ما هي الحوسبة السحابية وما استخداماتها؟
الوسط - المحرر التقني
الحوسبة السحابية "Cloud computing" هي مصطلح يشير إلى المصادر والأنظمة الحاسوبية المتوافرة تحت الطلب عبر الشبكة والتي تستطيع توفير عدد من الخدمات الحاسوبية المتكاملة دون التقيد بالموارد المحلية بهدف التيسير على المستخدم.
وتشمل تلك الموارد مساحة لتخزين البيانات والنسخ الاحتياطي والمزامنة الذاتية, كما تشمل قدرات معالجة برمجية وجدولة للمهام ودفع البريد الإلكتروني والطباعة عن بعد، ويستطيع المستخدم عند اتصاله بالشبكة التحكم في هذه الموارد عن طريق واجهة برمجية بسيطة تُبَسِّطُ وتتجاهل الكثير من التفاصيل والعمليات الداخلية.
وقد انتشرت في السنوات القليلة الماضية مصطلحات كثيرة ترتبط بالحوسبة السحابية وبعدة أشكال مختلفة، فهناك خدمات التخزين السحابي، الموسيقى السحابية والتطبيقات السحابية بل حتى أنظمة التشغيل السحابية.
بعض الأمثلة عن الخدمات السحابية:
- خدمات البريد الإلكتروني: Gmail, Yahoo, Hotmail
- خدمات التخزين السحابي: Google Drive, Dropbox, SkyDrive
- خدمات الموسيقى السحابية: Google Music, Amazon Cloud Player, iTunes/iCloud
- التطبيقات السحابية: Google Docs, Photoshop Express
- أنظمة التشغيل السحابية: Google Chrome OS, Jolicloud
تسمح خدمة الحوسبة السحابية للمستخدم بالوصول إلى جميع التطبيقاته والخدماته من أي مكان وفي أي زمان عبر الإنترنت؛ لأن المعلومات مخزنة على سيرفرات الشركة المقدمة للخدمة وليست على أجهزة المستخدم.
كما أنها تخفض التكاليف على المستخدمين, حيث لم يعد من الضروري شراء أسرع أجهزة حاسب أو افضلها من حيث الذاكرة وسعة التخزين, بل يمكن لأي جهاز كمبيوتر عادي وباستخدام أي متصفح للويب الوصول للخدمات السحابية المقدمة. ولم يعد على المؤسسات شراء التجهيزات مثل الخوادم المكلفة لتقديم خدمة البريد الإلكتروني لموظفيها, أو الوحدات التخزينية الضخمة لعمل النسخ الاحتياطية لبيانات ومعلومات المؤسسة.
كما ان عمل الخدمة بشكل دائم مضمون، حيث تلتزم الشركة المقدمة لخدمة التخزين السحابي بالتأكد من أن الخدمة تعمل على مدار الساعة بأفضل شكل ممكن. عندما تستخدم أحد خدمات التخزين السحابي فإن معلوماتك مخزنة على أكثر من مخدم واحد لضمان عدم فقدانها، كما أن الشركة المقدمة للخدمة تلتزم بإصلاح أية أعطال طارئة بأسرع وقت ممكن. وهذا يوفر عليك الكثير من الوقت والتكلفة كمستخدم أو صاحب شركة يتولى مسؤولية إدارة تجهيزاته وبرمجياته الخاصة.
ويمكن للمستخدم الاستفادة من البُنى التحتية الضخمة التي تقدمها الخدمات السحابية للقيام بالاختبارات والتجارب العلمية. بعض الحسابات المعقدة تحتاج إلى سنوات لإجرائها على أجهزة الكمبيوتر العادية، بينما تتيح شركات مثل غوغل وآمازون سحاباتها المؤلفة من آلاف المخدمات المرتبطة بعضها ببعض لإجراء مثل هذه العمليات الحسابية بدقائق أو ساعات.
ولكن يوجد بعض المخاوف الأمنية اذ يخشى البعض من وضع كل معلوماته وملفاته لدى الشركات المقدمة للخدمات السحابية، فلو تعرضت الخدمة لعملية اختراق ناجحة، قد يتمكن المخترق من الحصول على معلومات المستخدمين، كما لو لجأت الشركة إلى بيع معلوماتك أو الاستفادة منها بشكل أو بآخر فسيكون هذا مشكلة حقيقية. والضمان الوحيد هو اللجوء إلى الشركات الكبيرة ذات الموثوقية العالية والسمعة الجيدة في هذا المجال
كما أن التطبيقات السحابية تحتاج إلى اتصال بالانترنت، حيث سيؤثر انقطاعك عن الانترنت على تمكنك من تأدية عملك، لكن الشركات بدأت تتدارك هذا، وبفضل بعض تقنيات HTML 5 وجافاسكربت الحديثة بات بالإمكان بناء تطبيقات ويب يمكن أن تعمل دون اتصال بالانترنت، ثم القيام بالمزامنة لدى عودة الاتصال، لكن ما زلنا بحاجة إلى المزيد من الوقت كي تتطور هذه التطبيقات والتقنيات بشكل أكبر.
ومعظم التطبيقات السحابية لم تصل بعد إلى مستوى تطبيقات سطح المكتب التقليدية، حتى الآن لم تصل تطبيقات تحرير الصور عبر الويب إلى مستويات تضاهي مثلا تطبيق فوتوشوب التقليدي، ولم تصل تطبيقات تحرير المستندات عبر الويب إلى مستوى مايكروسوفت أوفيس، لكنها تقترب من هذا تدريجياً مع مرور السنوات.
ستصبح الحوسبة السحابية عن قريب كل شيء بكل تأكيد وسنصل إلى النقطة التي ستتحول فيها جميع أنظمة التشغيل إلى أنظمة سحابية مشابهة لنظام "Google Chrome OS". فشركة غوغل بدأت في هذا الخط مبكرة, وستتبعها بقية الشركات وسنصل إلى مرحلة يسمح للمستخدم بتشغيل جميع تطبيقاته عبر الويب, وحتى أضخم الألعاب. فتقنيات الحوسبة السحابية تتطور بسرعة, وتطبيقات الويب تتطور بسرعة, وسرعات الأنترنت تتحسن بسرعة.