العدد 4950 بتاريخ 26-03-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةبيئة
شارك:


المفترس يُفترس ولو بعد حين

البيئة والتنمية - رجب السيد

نجم البحر حيوان بحري بطيء، يعيش على القاع، في مختلف الأعماق وفي كل بحار العالم تقريباً. وهو يبدو هشَّاً، لا حيلة لـه. لكن الحقيقة أنه كائن قــــادر على تأمين غذائه. إنه لا يرى الضــوء، فلا عيون له، ولكنه يشعر بالأشياء، وبينها فرائسه، بلوامسه المنتشرة على السطح السفلي للجسم القرصي.

كما يحس بالتغيرات في كيمياء المياه، فيترجمها إلى معلومات تفيده بنوع الفريسة وحجمها وقدراتها الدفاعية، فيتهيَّـأ للانقضــاض عليها ويختار لها السلاح الذي يناسبها. فإذا كان حجم الفريسة أكبر من اتساع الفم، الذي يقع في مركز السطح السفلي لقرص الجسم، أو إذا كانت الفريسة عصيَّــة، متشبثة بسطح صخرة مثلاً ولا يمكن زحزحتها، فإن النجم يحتال على ذلك بأسلوب فريد. فبدلاً من أن تدخل الفريسة إلى معدته، تخرج المعدة إليها، فتغطيها وتغرقها بعصارتها، وتهضمهـا وتمتصها، ثم تعود إلى تجويــف الجسم.
 
أما إذا كانت الفريسة حيواناً رخوياً صدفياً، فيختلف الأسلوب قليلاً. فلا بد أولاً من اقتحام الصدفة وصولاً إلى الجسم الرخوي الشهي. وتقوم بهذه المهمة زوائد على السطح السفلي لنجم البحر، وظيفتها الأساسية المشي، وهي تنتهي بماصّات قوية يستخدمها النجم في الضغط على صدفة الحيوان الرخوي، ليحدث فيها شــقَّــاً تتسلل من خلاله معدة النجم، لتحتل الصدفة دقائق معدودة، تهضم فيها محتواها ثم تغادرها.
 
ذلك هو أسلوب الأنواع "الفاعلة" من فصيلة نجوم البحر، الذي تعتمد عليه في نشاط حيوي فائق الأهمية لكل الكائنات الحية، هو الاغتذاء. غيـر أن ثمة أنواعاً أخرى من النجوم البحرية تركن إلى أساليب سهلة، ولا "تعرق" من أجل لقمتها، وإن كان سلوكها لا يخلو من طرافة وغرابة.
 
انظر إلى ذلك النوع المعروف باسم "السلة". إن أذرعه المتفرعة العجيبة تظل منكمشة ملتوية طوال النهار، فإذا جاء الليل انطلقت وتمددت قائمةً حول الجسم القرصي، مكوِّنــةً ما يشبه الســلَّة، وهي في الحقيقة شبكة تقتنص كل ما يمر بها من كائنات دقيقة غافلة، لا تلبث أن توجهها الأذرع إلى فتحة الفم.
 
لقد صانت نجوم البحر وجودها في خريطة الحياة باتخاذها أساليب متنوعة تضمن لها الغذاء. وفي الوقت ذاته فإن طبيعة تكوينها، بالشوك الذي يغطي أجسامها، منعتها عن كثير من المفترسين الكبار في عالم المحيطات الذي يحكمه قانون الغاب أيضاً.
 
لكن ذلك لا يعني ألاَّ سبيلَ إلى نجوم البحر، إذ ان لها أعداءها الطبيعيين الذين يضعونها في قوائم غذائهم، مثل أنواع من طيور النورس، ونوع من روبيان الشعاب المرجانية لا يوحي مظهره الرقيق بأنه قادر على افتراس نجم البحر، المدجج بالأشواك. ولكن الروبيان، وهو السريع نسبياً، ما إن يجثم فوق النجم الخامل الحركة حتى يُعمـل فيه "كلاباته" الحادة، فيأخذ منه قضمات متتالية، ولا يتركه إلاَّ وقد أجهــز عليه.



أضف تعليق



التعليقات 5
زائر 1 | سبحان الله 4:55 ص وله في خلقه شؤون. رد على تعليق
زائر 2 | حتى البني آدم المفترس 5:26 ص يفترس ولو بعد حين
ماله أمان
يتمسكن وإذا تمكن دار على الفقارى و افترسهم رد على تعليق
زائر 3 | 6:33 ص سبحان الله رد على تعليق
زائر 4 | سبحان الله 11:11 ص وما من دابة في الارض الا على الله رزقها صدق الله العلي العظيم رد على تعليق
زائر 5 | 12:36 ص سبحان اللي ألهم الحيوانات
سبحان الله رد على تعليق