العدد 4944 بتاريخ 20-03-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةاقتصاد
شارك:


ماذا سيحدث في حال قررت روسيا قطع إمدادات الغاز إلى أوروبا؟

الوسط - المحرر الاقتصادي

رصدت محاضرة في كلية "كوريوس كريستي" في جامعة "كامبريدج" مدى احتمالية قيام روسيا بقطع إمدادات الغاز الطبيعي عن أوروبا لفترة طويلة من الزمن، والآثار المحتملة لهذه الخطوة.

وأشار تقرير نقله موقع "أرقام" عن "فاينانشال تايمز" إلى أن هذا السيناريو قد يضر بمصالح روسيا أكثر من أي فائدة مرجوة، حيث إن موسكو تعتمد بشكل كبير على صادرات الطاقة إلى أوروبا كأحد الموارد المالية الهامة.

سيناريو كابوسي

- اعتمد المتحدث الرئيسي في المحاضرة خبير الطاقة "نيك باتلر"، والرئيس التنفيذي السابق لشركة "بي بي" النفطية على ضرورة استعداد الحكومات والأكاديميين للسيناريوهات المرعبة التي تعد واردة ولا يمكن التنبؤ بمدى احتمالية  حدوثها.

- مثل التراجع في أسعار الطاقة حول العالم أحد أشكال الضغط الكبير على الاقتصاد الروسي خلال الفترة الماضية، ما دعا موسكو لمحاولة تعويض هبوط الطلب على الغاز من الدول الأوروبية من خلال زيادة الصادرات إلى الصين، دون نجاح كبير في هذا التوجه.

- تساءل "باتلر" عن احتمالية حدوث "سيناريو كابوسي" من خلال قيام الرئيس الروسي "فيلاديمير بوتين" بإطلاق مغامرة جديدة مماثلة لما قام به بالحرب ضد جورجيا في عام 2008 وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014، وعن رد فعل الغرب تجاه هذا الأمر.

- يتمثل السيناريو في احتمالية قيام "بوتين" بإشعال الصراع الانفصالي في جنوب شرق أوكرانيا، ما قد يدفع الغرب لتعميق العقوبات الاقتصادية ضد موسكو، وهو ما قد يدعو الرئيس الروسي لقطع إمدادات الغاز عن أوروبا.

أوروبا ومخاطر متوقعة

- في حال تعطيل إمدادات الغاز الروسي عن أوروبا فإن أثر ذلك على دول غرب أوروبا ومنها ألمانيا المستورد الرئيس للغاز الروسي قد لا يكون كبيرًا، إلا أنه سيكون أكثر وطأة على دول أوروبا الوسطى والشرقية، رغم أنه سيظل تحت السيطرة الممكنة.

- ستكون أوكرانيا هي الدولة الأكثر تأثرًا بهذا السيناريو المحتمل، مع الضغط المتوقع من قبل الانفصاليين الروس في البلاد على الفحم والكهرباء وإمدادات الغاز، ما سيخفض إمدادات الطاقة ليومين فقط أسبوعيًا.

- ستشهد أوكرانيا – وفقًا لهذا السيناريو – انهيارًا اقتصاديا واضحًا، ما سيدفع ذلك أعدادا كبيرة من مواطنيها للفرار غربًا إلى بولندا وألمانيا ودول أخرى.

- من شأن وصول الأمور لهذه المرحلة أن تتحرك حكومات فرنسا وبريطانيا وألمانيا، والتي تعاني بسبب أزمة الهجرة، لتكون مستعدة للتوصل لاتفاق مع "بوتين"، كما سيكون واضحًا لروسيا أن واشنطن لن تتدخل باستخدام القوة العسكرية لصالح أوكرانيا.

روسيا الرابح الأكبر

- توقع "باتلر" أن تنتهي الأزمة عند هذا الحد وفقًا للشروط الروسية، ما سيحول أوكرانيا إلى دولة محايدة رسميًا، ويجعل قادتها تابعين لموسكو، بالإضافة إلى تحول منطقة "دونباس" في جنوب شرق البلاد إلى حكم شبه مستقل عن أوكرانيا.

- من جانبها، ستكون أوروبا مضطرة لتوقيع عقود جديدة طويلة الأجل للحصول على الغاز الروسي، ما سيدفع أوروبا لشراء كميات كبيرة من الغاز لمدة 25 عامًا بسعر ثابت قد يتجاوز سعر السوق بنسبة 20%.

- يعتقد التقرير أن هذا السيناريو الكابوسي قد يتحول إلى حقيقة بفعل 3 عوامل، الأول يتعلق بمشاكل الطاقة في روسيا، والثاني يتعلق بالصراع حول مستقبل أوكرانيا بين موسكو والغرب، والثالث يتمثل في ضرورة اعتراف أوروبا بعدم إمكانية استبعاد روسيا من النظام الجغرافي والاقتصادي الأوروبي.



أضف تعليق