاتف بين المجتمع والصحفيين والذي تتمثل في الدفاع عنهم وحماية حقوقهم، ودعا الأستاذ حسن جميعان إلى ضرورة اصدار ميثاق شرف اعلامي بين مسئولي الشبكات الاخبارية. وتساءل الأستاذ علي الرضي حول امكانية عدم تكرار الأخبار بين الشبكات واقترح اعتماد جائزة سنوية تقدم كتحفيز للعاملين في هذه الشبكات، وفي ختام المداخلات دعا عبد الرسول الغريافي إلى أهمية تأسيس زاوية باللغة الإنجليزية في الشبكات الإخبارية ولو بشكل مختصر.