وزير: انسحاب القوات الأفغانية في هلمند يساعد في المعركة ضد طالبان
أفغانستان – رويترز
ذكر أكبر مسئول عسكري في أفغانستان أن الانسحاب المفاجئ للقوات الأفغانية من إقليم هلمند ربما يترك مناطق واسعة تحت سيطرة حركة طالبان لكنه سيعزز دفاعات المنطقة الجنوبية المضطربة.
وقال القائم بأعمال وزير الدفاع معصوم ستانيكزاي إنه لا يوجد منطق يذكر في نشر قوات في مناطق قليلة السكان مثل قلعة موسى وناو زاد حيث انسحبت القوات الحكومية في فبراير شباط.
وقال ستانيكزاي لرويترز في هلمند حيث التقى بشيوخ القبائل وقادة الفيلق 215 بالجيش الأفغاني الأسبوع الماضي "نحن بحاجة لإعادة التنظيم. كان هناك الكثير من الضغط في مناطق مختلفة من هلمند."
وأضاف ستانيكزاي "كان ذلك يستنفد القوات في مناطق صحراوية لديهم فيها تأثير أقل على أمن المدنيين."
وتابع قائلا "الأهم من ذلك عند النظر في الاستراتيجية التي تتبناها الجماعات الإرهابية فهم يتحركون في جماعات صغيرة ويتحركون من مكان إلى آخر."
ويتفق قرار نقل القوات مع وجهات نظر قادة حلف شمال الأطلسي الذين يقولون إن القوات الأفغانية نشرت بشكل ضعيف للغاية في نقاط تفتيش ثابتة وهو ما يعطي زمام المبادرة لطالبان.
وقد تم إرسال مئات من القوات الأمريكية إلى هلمند منذ فبراير شباط لدعم الجنود المحليين بتقديم المشورة في حين كثفت الطائرات الحربية الأمريكية ضرباتها الجوية هناك هذا العام.
وهلمند منطقة غالبيتها صحراوية على الحدود مع باكستان وتحظى بأهمية استراتيجية ورمزية كمعقل لحركة طالبان.
وقتلت قوات أمريكية وبريطانية هناك أكثر من أي إقليم آخر في أفغانستان منذ وصولها بعد سقوط حكومة طالبان في أواخر عام 2001.
ويقع الإقليم أيضا على امتداد طرق رئيسية لتهريب المخدرات والأسلحة ويزرع أيضا الحصة الأكبر من الأفيون وهو مصدر رئيسي لدخل طالبان.
وتؤكد مكاسب الإسلاميين المتشددين في إقليم هلمند على الخطر الذي يشكلونه على الأمن الأفغاني بعد أن سحب حلف شمال الأطلسي معظم القوات المقاتلة وترك بعثة أصغر للتدريب وتقديم المشورة.
وتعارض حركة طالبان وجود أي قوات أجنبية على الأراضي الأفغانية وتريد العودة إلى السلطة في كابول وإعادة فرض تفسيرها المتشدد للشريعة الإسلامية.
حركة مسيطرة
يجري تجميع القوات الحكومية الآن في منطقة أقرب إلى لشكركاه عاصمة إقليم هلمند والبلدات المجاورة بما في ذلك مرجة وجيريشك على جانبي الطريق السريع الرئيسي الذي يربط مدينتي قندهار في الجنوب وهرات في الغرب.
وإلى الشمال من الطريق السريع تتمركز القوات أيضا في سانجين وكاجاكي حيث تقوم بحماية سد حيوي ومحطة لتوليد الطاقة تزود قندهار بالكهرباء.
وعلاوة على تحدي التفوق بذكاء على عدو فطن يتعين على الحكومة المدعومة من الغرب في كابول التغلب على انعدام الثقة في القوات المسلحة المحلية.
وقال محمد أخوند زاده أحد مئات شيوخ القبائل والعلماء الذين اجتمعوا في عاصمة الإقليم للتعبير عن قلقهم من تدهور الوضع الأمني "إنهم مشغولون بملء جيوبهم بدلا من رعاية الأمن."
وأضاف "طالبان الآن على أعتاب لشكركاه وتهدد المدينة."
وشكلت السياسات القبلية المعقدة والمتغيرة في الإقليم تحديا لسلطة الحكومة المركزية لعشرات السنين.
لكن خسارة السيطرة على الإقليم ستقوض بشدة مصداقية حكومة الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني وتترك مدينة قندهار الاستراتيجية مهد حركة طالبان عرضة للخطر.
واعترف ستانيكزاي القائم بأعمال وزير الدفاع بأن الوضع "ليس ورديا" لكنه قال إن القوات بتمركزها في مناطق استراتيجية حيث يمكنها منع تدفق المقاتلين داخل وخارج الإقليم يمكن أن تساعد قوات الأمن على استعادة زمام المبادرة.
وقال ستانيكزاي "علينا إخراج القتال من القرى وعلينا إغلاق الحدود والوصول إلى المناطق التي تجري فيها تحركات المقاتلين."
علاوة على حركة طالبان تقاتل القوات الحكومية في هلمند جماعات أجنبية تضم متعاطفين مع تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية وقال ستانيكزاي إن وجود هؤلاء يؤكد ضرورة استمرار الدعم الدولي.
لكن القوات تشعر بالإرهاق بعد أشهر من القتال المستمر وتراجعت أيضا الروح المعنوية بسبب الفساد وضعف التجهيزات ونقص الإمدادات.
ويخضع الفيلق 215 لعملية إعادة التدريب والتجديد وقد تم تغيير عشرات من كبار الضباط بمن فيهم قائد الفيلق.
واستعاد الفيلق في الآونة الأخيرة حي خانيشين الجنوبي القريب من الحدود مع باكستان بعد إقناع السكان المحليين بالتخلي عن دعم حركة طالبان وقال ستانيكزاي إن كسب السكان سيكون أمرا حيويا.
لكن بعد أشهر من الانتكاسات المستمرة بدأ الصبر على الحكومة في كابول ينفد.
وقال حفيظ الله خان وهو شيخ آخر حضر اجتماع لشكركاه "ضاق الناس ذرعا بظلم مسؤولي الحكومة... لذلك هم أقرب إلى طالبان ويرحبون بهم."