جواهري يفتتح المؤتمر الفني للإتحاد العالمي للأسمدة بالعاصمة الهندية نيودلهي
المنامة - جيبك
افتتح رئيس مجلس إدارة الإتحاد العالمي للأسمدة المؤتمر الفني للإتحاد عبدالرحمن جواهري الذي انعقدت أعماله في مدينة نيودلهي بجمهورية الهند وذلك خلال الفترة ما بين 14 لغايّة 17 مارس الجاري، وتحضره حوالي 200 شخصية عالمية متخصصة في مجال الأسمدة وصناعاتها يمثلون 40 دولة من مختلف أنحاء العالم.
واستهل عبدالرحمن جواهري كلمته الافتتاحية بالترحيب بالحضور والمشاركين، ثم استعرض بإيجاز أهم المنجزات التي حققها الإتحاد العالمي للأسمدة وذلك منذ تأسيسه عام 1947 حتى الآن، ملقياً الضوء في كلمته على الخدمات النوعية التي يقدمها الإتحاد لأعضائه والتي من بينها الملتقى السنوي الذي يجتمع فيه أعضاء الإتحاد مع الجهات الاخرى ذات العلاقة بهدف تبادل الخبرات والمعلومات المتعلقة بهذه السلعة الحيوية.
وأوضح جواهري الذي يرأس كذلك شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات والإتحاد العربي للأسمدة، بأن هذا المؤتمر الفنّي يهدف إلى الوصول إلى قيادة أفضل في إدارة إنتاج الأسمدة بحيث يتم التركيز من خلالها على القضايا ذات الأهمية الحيوية للمنتجين والعمل على تمكين أعضاء الاتحاد من الحفاظ على استمرارية التشغيل بأقل كلفة ممكنّة بالتزامن مع تحسين الكفاءة، والإلتزام بالمعايير البيئية، مؤكداً في هذا الصدد بأن العالم يعاني اليوم من الطلب المتزايد على الغذاء والألياف والوقود الحيوي، الأمر الذي يكرس الحاجة إلى زيادة في الإنتاج الزراعي خاصّة في ظل محدودية الأراضي الزراعية التي يعاني منها معظم دول العالم وارتفاع عدد السكان، حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى ما يقارب 8 مليارات نسمة بحلول عام 2030.
كما ركز جواهري في كلمته على الاستراتيجيات التي يوليها الإتحاد أهميّة كبرى والتي من المؤمل أن يقوم المؤتمر بتسليط الضوء عليها ومناقشتها، ومن أهمها التغيرات المناخية والإبتكار في مجال الأسمدة واستخدام أفضل التقنيات والممارسات المتاحة، بالإضافة الى خلق قيادات شابة من المهتمين بمجال صناعة الأسمدة عن طريق المشاركة ونقل الخبرات والمعرفة بين الاجيال، مؤكداً بأن هذه الاستراتيجيات ستسهم بشكلٍ كبيرٍ في النهوض بهذه الصناعة الحيوية على مستوى العالم بأسره.
وشدد جواهري في كلمته على الأهمية المتزايدة لصناعة الأسمدة على مستوى العالم وذلك لكونها العنصر الأهم في توفير الغذاء لسكان العالم، حيث قطعت هذه الصناعة شوطاً كبيراً في تحسين الإنتاجية مع الإلتزام الكبير بتطبيق مبادئ السلامة والصحة والبيئة، حيث تمكن مصّنعو الأسمدة حول العالم من الإرتقاء بهذه الصناعة إلى مستويات غير مسبوقة. وامتدح الكمّ الهائل من التحسينات التكنولوجية والعملية التي يتم تطبيقها اليوم في عمليات إنتاج الأسمدة حيث يُعتبر هذا التوّجه واحداً من أولويات الاتحاد العالمي منذ تأسيسه، حيث أصبح التحسين المستمر ضرورة وليس مجرد ترف.
وتطرق جواهري إلى الوسائل الكفيلة بمواجهة التحديات التي تواجه صناعة الأسمدة والتي من أهمها الأزمة المالية الحادة التي إجتاحت العالم بأسره وألقت تبعاتها على مختلف القطاعات بما في ذلك مستهلكي الأسمدة وخصوصاً المزارعين منهم. وفي ختام كلمته، تقدم جواهري بجزيل الشكر والإمتنان إلى السادة أعضاء مجلس إدارة الإتحاد العالمي للأسمدة والأمين العام والقائمين على تنظيم هذا التجمع الفني المهم، كما شكر الحاضرين على حرصهم على التواجد والمشاركة بخبراتهم في هذا المؤتمر المتخصص.
يذكر أن استخدام العالم للأسمدة النيتروجينية يبلغ حوالي 61% مقارنة بالأسمدة الفوسفاتية التي تبلغ نسبة إستخدامها 23% والبوتاسية 16% مما يشكل تحدياً كبيراً لصناعة الأسمدة. وقد ظل معدل الاستهلاك العالمي للأسمدة ثابتاً عام 2015 بالمقارنة مع العام الماضي في حين من المتوقع أن يزداد هذا الإستهلاك بنسبة 1.6% في العام الحالي 2016، إلى أن يصل معدل الزيادة في الإستهلاك العالمي للأسمدة إلى 7.5% بحلول 2019، كما ورد في تقارير الإتحاد العالمي للأسمدة.
يُشار إلى أن الإتحاد الدولي لمصنعي الأسمدة هو واحد من أكبر الإتحادات في العالم ويضم جميع مصنعي ومانحي التكنولوجيا لصناعة الأسمدة الصناعية النيتروجينية والفوسفاتية، ويضم تحت عضويته العديد من الشركات الكبرى من شتى دول العالم. ويحظى مصنعو الأسمدة في الوطن العربي من دول الخليج العربية ومصر وليبيا وسوريا والأردن بحضور جيد في الإتحاد، إذ تعتبر هذه الدول من الدول المصنعة للأسمدة النيتروجينية، إلى جانب دول المغرب العربي والأردن المعروفة بإنتاجها للأسمدة الفوسفاتية. ويمثل المؤتمر الفني الذي يقام كل عامين، المكان الأبرز لاجتماع المتخصصين والمهتمين من كبار قادة الصناعة والمسؤولين التنفيذيين في قطاع الأسمدة، ومدراء الإنتاج والمهندسين.