بمناسبة اليوم العالمي للعمل الاجتماعي
حميدان: العمل الاجتماعي والتطوعي ثقافة راسخة في تاريخ البحرين
مدينة عيسى - وزارة العمل والتنمية الاجتماعية
تقديراً من مملكة البحرين للعمل الاجتماعي فإنها تشارك المجتمع الدولي بالاحتفال باليوم العالمي للعمل الاجتماعي، الذي يوافق الخامس من أبريل/ نيسان من كل عام، ويأتي ذلك في ظل ما يشهده هذا النشاط الإنساني من تغيّرات وتطورات عديدة، فبعد أن كان الهدف الأساسي من العمل الاجتماعي مقتصراً على تقديم الرعاية والخدمة للمجتمع وفئاته، بات معنياً بتغيير وتنمية المجتمع بالدرجة الأولى، لذا فإن العمل الاجتماعي يكتسب أهمية متزايدة يوماً بعد يوم، وأصبح لزاماً تشجيعه بهدف إحداث التغيير والتنمية في المجتمع، على اعتبار أنه معيار لقياس مستوى الرقي الاجتماعي للأفراد.
وبهذه المناسبة، صرح وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان اليوم الثلثاء (5 أبريل/ نيسان 2016)، بأن العمل الاجتماعي والتطوعي في مملكة البحرين يعتبر ثقافة راسخة، تكرست عبر تاريخها وسياستها وتوجيهات قيادتها، فبات أغلب أفراد المجتمع، من كل المراحل العمرية، منخرطين في أعمال اجتماعية وتطوعية في مختلف المجالات، سواء كان ذلك من خلال منظمات أهلية مهنية أو اجتماعية متخصصة أو غير ذلك من المجالات الخيرية والتطوعية، مشيراً إلى أن تزايد أهميته نتيجة انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بأنواعها وهي وسائل مؤثرة في العمل الاجتماعي.
وأكد الوزير حميدان أن تطور العمل الاجتماعي في مملكة البحرين لم يأتِ من فراغ، بل جاء بناءً على الرؤية الحكيمة لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومتابعة رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، ومؤازرة ولي العهد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وقال وزير العمل والتنمية الاجتماعية إن الوزارة تعتبر المنظمات الأهلية أو مؤسسات المجتمع المدني غير الهادفة إلى الربح شريكاً أساسياً لها في خدمة المجتمع، ومسانداً في تحقيق التنمية الاجتماعية المنشودة، لذا فقد باشرت الوزارة في تفعيل نهج الشراكة المجتمعية بالتعاون مع هذه المؤسسات والمنظمات الأهلية، فقامت بتأسيس المركز الوطني لدعم المنظمات الأهلية منذ العام 2006، بهدف تطوير قدرات الجمعيات الأهلية على إدارة مؤسساتها التنموية، بما يكفل مساهمتها الفاعلة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وبما يؤسس لتحول منظمات المجتمع المدني إلى طاقة حقيقية تقوم بدورها المتوقع بكفاءة وجودة متميزتين.
وأوضح حميدان أن منهجية برنامج المنح المالية التي تقدمها الحكومة تعتمد في الأساس على تقديم الدعم المالي للمشروعات التنموية التي تنفذها أو تخطط لتنفيذها المنظمات الأهلية، وبهذا تحولت سياسة تقديم المنح من مجرد إعانات ومساعدات مالية لتلك المنظمات، إلى دعم مالي للمشروعات المبتكرة التي تقدم إضافة فعلية وملموسة إلى الرصيد التنموي للمجتمع، بحيث أصبح هذا التوجه دافعاً قوياً لتشجيع وتحفيز العمل الاجتماعي والتطوعي.
وأكد وزير العمل والتنمية الاجتماعية أن مملكة البحرين تعتبر من الدول الرائدة في مجال تأسيس ودعم منظمات المجتمع المدني، وقد حققت نجاحاً بارزاً في تفعيل دورها وتعزيزه بمشاريع وبرامج تخدم المجتمع وتتصف بالاحترافية، بجهود ممثليها والمتطوعين من أبناء هذه البلد الكريم، حيث حرصت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عبر سياستها الاجتماعية في تنمية قدرات أعضاء الجمعيات، إيماناً منها بأن المؤسسات الأهلية تشكل القوة الاقتصادية والاجتماعية الثالثة في الشراكة مع القطاعين العام والخاص، وأن هذه القوة لها دور فاعل في معالجة المشكلات الاجتماعية باعتبارها جزءاً أساسياً من مؤسسات المجتمع المدني التي يتعاظم دورها نتيجة تسارع التحولات الاجتماعية والاقتصادية في العالم.
وبهذه المناسبة السنوية، قدم حميدان التهاني والتبريكات لجميع الناشطين والعاملين في مجال العمل الاجتماعي، متمنياً لهم التوفيق في عملهم التطوعي والإنساني، داعياً إياهم إلى بذل المزيد من الجهود لإحداث نقلات نوعية أخرى نحو تعزيز وتطوير العمل الاجتماعي، وإعداد الصفوف الشابة واستثمار طاقاتهم ونقل خبراتهم للجيل الجديد.
ونوه وزير العمل والتنمية الاجتماعية بمآثر الشيخة لولوة بنت محمد آل خليفة، ومساهماتها الجليلة في مجال العمل الاجتماعي، كونها إحدى الرائدات والناشطات الاجتماعيات البارزات في ساحة العمل التطوعي، مشيراً إلى أن مملكة البحرين فقدت برحيلها علماً بارزاً هذا العام بعد مشوار طويل قضته الراحلة في مضمار العطاء الإنساني النبيل، ولاتزال بصماتها واضحة في المجتمع البحريني وإن رحلت، داعياً المولى عز وجل أن يتولاها بمغفرته ويجزيها خير الجزاء.