خلال احتفال جامعة الخليج العربي باليوم العالمي لمتلازمة داون
العوهلي: التزامنا العملي والأخلاقي والإنساني يدفعنا لتطوير برامج ذوي الاحتياجات الخاصة
المنامة ـ جامعة الخليج العربي
أكد رئيس جامعة الخليج العربي خالد العوهلي أهمية دمج وتمكين أطفال متلازمة داون في مجتمع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، من خلال تدريبهم وتطوير إمكاناتهم ومهاراتهم، ليعطوا أقصى ما عندهم، ويتفاعلوا بالقدر المطلوب ليصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع، موضحاً خلال الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون اليوم الاثنين (21 مارس/ آذار 2016) أن كلية الدراسات العليا أخذت على عاتقها مهمة نشر الوعي الصحي في المجتمع الخليجي، وإعداد الكوادر الخليجية المدربة للعمل بشكل فعال مع التلاميذ ذوي الإعاقة الذهنية والاحتياجات الخاصة عبر إمدادهم بأحدث المعارف والمهارات والخبرات التي تجعلهم قادرين على فهم وتطبيق أحدث النظريات ونتائج البحوث لتحقيق أفضل أداء وظيفي خلال العمل في المؤسسات التربوية التي تحتضن أطفال متلازمة داون.
وقال العوهلي خلال الكلمة التي ألقاها خلال افتتاح أعمال الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون والذي نظمته الجامعة بالتعاون مع مركز الخبر للرعاية النهارية والجمعية الخليجية للإعاقة، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت لأن يكون تاريخ 21 مارس/ آذار من كل عام يوماً عالمياً لمتلازمة داون، وهو الأمر الذي استجابت له جامعة الخليج العربي لتحتفل مع باقي المنظمات والجمعيات الأهلية حول العالم بهذا اليوم الذي تركز جل فعالياته على توعية المجتمع بمتلازمة داون.
وأضاف "نحن أسرة جامعة الخليج العربي الجامعة الرائدة في برامجها المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة نحتفل في هذا اليوم، ليس من جانب الاهتمام الإنساني بالأشخاص ذوي متلازمة داون فحسب، أنما تأكيداً منا بالالتزام الأخلاقي والعلمي لمعالجة وتطوير سبل الرعاية والمساندة لأطفال متلازمة داون، وأحد هذه السبل هو تطوير مهارات وقدرات العاملين من الأخصائيين والأطباء، كذلك تطوير قدرات ومهارات أولياء الأمور في تعاطيهم ورعايتهم لأبنائهم من ذوي متلازمة داون"، مثمناً في الوقت ذاته جهود مركز الخبر للرعاية النهارية والجمعية الخليجية للإعاقة والجمعيات والمراكز الخليجية التي تهتم بهذه بذوي متلازمة داون، مقدراً أيضاً جهد أخصائي طب الأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، ورئيس اللجنة العلمية في الجمعية الخليجية للإعاقة عبدالله الصبي لتقديمه ورشة عمل بعنوان "كيفية نقل الخبر لعائلات أطفال متلازمة داون" ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي مما يسهم في تطوير مهارات العاملين والأخصائيين لمساعدة الأسر في كيفية التعامل مع طفل متلازمة داون.
من جانبه، دعا الرئيس الفخري للجمعية الخليجية للإعاقة، رئيس المؤسسة الوطنية لخدمات المعاقين، الفريق الشيخ دعيج بن خليفة ال خلفية إلى إنشاء قاعدة بيانات عن ذوي متلازمة داون في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليتفهم أفراد المجتمع طبيعة احتياجاتهم ويشاركوا في تطوير قدراتهم وتعاطيهم من خلال تحرير القدرات الكامنة لديهم، ليشاركوا في عملية الإنتاج والتنمية، مؤكداً أهمية تطوير البرامج التربوية لتحسين نوعية حياة ذوي متلازمة داون، وحفظ حقوقهم وصون مصالحهم والارتقاء بمهاراتهم وتطويرها من خلال تنظيم الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية على نحو مستمر، واعتماد سياسة الدمج العكسي بعدما أثبتت التجارب فائدتها وفعاليتها.
إلى ذلك، أكدت رئيسة قسم صعوبات التعلم وبرنامج الإعاقة الذهنية والتوحد، أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة الخليج العربي، مريم الشيراوي أن جامعة الخليج العربي تأخذ على عاتقها تبني عدد من المبادرات التي تشمل التعليم والتدريب والتوعية بالإعاقات المختلفة والتي منها متلازمة داون التي تعد من الإعاقات الشائعة التي تسبب تأخر في النمو الجسمي والعقلي والقدرات الكلامية، وهي من المسببات الرئيسية للتأخر الإدراكي، مؤكدة أن الأشخاص ذوي متلازمة داون قادرون على التعلم إذا وفر لهم التشجيع والتدريب المستمر على أيدي متخصصة، مشيرة إلى أن أهمية الكشف والتدخل المبكر في التأهيل والتدريب يساعد الطفل على السير في حياته الطبيعية، وأهمية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة بالأطفال الطبيعية في المدارس.
وفي السياق ذاته، استعرضت مديرة مركز الخبر للرعاية النهارية سنثيا كردي الخدمات التي ويوفرها المركز للأطفال ذوي متلازمة داون وطرق التدريس في المركز ونتائج الدمج العكسي الذي اثبت فعاليته، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية تدريب الأسر على التعامل الأمثل معهم في بيئة مناسبة من خلال تنويع الأنشطة الموجه لهم سواء كانت ثقافية أو ترفيهية أو اجتماعية، مقدرة جهود الجامعة في الاهتمام باليوم العالمي وبتدريب وتأهيل الكفاءات التي تتعامل مع أطفال متلازمة داون، بعدها عرضت أفلام تحكي عن أهم المشاهير من ذوي متلازمة داون، ليعرض مشعل البدر ممثلاً عن ذوي متلازمة داون تجربته المتميزة في "رحلة الأمل" البحرية التي انطلقت من دولة الكويت بدعم من أمير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الصباح لتقطع 14 ألف ميل بحري ليمر بـ 18 دولة حول العالم، معبراً عن حبه لدول الخليج العربي وإخوته من ذوي متلازمة داون حول العالم.
هذا، وعرضت الطبيبة إيمان السعدون وهي أم لطفلين من ذوي متلازمة داون تجربتها في تربيتهما ورعايتهما طوال 14 عاماً، إذ قالت: "بدأت رحلتي معهما بالصدمة والأسئلة الحائرة والخوف من المستقبل والمسئولية الجسيمة، ومرت بطلب المساعدة والدعم، ثم التقبل والقناعة وقبول الواقع الجميل مع أطفال هم أقرب إلى الملائكة من البشر"، بعدها كرم رئيس الجامعة الجهات المشاركة في تنظيم الاحتفال، كما كرمت مديرة مركز الخبر للرعاية النهارية رئيس الجامعة مريم الشيراوي، فيما ناقش المشاركون في ورشة "كيفية نقل الخبر لعائلات أطفال متلازمة داون" في نهاية الحفل الدور الأسري ودور العلاج الوظيفي في تدريب أطفال متلازمة داون.