مخاوف من حجب تطبيق "WhatsApp" بعد التشفير بعدد من دول العالم
الوسط - المحرر التقني
أحدثت الخطوة التي أقدمت عليها "WhatsApp" يوم أمس – والتي تمثلت في تشفير المراسلات بين المستخدمين – ضجة كبيرة في أوساط الخبراء الأمنيين على مستوى العالم.
وفي الوقت الذي رحب فيه المستخدمون بالميزة الجديدة وما تحمله من مزايا تحميهم من المخترقين والمتطفلين وتمنع إمكانية الوصول إلى بيانات التطبيق، فإن خبراء الأمن والحماية وخصوصاً المطلعين أعربوا عن احتمال إثارة مشاكل في بعض دول العالم، ولاسيما أن هذه الخطوة تتعارض مع التشريعات والأنظمة.
فقد نقل موقع "البوابة العربية للأخبار التقنية" عن مهندس الأنظمة في شركة "F5" نتوركس المتخصصة في حماية الشبكات، جاري نيو: “تعتبر الميزة الجديدة التي يقدمها تطبيق واتس اب خطوة مهمة على صعيد حماية الخصوصية، ولاسيما أن قاعدة مستخدمي هذا التطبيق الذين سيستفيدون من هذه الميزة يتجاوز عددهم مليار مستخدم. وستضمن الميزة الجديدة تشفير كل ما يتم تناقله بين مستخدمي التطبيق، سواء المحادثات النصية أو الصور أو الفيديو أو حتى المكالمات الصوتية والملفات المختلفة".
وأضاف أن "اللافت في الأمر أن فريق عمل WhatsApp أيضا لن يكون قادرا على الوصول إلى هذه الملفات والاطلاع عليها بوجود الميزة الجديدة، ما يعني أنه لن يكون قادرا على تزويد أية جهة تطلب معلومات المستخدمين بها، ما قد يثير مشكلة تتعلق بالتشريعات المختلفة في الدول".
وأردف أن “الحماية التي يقدمها WhatsApp للمستخدمين الآن من المتطفلين والمختصين في الاختراقات الأمنية تجعله يتفوق على تطبيقات المحادثة والتراسل الأخرى التي تترك مستخدميها عرضة لهذه التهديدات بغياب مزايا التشفير عنها".
من جهة أخرى، ذهب البعض الآخر إلى سيناريو آخر، وهو تأقلم وتكيّف الجهات المشرعة للأنظمة في الدول مع تطورات العصر، بما فيها التشفير، ولاسيما كما يحدث الآن مع تطبيقات مشابهة أخرى، مثل "Telegram"، فهو يعمل في مختلف دول العالم حتى الوقت الراهن، ويحظى بشعبية كبيرة جدًّا بين المستخدمين، إلا أن الشعبية الكبيرة لتطبيق واتس اب ودخوله في حياة المستخدمين بشكل كبير من الممكن أن يثير حفظة الجهات المشرعة للأنظمة في عدد كبير من دول العالم.
وكانت شركة فيس بوك المالكة لشركة واتس اب أضافت يوم أمس ميزة التشفير الكامل للمحادثات النصية بين المستخدمين إلى برنامج واتس اب (WhatsApp)، وذلك لضمان حصر إمكانية الاطلاع على الرسائل النصية وقراءتها بين المرسل والمستقبل فقط. وستشمل ميزة التشفير الجديدة أيضاً الصور وملفات الفيديو التي يتم تناقلها عبر تطبيق التواصل الأشهر في العالم، كما سيشمل المحادثات التي تتم بين الأفراد مباشرة أو ضمن المجموعات Groups.
وتدعم الميزة الجديدة أكثر من 50 لغة، بما فيها اللغة العربية، وقد بدأت شركة فيس بوك توفير هذه الميزة للمستخدمين في المنطقة، إذ وصلت هذه الميزة إلى البعض، في حين من المتوقع أن تصل إلى باقي المستخدمين في وقت قريب.