مودي يزور السعودية في إطار حملة دبلوماسية للضغط على باكستان
نيودلهي - رويترز
قال مسئولون حكوميون ومصادر في الحزب الحاكم الهندي إن زيارة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى السعودية تأتي في إطار حملة دبلوماسية واسعة تهدف إلى الضغط على باكستان الخصم اللدود لنيودلهي عبر إقامة علاقات مع بعض من أقرب حلفائها.
ومن المفترض أن يوقع مودي خلال الزيارة على اتفاقيات تجارية بينها عقود استثمار في عدد من مشاريع البنية التحتية. كما يعرض على الرياض التعاون الأمني والعسكري مثل التدريب وإجراء المناورات.
وتأتي هذه الزيارة بعد أشهر من زيارة مودي لدولة لإمارات العربية المتحدة وهي حليف آخر لباكستان وتوقيع اتفاق للتعاون الأمني يشمل اجتماعات منتظمة بين كبار المستشارين الأمنيين في البلدين.
وقال رام مادهاف الأمين العام لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم "الأمر بسيط. علينا أن نقوم بكل شيء للتعامل مع باكستان واستخدام الروابط الاقتصادية والاستراتيجية والعاطفية لكسب ود أصدقاء إسلام أباد."
وأمس الخميس فرضت السعودية والولايات المتحدة عقوبات مشتركة على جماعة عسكر طيبة التي تتخذ من باكستان مقرا لها والمتهمة بالمسؤولية عن هجمات مومباي عام 2008.
وتشعر نيودلهي بخيبة الأمل لأن علاقاتها مع بعض الدول تتأثر بالمخاوف حيال علاقتها بباكستان. وقال مسئول في وزارة الخارجية إن السعوديين يميلون إلى فتح موضوع العلاقات مع باكستان خلال النقاشات مع الهند.
وقال مسئولون حكوميون إن حملة مودي الدبلوماسية تتأتي في الوقت الذي تسعى فيه نيودلهي للعب دور أكبر في آسيا في مواجهة دور الصين المتزايد.
* التوقيت المناسب
وحتى الآن اقتصرت العلاقة بين السعودية والهند بشكل أساسي على التجارة والعمالة الهندية في الشرق الأوسط. والسعودية هي أكبر مورد للطاقة إلى الهند ويعيش فيها أكثر من 3.5 مليون هندي.
وشهدت السنوات القليلة الماضية بعض التعاون الأمني بين الجانبين بعد أن رحلت الرياض أربعة مطلوبين إلى نيودلهي.
ويسعى مودي إلى تعزيز هذه العلاقات وقال مسؤول في وزارة الخارجية إن مجال الرعاية الصحية والتعليم والسياحة الدينية ستكون موضوعات أساسية في المحادثات.
ولكن لا تزال هناك حدود لما يمكن لنيودلهي أن تأمل بتحقيقه إذ أن العلاقة بين باكستان والسعودية تعود إلى عقود مضت وترتكز على إرثهما السني الإسلامي المشترك.
وكانت السعودية المصدر الرئيسي للمساعدات المالية لإسلام أباد. وفي عام 2014 قدمت السعودية هبة لباكستان قدرها 1.5 مليار دولار لتعويم احتياطاتها من العملات الأجنبية.
لكن بعض المسؤولين الهنود وصفوا توقيت زيارة مودي بالمناسب مع دخول العلاقات بين باكستان والسعودية منعطفاً صعباً.