كلينتون تطرح استراتيجية دولية - إقليمية لمحاربة «داعش»
الوسط - المحرر الدولي
أحاطت اعتداءات تنظيم «داعش» في بروكسيل والتهديدات الإرهابية في العالم بالسباق الرئاسي في الولايات المتحدة، معززة فرص المواجهة بين المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون والجمهوري دونالد ترامب، الأقوى في نظر الناخبين في ملف محاربة الإرهاب ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الجمعة (15 مارس / آذار 2016).
وفي حين دعا المرشح اليميني السناتور تيد كروز إلى نشر عناصر الشرطة في الأحياء الأميركية المسلمة، عرضت كلينتون استراتيجية شاملة لمحاربة التنظيم بتكثيف التعاون الاستخباراتي اقليمياً وأوروبياً مع الولايات المتحدة. ودعت إلى تسليح القوات العربية والكردية على الأرض لمحاربة التنظيم. وانتقدت كلينتون بشدة تصريحات ترامب للانسحاب من حلف شمال الأطلسي، مؤكدة أن «ناتو» هو «من أفضل الاستثمارات الأميركية» في القرن الأخير.
وقالت كلينتون في خطاب من جامعة ستانفورد التي تخرجت فيها ابنتها تشيلسي، أن التنظيم «يتأقلم باستمرار ويعمل في مسارح عدة، ما يتطلب رداً بعيداً ومتعدد الجبهة». ودعت إلى رص التحالفات الدولية والتركيز على توحيد الجهود بدل الخطاب الذي «يعزلنا عن شركائنا ولا يزيدنا أماناً». واعتبرت الوزيرة السابقة أن «داعش» يقود «شبكة إرهابية واسعة وله مجموعات مرتبطة به عبر الشرق الأوسط وشمال افريقيا وخلايا في أوروبا وآسيا وحتى هنا في الولايات المتحدة». وحضت كلينتون على زيادة الضربات الجوية و «الدعم للقوات العربية والكردية» إلى جانب «متابعة الاستراتيجية الديبلوماسية للوصول إلى حل سياسي في سورية والانقسام المذهبي في العراق».
ودعت السيدة الأولى سابقاً، إلى زيادة الجهود لمحاربة «داعش» الكترونياً وعبر وسائل التمويل والدعاية السياسية للتنظيم، إلى جانب تقوية البنية الاستخباراتية داخل الولايات المتحدة ومع الحلفاء لحماية الأراضي الأميركية.
ومن دون ذكر أسماء منافسَيها الجمهوريين ترامب وكروز، انتقدت كلينتون خطابيهما الموجه ضد المسلمين من منع ترامب استقبال المسلمين ودعوة كروز لرقابة أمنية أكبر على الأقلية. وقالت أن «الشعارات لا تصنع استراتيجية والكلام غير المتزن سيكون له رد فعل عكسي... نحتاج الى توحيد الصف وليس تفرقة الأميركيين». وأضافت أن أميركا «تحتاج قيادة قوية وذكية ومستقرة للفوز في هذا الصراع».
وحاولت كلينتون الإفادة من الاستطلاعات التي تعطيها أفضلية وبفارق عشر نقاط على ترامب في قضية محاربة الإرهاب، وهامشاً أكبر في معالجة الأزمات الدولية (استطلاع واشنطن بوست)، وركزت على أهمية تمتين تحالف «ناتو» الذي دعا ترامب الأسبوع الماضي الى الانسحاب منه. وقالت «إن ناتو تحديداً هو من أفضل الاستثمارات التي قامت بها الولايات المتحدة، من البلقان الى أفغانستان... تشاركنا بحمل العبء وتقديم التضحيات». وسخرت من ترامب وسياسته ضد الأوروبيين، وقالت أن «إدارة ظهرنا الى تحالفاتنا سترسل الإشارة الخطأ إلى أصدقائنا وخصومنا على حد سواء».
وأضافت أنه «في حال وصل ترامب، سيكون ذلك مثل احتفال عيد الميلاد في الكرملين... وسيجعل من أميركا أقل أماناً والعالم أكثر خطورة».
ورد ترامب في تغريدات على «تويتر» معتبراً أن كلينتون «لها في الإدارة 20 عاماً تحارب الإرهاب وهذا ما وصلنا إليه». كما تباهى بأن لديه مليوني متابع على تويتر أكثر من المرشحة الديموقراطية.
وتحاول المؤسسة الجمهورية تقوية كروز بعد تلقيه دعماً من جيب بوش ولمنع ترامب من حصد الـ 1237 مندوباً قبل المؤتمر الحزبي. ولدى ترامب اليوم 739 مندوباً مقابل 456 لكروز، وفي حال فشل أي منهما من حصد «الرقم الذهبي» سيذهب الحزب إلى المؤتمر في تموز (يوليو) لاختيار مرشحه هناك.
وبين الديموقراطيين، تتقدم كلينتون بنحو 1690 مندوباً مقابل 946 لبيرني ساندرز، ويحتاج أي منهما إلى 2382 مندوباً للفوز. وفيما يعطي المراقبون أفضلية لكلينتون في حصد اللقب، يعول ساندرز على مفاجآت في نيويورك وكاليفورنيا لقلب المعادلة. وستصوت ولايات ألاسكا وهاواي وواشنطن غداً بين الديموقراطيين، في أسلوب التجمعات الانتخابية. ويتقدم ساندرز فيها بسبب تراجع نسب الأقليات، إلا أنها لا تملك عدداً كبيراً من المندوبين وغير كافية للحاقه بكلينتون.