ابن علوي: علاقات السلطنة انعكاس لسياستها الحكيمة
الوسط – المحرر الدولي
اعتبر الوزير المسئول عن الشئون الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله أن الربيع العربي الذي خطط له أن يكون ربيعا جميلا تحول إلى ويلات وكوارث وتدمير للثقافة التي يمتلكها العرب، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الشبيبة" العمانية.
وقال بن علوي معاليه في كلمة بافتتاح مؤتمر "العالم العربي" الحادي عشر لجامعة هارفارد الأميركية في فندق البندر بمنتجع بر الجصة أمس السبت (2 ابريل/ نيسان 2016): كلنا شاهدنا ما حدث للدول العربية من جراء ما يعرف بالربيع العربي الذي قد يكون "ُخطط" له ليكون ربيعا عربيا جميلا ولكن نتج عنه ما نراه اليوم من ويلات ومن كوارث ومن تدمير للثقافة التي يمتلكها العرب.
وأضاف قائلا: "اليوم نتطلع إلى أن نجد طريقا من خلال السلام والعلم إلى المستقبل لبلانا العربية على رغم وجود من يرون ضرورة إسقاط الأنظمة العربية حتى تتقدم الدول العربية إلا أننا جميعا رأينا ما حدث في الربيع العربي ونستطيع إلى حد ما أن نرى المستقبل ونتأكد من أن الوصول إليه لن يكون إلا بالعلم والسلام".
وأشار إلى أن العالم العربي ليس منتجا للتقنية "لذلك يجب أن نغير هذا المنحى ونصبح منتجين للتكنولوجيا التي ليست محصولا يزرع في الأرض، ولإنتاج التكنولوجيا يتوجب علينا مواكبة التطور العالمي والتعاون وليس العداء فلن نستطيع التطور ما دام ظل الصراع مع الآخرين فالحضارات لا تشيد بالأبنية فقط بل تبنى بالعقول والعلوم والتدرج لذلك يجب علينا أن نبني العقول أولا"، مؤكدا أنه "لا مفر من الاعتراف بأن العالم يتطور بوتيرة متسارعة جدا، والمتابعون للأحداث العالمية يعون ذلك".
وأشاد الوزير بالعلاقة التي تربط السلطنة بجامعة هارفارد وقال: "تربطنا بجامعة هارفارد علاقة طيبة فهي إحدى الجامعات التي تخدم السلام وأسس صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد ... في تسعينيات القرن الماضي كرسيا في جامعة هارفارد لخدمة السلام والإسلام.
وذكر بن علوي أن علاقات السلطنة الخارجية المتميزة هي انعكاس للسياسات الحكيمة التي أثبتت نجاحها وسط عالم يكتظ بالصراعات. وتلك السياسة الهادئة هي ما يدفعنا إلى التقدم نحو حجز مكان لنا في مصاف الدول المتطورة. فلا شك أن العرب خدموا الحضارة العالمية في مرحلة قديمة ولكنهم تراجعوا حينما خرجوا عن المسار الإنساني الحديث.
وتابع: "الإسلام انتشر في العالم من الشرق إلى الغرب ولم يسجل التاريخ في تلك الحقب مآسي ارتكبها الفاتحون العرب آنذاك. وفي النصف الثاني من القرن الماضي كانت هناك فرصة كبيرة للعرب أن يضعوا أنفسهم في مكان يليق بتاريخهم وحضارتهم ورسالتهم ولكنهم لم يستغلوها وبخاصة عندما نظرنا إلى حضارتنا الإسلامية على أنها بضاعة نتربح بها".
وأضاف "ولو نظرنا إلى الأبواب التي فتحت للعرب في أوروبا وأميركا لوجدنا أن مئات الآلاف من العرب ذهبوا إلى هذه البلدان طلبا للعلوم على مختلف أنواعها ولو أنهم جعلوا كل جهدهم الاستفادة من تلك العلوم لكان العرب الآن في مركز متقدم لكنهم لم يستغلوا ذلك بل جعلوا كل همهم التبشير بالإسلام وكأنها بضاعة يراد تسويقها".
وقال الوزير "نحن نعي جيداً كم الصعوبات التي توضع في وجه الطلاب العرب الراغبين في الدراسة في الجامعات العالمية العريقة حالياً وهذا لأسباب منطقية نتفهمها تماما وهي محاربة الإرهاب واتخاذ الدول الغربية احتياطاتها التي تراها مناسبة لذلك يجب علينا جميعا أن ننظر إلى المستقبل والبحث عن شراكة حقيقية في إطار ثقافة متكاملة لا ثقافة متنافرة.
وأرى "أننا لسنا بعيدين عن تحقيق تلك الشراكة بل إننا أصبحنا قريبين جدا حتى ونحن مستهلكون للتكنولوجيا فقد تعلم الكثيرون منا أن يسلك مسلكاً بديلاً في التعاطي مع المشكلات التي تواجهه، ومثال ذلك أن كثيرين من شباب الجيل الحالي يستطيعون إصلاح حواسيبهم وهواتفهم على رغم كوننا فقط مستهلكين للتكنولوجيا وهذه تعد وسيلة للانتقال السلس من استهلاك التكنولوجيا إلى إنتاجها وتوطينها".
وتطرق بن علوي في كلمته إلى جهود إعادة الإعمار في المنطقة قائلا: "الحديث عن إعادة الإعمار في المنطقة أمر مهم ولكنه لن يكون بالنوايا المخلصة فقط بل يجب أن تصحبه إرادة لتحقيق ذلك فالعديد من محاولات إعادة الإعمار التي سمعنا عنها لم تتحقق، ولنا في أفغانستان مثل واضح على كم المؤتمرات والصناديق التي جمعت بها البلايين من أجل إعادة الإعمار ولكن لم يحدث شيء حتى الآن. ونعتقد أن مسئولية إعادة الإعمار ستكون أكبر نحو البلدان التي تعاني من الحروب الآن بعد انتهاء التوتر بها وإن لم يقم العالم بدوره ستتحول تلك البلدان إلى
أصوات مزعجة لا يمكن إسكاتها".