العدد 4943 بتاريخ 19-03-2016م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


صحف عربية تثير "فدرلة" سورية وتصريحات بان كي مون حول الصحراء الغربية

الوسط - المحرر السياسي

أثار بعض الكتاب العرب المخاوف من أن إعلان أحزاب كردية سورية قيام نظام فيدرالي على ثلاث مناطق تسيطر عليها في شمال سوريا قد يؤدي إلى إعادة تقسيم المنطقة على غرار اتفاق سايكس-بيكو قبل مئة عام، وفق ما نقل موقع "بي بي سي" اليوم الأحد (20 مارس / آذار 2016).

من ناحية أخرى، شنت صحف مغربية هجوماً على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بسبب تصريحاته التي استخدم فيها لفظ "احتلال" للإشارة إلى الوضع في الصحراء الغربية المتنازع عليها. ودافع كتاب صحراويون وجزائريون – حيث تؤيد الجزائر جبهة بوليساريو الداعية لاستقلال الصحراء الغربية – عن الأمين العام للأمم المتحدة وهاجموا المملكة المغربية على ردة الفعل تجاه تصريحاته.

"لم يعد وسيطا محايدا"

في صحيفة "الأحداث" المغربية، قال يونس دافقير: "لا يمكن للمرء إلا أن يشعر بالتقزز من إصرار بان كي مون ومحيطه على التشبث بالمأزق الذي وضعوا فيه هيئة الأمم المتحدة في ملف الصحراء".

وعلى موقع "جديد بريس" المغربي، شكر جواد الشفدي – على نحوٍ تهكمي – بان كي مون على تصريحاته "الشاذة" لأنها "وحدت أحزاب الأغلبية والمعارضة والحكومة"، قائلا: "برلمانيو الغرفتين على قلب رجل واحد وشجبوا خرجتك غير المسؤولة". وأضاف الكاتب: "زلتكم إذن تقتضي الاعتذار وإرجاع الأمور إلى نصابها، أو الانسحاب وترك هذا المكان لمن هو أجدر بتوخي أقصى درجات الحياد في منصبكم الحساس".

وعلى الموقع نفسه، اتهمت نزهة الوفي الأمينَ العام بأنه "لم يعد وسيطاً محايداً، واختار أن يكون طرفاً يجتر مغالطات لا علاقة لها بالقانون ولا بالتاريخ ولا بالواقع المعاش".

وعلى موقع "هسبريس" الإخباري المغربي، عدّد الكشرادي رشيد "المكاسب الخمسة" التي سجلها المغرب من تصريحات بان كي مون كالتالي: " تعزيز الوحدة الوطنية" التي تجلت في المظاهرات المنددة بتصريحاته، وردود الفعل الدولية خاصة فرنسا وأمريكا، وزيارة العاهل المغربي لدولة روسيا الفيدرالية التي توجت ببيان ختامي أكدت فيه الدولتان على عدم الخروج على "المعايير المحددة سلفا في القرارات الحالية لمجلس الأمن"، ورد الفعل المباشر لسكان الصحراء الذين نظموا "في سابقة هي الأولى من نوعها، مسيرة قاربت مائتي ألف مشارك في اتجاه بعثة [الأمم المتحدة] المينورسو من أجل تسليم رسالة احتجاج"، وكذلك "الإجراءات العقابية التي سيتخذها المغرب حيال سحب مساهماته وقواته في دعم الأمم المتحدة لتحقيق السلم والأمن الدوليين". واختتم رشيد مقاله قائلا: "لذلك، فكل مغربي تابع وتفاعل مع الأحداث الأخيرة، يقول في قرارة نفسه...شكرا السيد بان كي مون...شكرا على المكاسب الخمسة".

وكتب مدير النشر في جريدة "العلم" عبد الله البقالي، يقول إن بان كي مون "اختار التوقيت المناسب لاستفزاز المغاربة"، حيث إنه في نهاية ولايته الثانية وليس له أن يترشح لثالثة، ولذلك فإنه "يحاول من جهة افتعال أزمة كبيرة للتغطية على حصيلته الفاشلة جدًا في قيادة المنتظم الأممي".

وفي تلميح من الكاتب إلى دور الجزائر المؤيد للبوليساريو، قال البقالي: "أما السيناريو المقلق فإن بان كي مون قد يكون قام بما قام به ليس من أجل سواد عيون البوليساريو ولا مراعاة للمواطنين المدنيين المكومين في مخيمات تفتقد لأبسط شروط العيش الكريم، بل بسبب عوامل ومؤثرات مغرية أخرى قد تكون المخابرات الجزائرية تكلفت بتسديدها".

"عجز" الدبلوماسية الصحراوية

تحت عنوان "المغرب يتخبّط في اضطرابٍ غير مسبوق"، كتب رئيس قسم الشؤون الدولية بجريدة "الشروق" الجزائرية عبد السلام سكية يقول إن المغرب لايزال "صريعا من الموقف الذي تبنته الأمم المتحدة، بخصوص القضية الصحراوية، من خلال إعلان أمينها العام بان كي مون، ضرورة إنهاء الاحتلال المغربي للصحراء عبر استفتاء تقرير المصير".

وعلى موقع "المستقبل الصحراوي"، أرجع محمد لمين عبد الرحمان الهجوم المغربي على بان كي مون إلى محاولة إظهاره بأنه "خلاف شخصي بعيد عن المنظمة الأممية"، ثم الضغط عليه "بغرض ابتزازه وثنيه عن الزيارة المرتقبة للمغرب والمناطق المحتلة، ونجح المغرب في إلغاء الزيارة".

وانتقد عبد الرحمان الدبلوماسية الصحراوية التي لم تستطع مسايرة الحدث والاستفادة منه، قائلا: "نقف أمام المعطى الجديد بأيدٍ مقيدة وعاجزة، وبدل تحريك الدبلوماسية الصحراوية، ينتقل وزير الخارجية إلى العاصمة الجزائرية لعقد مؤتمر صحفي، يردد فيه اسطوانة قديمة مشروخة، حفظتها الأجيال المتعاقبة عن ظهر قلب، وأصبحت لغة متداولة عند هواة السياسة".

وعلى الموقع نفسه، كتب البشير محمد لحسن، قائلا: "على المغاربة التفكير بعقلانية، والابتعاد عن التضليل الإعلامي، وطرح السؤال البسيط، لماذا تتواجد البعثة الأممية لتنظيم الاستفتاء بالصحراء الغربية المعروفة اختصاراً بـ "المينورسو" في كل مدن الصحراء الغربية، وليس في الدار البيضاء مثلاً، أو مراكش؟"

ويجيب لحسن قائلا: "الجواب واضح وضوح الشمس لأن الصحراء الغربية مدرجة في لوائح الامم المتحدة لتصفية الاستعمار حسب القرار الأممي رقم 2354 الصادر عن الجمعية العامة بتاريخ 19 ديسمبر/ كانون الأول 1967 و الذي يلح على ضرورة تطبيق مبدأ تقرير المصير للشعب الصحراوي".

"فدرلة" سوريا

كتب عبدالباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "رأي اليوم" الإلكترونية التي تصدر من لندن محذرًا من أن "الفدرلة" قد تبدأ بسوريا ثم تركيا وإيران.

يقول عطوان: "سايكس بيكو الأولى... قسمت المنطقة العربية ونسفت حلم الوحدة العربية الجامعة، وسايكس بيكو الثانية التي ترتكز على اتفاق كيري–لافروف ربما تؤدي الى تفتيت "الدولة القطرية" التي قبلناها على مضض، تحت عنوان "الفدرلة"، سوريا "الرجل المريض" الجديد قد تكون البداية وتركيا وإيران بعدها ثم تكرّ السبحة، ونأمل ان لا تكون الأيام بيننا هذه المرة".

وفي صحيفة "النهار" اللبنانية، قال إلياس الديري إن أكراد سوريا لم يضيِّعوا الفرصة وسارعوا "في التوقيت المناسب إلى فتح باب "الفَدْرَلَة" على مصراعيه". يقول الكاتب: "أوَّل الغيث قطرة. وأوَّل المسيرة في اتجاه التغيير خطوة. وأوَّل القرارات التاريخيَّة كلمة. وأوَّل الانفصال إعلان الزواج من اللامركزيَّة متوأَمةً مع الفيديراليّة. وأوَّل الفيديراليات السوريَّة كرديٌّ بكل تفاصيله وتطلّعاته ... لا بدَّ أن تنفتح شهيّات فئات متعدَّدة داخل سوريا، وربما داخل دول عربيّة أخرى، على التشبُّه بالأكراد، والإقدام على مثل ما أقدموا عليه".

من جانب آخر، يرى عريب الرنتاوي في "الدستور" الأردنية أن أكراد سوريا تسرعوا بإعلان هذه الخطوة التي اعتبرها "قفزة في المجهول"، وقال: "لقد أحيا القرار الكردي المنفرد والمتسرع، المخاوف من وجود "أجندة خفية" لديها، انفصالية بامتياز، وسوف يدفع هذا القرار مختلف الأطراف، إلى إعادة قراءة وتقييم السياسات الكردية"، مضيفًا أن هذا التطور المفاجئ قد يجعل الأكراد يعرضون "مكتسبات سنواتهم الخمس الفائتة للخطر والتهديد، فيصح فيهم القول: من استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".



أضف تعليق