وفاة عميد عائلة العابد الحاج رضي... المهندس والبهلوان والوفي
المنامة - صادق الحلواجي
نزل الأجل المحتوم على عميد عائلة العابد، الحاج رضي العابد، أحد أكبر شخصيات العاصمة المنامة الاجتماعية، ووالد كلاً من بدر، غازي، طارق، وعبدالله. وسيشع إلى مثواه الأخير عصر اليوم السبت (19 مارس/ آذار 2016) من مأتم مدن في المنامة.
الحاج رضي العابد... عرفه الجيل الحالي بالرجل الذي يشارك الأطفال في لعب كرة القدم عند مروره بأحد الأزقة، ويطارحهم الضحكة والطرفة، كما أنه صاحب الكرسي والعكاز، الذي لا يفارق باب منزله صباحاً ومساءً، حيث يلقي التحية على المارة من الرجال والنساء والكبار والصغار أبناء حيه، مبتسماً دائماً، مرحباً بالكل، الكثير من القصص والحكايات القديمة والطريفة ينقلها لمن يقف للتحدث معه على باب منزله، سواء كان يعرفه أم لا. ورغم أنه لم يعد يقوى على الحركة بعد تقدم سنه ونيل المرض منه، إلا أنه كان مصراً على مساعدة الجميع في أي خدمة يستطيع المساعدة فيها، وأقل ما يضيّف به الجميع هي ابتسامة الأب التي شابها الهرم.
بالنسبة لجيل الفقيد، كان مهندساً ساهم في تصميم وهندسة عدد من المباني بالمنامة وخارجها، وأبرزها كان مأتم بن زبر. وكغيره من أبناء جيله، كان ذلك الشاب البهلوان والبطل الذي لا تنسى المنامة حركاته، وأبرزها أنه لعب كرة القدم، وسحب سيارة بأسنانه، وحرّك صخرةً ضخمةً من مكانها، وغيرها من البهلوانيات التي نفذها بجسمه المفتول العضلات، ونمط حياته المستقاة حينها من الأفلام السينمائية الحركية الأجنبية والمصرية تحديداً.
هذه الشخصية كانت في الوقت نفسه هادئةً للغاية ومسالمةً ومحببة للجميع، فقد زوجته منذ سنوات طويلة، واكتسب بعد ذلك لقب الوفي بين من هم في سنه من الرجال والنساء، إذ رفض أن يقترن بزوجة أخرى من بعدها، بل ظل جالساً على باب منزله ويخبر بعض من يلومه على الجلوس في وقت الحر وبرودة الجو بأن المنزل لا يسوى من غير عضيدته المرحومة، وخير له أن يرى أبناء منطقته ذهاباً وإياباً مرحباً: على عيني ورأسي... ثم انتهى به الحال عند محتوم القضاء، فبقي مقعده وعكازه وحيدين على باب منزله حين فارق الحياة.