مدير عام معهد الأبحاث: دول التعاون تخطط لاستثمار 100 مليار دولار سنويا في الطاقة المتجددة
الوسط – المحرر الاقتصادي
قالت مدير عام معهد الكويت للأبحاث العلمية سميرة أحمد عمر مساء أمس الإثنين (4 أبريل/ نيسان 2016) ان دول مجلس التعاون الخليجي تخطط لإنفاق 100 مليار دولار سنويا لاستثمارها في مجال مشاريع الطاقة المتجددة خلال العشرين عاما المقبلة ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الراي" الكويتية اليوم الثلثاء (5 أبريل / نيسان 2016).
وأضافت عمر في كلمتها خلال افتتاح مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا السادس للطاقات المتجددة (ميناريك - 6) أن استهلاك الطاقة في البلدان النامية من المتوقع أن يزيد في السنوات المقبلة بمعدل سنوي 3 في المئة تقريبا، مشيرة الى أن هذا التزايد في الطلب على الطاقة يأتي مع تحول اقتصاد كثير من الدول من اقتصاد الكفاف إلى قاعدة صناعية أو خدمية فضلا عن النمو السكاني والاقتصادي.
وأوضحت أنه في حال إضافة تحديات البيئة فيما يخص التلوث وارتفاع درجة حرارة الأرض الى تزايد النمو على الطاقة «فنكون أمام خيار مهم ومطلوب بتزايد الاعتماد على مصادر متجددة ونظيفة لتوليد الطاقة وهو أمر ينال اهتمام الدوائر البحثية وهيئات إنتاج الطاقة عالميا».
وذكرت أن دول مجلس التعاون وبلدانا شرق أوسطية وإفريقية أخرى أمام فرص واعدة في مجال الاستثمار في الطاقة المتجددة، لاسيما وأن كثيرا منها يقع ضمن «الحزام الشمسي» وأن نسبة سطوع الشمس على المنطقة العربية تتراوح من 1400 إلى 1800 ساعة سنويا.
وبينت عمر أن الكويت تعتبر من أوليات الدول بالمنطقة التي اهتمت بأبحاث الطاقة المتجددة فتجربتها في ذلك بدأت في العام 1978 حينما قام معهد الكويت للأبحاث العلمية بتصميم وبناء وتشغيل محطة نموذجية لإنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام الطاقة الشمسية الحرارية بسعة 100 كيلو واط بدعم من ألمانيا.
وأشارت الى أن المعهد تابع ذلك بإجراء العديد من البحوث في مجال تحلية المياه وتشغيل المحميات الزراعية بالطاقة الشمسية الضوئية وتجارب تخزين الطاقة الحرارية.
وذكرت أن المعهد عاود قبل عدة سنوات العمل في أبحاث الطاقة المتجددة وتطبيقاتها بعد أن تأكدت الجدوى الاقتصادية لإنتاج الكهرباء من مصادر متجددة وكان من أبرز المشروعات التي عمل بها المعهد في هذا الاتجاه مشروع (مجمع الشقايا للطاقة المتجددة) والذي انتهى المعهد من تصميمه وبدأ في تشييده على مساحة 100 كيلو متر مربع.
وأفادت بأن هذا المشروع التطبيقي بني على أساس دراسة جدوى إقامة محطة للطاقة المتجددة باستخدام أنسب التقنيات لأجواء الكويت إذ يضم ثلاث محطات واحدة منها تخص الطاقة الشمسية والثانية طاقة الرياح والأخيرة تختص بالطاقة الكهروضوئية.
وأشارت عمر الى أنه يمكن تشغيل ذلك المجمع بكامل طاقته ويستوعب قدرة مركبة تصل إلى 200 ألف ميجاواط ومن المتوقع أن يبدأ إنتاج الكهرباء من المجمع في نهاية العام الجاري من خلال محطة الطاقة الكهروضوئية.
ولفتت الى أن من أبرز مميزات هذا المشروع القدرة الإنتاجية في السنة التي تبلغ ستة ملايين ميجاواط في الساعة وهي تكفي لاستهلاك 100 ألف منزل في العام، بالإضافة الى كمية الوقود التي توافر 12.5 مليون برميل نفط مكافئ في العام، مبينة أن كمية ثاني أكسيد الكربون الموفرة ستبلغ خمسة ملايين طن سنويا.
وذكرت أن المشروع يوفر نحو 10 آلاف فرصة عمل أثناء الإنشاء و1200 فرصة عمل العمل أثناء التشغيل.
وقالت عمر إن المعهد يعمل في الوقت الحالي على تنفيذ عدد من المشاريع مع شركائه داخل البلاد ومنها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ومؤسسة البترول الكويتية ووزارة الكهرباء والماء والعديد من مؤسسات القطاعين العام والخاص.
وأشارت الى عدد من المشروعات في هذا الإطار منها مشروع تركيب ألواح الخلايا الكهروضوئية على مواقف جمعية الزهراء التعاونية ومشروع تصميم وتنفيذ محطات الطاقة الشمسية الكهروضوئية على أسطح 150 منزلا ومشروع تصميم وتنفيذ محطات شمسية تنتج كهرباء في محطات تعبئة الوقود ومشروع تصميم وتشييد بيت مستدام على الطراز الكويتي ذي استهلاك كهربائي منخفض.
وذكرت أن المعهد تبنى أخيراً توجها بتحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية إذ يعمل على بناء وحدة نمطية لتحلية مياه بهذه الطريقة وسيتم على ضوء نتائجه تصميم وحدة تحلية تجارية ضخمة لإنتاج كميات كبيرة من المياه العذبة وغير ذلك من مشاريع تهدف إلى نقل وتوطين تقنيات الطاقة المتجددة بالأسلوب العلمي الدقيق الذي يكفل نجاح هذه التطبيقات عند التوسع في تنفيذها على نطاق أكبر.
وأوضحت أن معهد الكويت للأبحاث نجح في تطوير كوادر وطنية متخصصة في هذا المجال الواعد وهو ما يشكل قاعدة مهمة تبني عليها مشاريع مستقبلية خصوصا مع ندرة المتخصصين في هذا المجال.
وذكرت عمر أن حصول مدير برنامج تقنيات كفاءة الطاقة بالمعهد الدكتورة فتوح الرقم على جائزة (المهندسة العربية المتميزة) التي يطرحها اتحاد المهندسين العرب لأول مرة للمهندسات المتميزات على مستوى الدول العربية يعد إضافة إلى الرصيد الكبير لكوادر المعهد من الجوائز وصور التقدير ما يعكس تميز أبناء المعهد وقيمة إنجازاتهم البحثية.