«داعش» خلال عامين: 86 هجوماً خارج العراق وسورية و1200 قتيل
الوسط – المحرر الدولي
رفعت اعتداءات العاصمة البلجيكية بروكسيل أخيراً، عدد الهجمات التي نفذها تنظيم «داعش» الإرهابي خارج حدود العراق وسورية، إلى 86 هجوماً إرهابياً، منها 29 في دول أوروبا والقارة الأميركية، وذلك منذ الإعلان عن نشوء التنظيم في مارس/ آذار 2014، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الثلثاء (29 مارس/ آذار 2016).
وأظهر تقرير حديث أصدرته صحيفة «نيويورك تايمز» أن عدد القتلى جراء تلك الهجمات الخارجية للتنظيم، تجاوز 1200 قتيل حول العالم، منهم 650 قتيلاً من جنسيات غربية. وكانت تركيا المتضرّر الأكبر من الهجمات بـ150 قتيلاً من مختلف الجنسيات، فيما بلغ عدد الهجمات على الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 49 هجوماً.
وأوضح التقرير أن السعودية تعرضت إلى خمس هجمات إرهابية أعلن «داعش» مسؤوليته عنها، وراح ضحيتها 51 قتيلاً مدنياً وعسكرياً على الأقل في مختلف مناطق المملكة، وجرح ما لا يقل عن 130 شخصاً. وأفاد التقرير أن مسلحي «داعش» يستهدفون على نحو متزايد الغربيين في البلدان غير الغربية، مثل مصر وتركيا وغيرها. وأدت تلك الهجمات على مدار عامين في الفنادق والمتاحف في تونس وليبيا ومصر، التي راح ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى الأوروبيين. وأشار إلى أن روسيا تضرّرت بقتل أكثر من 200 روسي، عند تفجير الطائرة الروسية في شرم الشيخ المصرية، لافتاً إلى قتل عامل إغاثة إيطالي في بنغلاديش، كما أن نحو نصف القتلى المدنيين المحليين في البلدان العربية، قتلوا في هجمات على المساجد والمكاتب الحكومية وغيرها من أهداف التنظيم.
من جهته، رأى المحلل السياسي عبدان العبدان في حديثه إلى «الحياة» أن التنظيم استطاع أن يستمر في هجماته الإرهابية على بلدان العالم، بسبب خروجه عن الفكرة السائدة من التنظيم الأم الإرهابي «القاعدة»، وذلك بتطوير فكر الأخير من جماعة إرهابية في أفغانستان والعراق واليمن، إلى الخروج بفكرة دولة الخلافة، وتطوير الأساليب القديمة. وعزا العبدان ذلك إلى «حال الفوضى في العراق وسورية، ما جعلها تبدأ في استقطاب الأشخاص حاملي الفكر المتطرف من أنحاء العالم كافة، ومن لديهم آمال بالانضمام إلى جماعات متطرفة، ووجدوا في اعتقادهم أن (داعش) تمتلك قوة ومميزات مغرية عن مثيلاتها بما في ذلك الجماعة الأم القاعدة».
وأضاف العبدان أن «بعض هؤلاء الأشخاص المتطرفين لم يحتاجوا للذهاب إلى العراق أو إلى سورية، إذ إنهم حملوا الفكر المتطرف في بلدانهم واستنسخوا تجربة العمليات الانتحارية الإجرامية، أو أنهم تعثروا في السفر إلى تنظيم داعش، وواصلوا عملياتهم المتطرفة بأنفسهم وبمباركة من التنظيم». وأشار إلى أن بعض منفذي الهجمات الإرهابية في الغرب مهاجرون إلى البلدان الغربية ويحملون جنسية تلك البلدان، وبسبب تعرضهم نوعاً ما إلى تمييز وتفرقة عنصرية من تلك المجتمعات، دفعت بهم إلى أحضان التطرف، موضحاً أنهم وجدوا في هذا التطرف «بريقاً يغريهم ويشبع نقص الاحتواء داخلهم، ما انعكس سلباً في الانتقام من تلك البلدان بالتفجير والإرهاب، وذلك باسم الدين للأسف».
ولفت العبدان إلى أن التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة في الحرب ضد «داعش»، أسهم في تأجيج الجماعة وإصرارهم على الرد بالمثل من طريق التفجيرات، إلا أن الحرب العسكرية ضد «داعش» في حاجة إلى حرب فكرية مساندة ضد التطرف لكل حامليه في العالم». وأضاف: «توجد دول تستغل الأحداث الإرهابية في العالم لصالحها، وذلك بإشارة أصابع الاتهام إلى بعض الأحزاب المعارضة لتلك الدول بالوقوف وراء التفجيرات الإرهابية، أو استغلال الاختلاف الطائفي في الشرق الأوسط».