5 أشياء نعرفها عن التطرف العنيف
الوسط – المحرر الدولي
شكّل تهديد التطرف العنيف خيطًا مشتركًا في العديد من المناقشات في منتدى الهشاشة في هذا الشهر ، وذلك وفق ما نقل موقع "البنك الدولي" (2016 / 3 / 21).
وعلى الرغم من أن جوانب اليقين ليست قاصرة على البيئات الهشة، فإن هذه المناطق قد شهدت أعباءً غير متكافئة في صورة هجمات واستغلال من جانب الجماعات المتطرفة. فإذا قُدر لنا منع المزيد من العنف، يجب أن تركز جهودنا هناك.
وأشار جان إلياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، في كلمته الافتتاحية قائلًا "علينا أن نعمل بصورة أفضل للتخلص من ألسنة اللهب قبل أن تصبح تهديدًا جاثمًا. كما يجب علينا بذل المزيد من جهود الوقاية والجهود الأخرى لمعالجة آثار الصراعات".
وإذا كنا على أهبة الاستعداد لاتخاذ مواقف جادة إزاء الوقاية من التطرف العنيف والتصدي له، علينا أن نفهم بصورة أفضل لماذا يساند الناس والمجتمعات الجماعات المتطرفة، ولماذا لا يفعلون ذلك. وأثناء المنتدى، ناقش الحاضرون "التطرف العنيف": حيث إن ما نعرفه وما لا نعرفه يسلط الضوء على بعض الأسئلة العملية الحساسة:
وها هي خمسة أشياء قد عرفناها:
- التطرف صناعة محلية: على الرغم من أن التطرف يتصدر عناوين الصحف الدولية ويسحب أشخاص عبر الحدود، فإنه في حقيقة الأمر مشكلة محلية. وكما أوضح العديد من المحللين، انتشرت المظالم على نطاق واسع وزادت وطأتها في العديد من البلدان، لكن لم يظهر التطرف العنيف إلا في بعض هذه البلدان.
واليوم، تتفهم الجماعات المتطرفة، مثل أسلافها عبر التاريخ، أن للسياق التي تتواجد فيه أهمية عميقة. وهم ينصتون إلى الرأي العام، ويتعلمون اللغات والممارسات الثقافية والحضارية، كما إنهم ينخرطون في نسيج المجتمع، وهنا يكمن سر قدرتهم الفريدة على الوصول إلى قلوب الناس: القدرة على الكشف عن المظالم والانقسامات الموجودة، ثم بعد ذلك التواصل مع الأتباع والتأثير عليهم من منظور وطني وليس دينيًا، وفي الآونة الأخيرة، أثناء بعثة إلى كينيا، أخبرني زعيم ديني مسلم يعمل مع الشباب العائدين من تنظيم الشباب الصومالي (حركة شباب المجاهدين) أن الدين هو المنظور الذي من خلاله تظهر المظالم السياسية.
- من الممكن أن تتحول المفاهيم والمساندة لجماعات العنف المتطرفة ــ ويحدث ذلك بوتيرة سريعة للغاية في أغلب الأحوال. وقدمت ريبيكا وولف من منظمة الإغاثة العالمية ميرسي كور (فيلق الرحمة) بيانات استطلاع الرأي المجمعة قبل وبعد استقالة رئيس الوزراء العراقي السابق حيث أظهرت هذه البيانات أن مساندة الجماعات المسلحة قد تراجعت بنسبة 20 في المائة، بينما زادت نسبة من لديهم آراء إيجابية تجاه الحكومة بواقع 10 في المائة. وكان الأثر قويًا بصورة خاصة بين السُنة. والحقيقة التي مفادها أن المجتمع الدولي قد قام بدور قوي في هذه المرحلة الانتقالية تبين أن تشجيع الحكومات على اقتلاع المظالم الضاربة بجذورها في الأعماق يمكن أن يؤتي ثمارًا طبيبة وبوتيرة سريعة.
- المال ليس سوى جزءاً واحداً من الصورة. لا ينضم الناس إلى الجماعات المتطرفة العنيفة من أجل المال في معظم الحالات والأوقات. وهذا لا يعني القول بأن الحوافز المالية المقدمة من هذه الجماعات غير جذابة. فهذه الحوافز مقدمة بصورة خاصة لأشخاص يعانون من ضائقة اقتصادية مثل الأرامل أو الشباب الذين يسعون إلى تلبية احتياجاتهم الأساسية في مناطق تعج بالصراعات.
لكن بوجه عام يميل الفقراء إلى كراهية جماعات العنف المتطرفة أكثر من الأغنياء. وقدم جاكوب شابيرو، الأستاذ المساعد للعلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة برينستون نتائج من دراسة في باكستان حيث وجدت هذه الدراسة أن شرائح السكان الأكثر فقرًا في باكستان تبغض جميع جماعات العنف المتطرفة الكبرى أكثر من شرائح الطبقة الوسطى. وعلاوة على ذلك، عندما تتغير أوضاع الطبقة الوسطى وتشعر بمزيد من الفقر بصورة نسبية، فإنها من المحتمل أن تكون أقل دعمًا للمحاربين.
- لا تمنع فرص وبرامج العمل، وإن كانت شيئًا جيدًا ينبغي القيام به، الناس من الانضمام إلى جماعات العنف. حسنًا، عرفنا الآن أنه لا توجد صلة قاطعة بين فرص العمل (أو عدم وجودها) والعنف. ويشير مايك جيليغان، الأستاذ المساعد للعلوم السياسية بجامعة نيويورك أن وجود برنامج عمل لم يكن ليثني جورج واشنطن وجيشه عن قضيته، والتي كان يُنظر إليها باعتبارها قضية متطرفة في القرن السادس عشر.
- شبكات التواصل الاجتماعي تجذب الناس نحو جماعات العنف المتطرفة كما تحميهم منها أيضًا. إذا كنت صغيرا، فإنك تدرك هذا الأمر بالفطرة، فنحن نميل إلى عمل ما يقوم به أصدقاؤنا. وبالنسبة لكثيرين منا، فإن فرص العمل تعطي هذا الشعور بالارتباط والتواصل الاجتماعي، لكن في البيئات الهشة، أو الجماعات المهمشة في سياقات أخرى، لا يوجد في أغلب الأحوال سوى عدد قليل من الفرص للتعبير عن النفس بصورة ذات معنى. وأشار جيليغان إلى بحثه في نيبال الذي يبين أن المحاربين أظهروا المزيد من الاتجاهات الداعمة للمواقف الاجتماعية أكثر من جماعاتهم وأتباعهم. وتعرف جماعات العنف المسلح ذلك تمامًا، ولهذا السبب انضم إلى داعش وحدها ما لا يقل عن 46 ألف شخص حسابات على تويتر حيث يبلغ عدد المتابعين 1000 متابع لكل حساب في المتوسط.