فصيل من "طالبان" يسخر من رئيس الوزراء الباكستاني بعد هجوم لاهور
إسلام آباد - رويترز
سخر فصيل من حركة "طالبان" المتشددة فجر قنبلة في متنزه بلاهور يوم الأحد في عيد القيامة مما أسفر عن مقتل 70 شخصاً من رئيس الوزراء نواز شريف اليوم الثلثاء (29 مارس/ آذار 2016) معلناً أن الحرب وصلت إلى أعتاب داره.
وقال الجيش الباكستاني إنه يلاحق فصيل جماعة "الأحرار" وقام بعدة مداهمات منذ وقوع التفجير الانتحاري لكن لم يورد الجيش أو الحكومة أي تفاصيل.
وأعلن فصيل جماعة "الأحرار" مسئوليته عن التفجير، قائلاً إنه استهدف مسيحيين يحتفلون بعيد القيامة وحذر من أنه سيصعد هجماته. ولاهور هي عاصمة أغنى الأقاليم الباكستانية وهو إقليم البنجاب وتعتبر المركز السياسي والثقافي للبلاد وهي معقل لشريف.
وقال المتحدث باسم الفصيل، إحسان الله إحسان على "تويتر": "فليعلم نواز شريف أن هذه الحرب قد وصلت الآن إلى أعتاب داره". وأضاف "المنتصرون في هذه الحرب سيكونون إن شاء الله هم المجاهدون الأبرار".
وجماعة "الأحرار" فصيل مستقل عن حركة "طالبان" وأعلن في وقت سابق مبايعته لتنظيم "داعش" ونفذ خمس هجمات في باكستان منذ ديسمبر/ كانون الأول.
وتعهد شريف في كلمة للشعب بثها التلفزيون أمس (الاثنين) بملاحقة الجماعة. وقال شريف "أنا هنا لتجديد التعهد بأننا نحسب كل قطرة دم لشهدائنا... ولن نهدأ حتى يدفع ثمنها".
ولم يذكر رئيس الوزراء الخطوات التي يعتزم اتخاذها في أعقاب أسوأ هجوم يشنه متشددون في باكستان منذ ديسمبر/ كانون الأول 2014 عندما وقعت مذبحة قتل فيها 134 تلميذاً في مدرسة يديرها الجيش في مدينة بيشاور.
وقال مسئولون حكوميون وعسكريون أمس إن باكستان قررت تنفيذ حملة تشنها قوات الأمن ضد متشددين في إقليم البنجاب.
وتشير هذه الخطوة التي لم تعلن رسمياً بعد إلى أن الحكومة المدنية تمنح مرة أخرى سلطات خاصة للجيش لقتال المتشددين.
وقال مسئول حكومي حضر اجتماعاً مع شريف في البنجاب أمس "أمر رئيس الوزراء بعملية مشتركة لإدارة مكافحة الإرهاب وحراس الأحراش في المناطق الحدودية من إقليم البنجاب ضد الإرهابيين ومساعديهم". وأكد مسئولان عسكريان ومسئول حكومي القرار ولكنهم طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم. ولم يذكر شريف الحملة في كلمته ويعارض حزبه منذ فترة طويلة أي عمليات عسكرية ضد المتشددين في معقله.
وأعلنت الحكومة كذلك إن شريف سيلغي رحلة مقررة للولايات المتحدة لحضور قمة عن الأمن النووي من المقرر أن تبدأ يوم الخميس.
وتُتهم أجهزة الأمن الباكستانية منذ فترة طويلة باحتضان بعض المتشددين لاستخدامهم في المساعدة في تحقيق أهداف أمنية في أفغانستان وضد الهند الخصم القديم لباكستان. وتقاتل "طالبان" الباكستانية من أجل إسقاط الحكومة وفرض تفسير متشدد لأحكام الشريعة الإسلامية. ويقول خصوم شريف إنه يتغاضى عن التشدد مقابل السلام في إقليمه وهو اتهام ينفيه بشدة.