عزام الصباح: الكويت لم تتوسط بل نقلت رغبة إيران بفتح صفحة جديدة مع الخليج
الوسط – المحرر السياسي
أكد عميد السلك الديبلوماسي في مملكة البحرين سفير الكويت الشيخ عزام مبارك الصباح أن تحرك الكويت الأخير على الصعيد الخليجي "يأتي في إطار الحرص الشديد لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد على التشاور المستمر مع إخوانه قادة دول مجلس التعاون"، حسبما أفادت صحيفة "الراي" الكويتية اليوم الأحد (17 مارس/ آذار2016).
وقال رداً على سؤال عن ماهية التحرك الذي قامت به الكويت مع دول مجلس التعاون بالنسبة إلى الملف الإيراني: «كل ما في الأمر أن الكويت تلقت عرضاً برغبة إيرانية بفتح صفحة جديدة، وانطلاقاً من حرص سمو أمير دولة الكويت على التنسيق المستمر مع قادة دول مجلس التعاون بما يعزز وحدة الصف الخليجي وسعيه الدؤوب لخلق أجواء وعلاقات إيجابية في المنطقة بما يعود بالخير للجميع، تم إطلاع القادة على هذه الرغبة الإيرانية... هذا كل ما في الأمر».
وعن ذهاب بعض التصريحات بعيداً في تفسير الموضوع على أنه «وساطة على نار حامية» أوضح الشيخ عزام أن أحداً لم يتحدث عن وساطة في الوقت الحالي، «وكان عنوانكم الرئيسي في صحيفتكم عندما نشرتم الخبر دقيقاً جداً إذ تحدثتم عن نقل الكويت رغبة إيران في فتح صفحة جديدة مع دول الخليج، والجميع يعلم مكانة صاحب السمو عربياً وعالمياً لما يملك من رؤية وحكمة وبعد نظر، ولذلك ليس غريباً أن يطرق بابه هذا الطرف أو ذاك، وفي الوقت نفسه يعرف الجميع أيضاً أن القيادة السياسية الكويتية لا تساوم في الأمور المبدئية والمصيرية وأنها ملتزمة تماماً وحدة الموقف الخليجي بل يشهد القاصي والداني لها بأنها كانت الأحرص على وحدة الموقف الخليجي في أصعب الظروف وأكثرها حساسية».
وشدد الشيخ عزام على أن «الكويت ليست طرفاً محايداً في أي خلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي وبين إيران أو غيرها. الكويت موقفها مبدئي وثابت في إطار المنظومة الخليجية، ولا يمكن أن تكون وسيطة في هذا المجال»، مبيناً أن «نقل الرغبة الإيرانية إلى دول الخليج لا يمكن توصيفه على أنه وساطة، بقدر ما هو حرص على التشاور والتنسيق من أجل تعزيز وحدة الموقف الخليجي واستقرار المنطقة».
وشدد الشيخ عزام على ضرورة ابتعاد الجميع عن المزايدات في هذه المرحلة «فالقيادة السياسية في الكويت من أكثر الذين يحرصون على تبيان قوة الموقف الخليجي ومن أكثر الذين يدافعون عن الحق الخليجي، وهي لا تفوت فرصة إلا وتبلغ المعنيين بأن الصفحات الجديدة تحتاح خطوات لبناء الثقة والأفعال تترجم على أرض الواقع، وهي تقرن مطالبها وتمنياتها بأمثلة وشواهد وتأمل بعلاج جذري للملفات العالقة لأن الحلول لا تتم بالنيات فقط».