الأتحاد الاوروبي وتركيا يحاولان انجاز اتفاق مثير للجدل حول الهجرة
بروكسل – أ ف ب
تلتقي الدول الـ28 الاعضاء في الاتحاد الاوروبي اليوم الخميس (17 مارس / آذار 2016) في بروكسل لمحاولة وضع اللمسات الاخيرة على اتفاق مهم مع تركيا يثير مضمونه تحفظات كبيرة خصوصا لدى قبرص.
ولن تبدأ هذه القمة الجديدة التي تستمر يومين في البحث في ازمة الهجرة، قبل مساء الخميس على عشاء عمل يتوقع ان يسوده التوتر بين القادة الاوروبيين المنقسمين.
ورأت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الاربعاء انها ترى فرصة "اولى" لتسوية جماعية لازمة الهجرة في ابرام اتفاق مع انقرة، لكنها رفضت في الوقت نفسه الموافقة على كل مطالب تركيا.
وفي الوقت نفسه، ردت المفوضية الاوروبية على واحدة من اكثر النقاط اثارة للخلاف في هذه الخطة الاوروبية التركية، مستبعدة اي مشروع "لابعاد جماعي" للمهاجرين الى تركيا.
وقالت ميركل امام مجلس النواب "خلال المجلس الاوروبي الخميس والجمعة في بروكسل، سنرى ان كنا سنتوصل الى اتفاق يمنحنا للمرة الاولى فرصة حقيقية لحل دائم واوروبي لمسألة اللاجئين". واضافت ان الخطة قيد الدرس حاليا تقضي بوجود تحالف مع تركيا من اجل "تقاسم عبء" ازمة الهجرة.
من جهته، قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك مساء الاربعاء ان "الهدف واضح وهو اتفاق مقبول من الدول الـ28 الاعضاء ومن قبل شركائنا الاتراك ايضا". وتوسك مكلف من قبل دول الاتحاد التفاوض مع انقرة.
وفوجئ الاتحاد الاوروبي الذي يسعى منذ اشهر للحصول على تعاون تركيا لوقف تدفق المهاجرين "بالاقتراح التركي" الجديد في السابع من آذار/مارس عندما قالت انقرة انها اصبحت مستعدة لاستعادة كل المهاجرين الجدد الذين يصلون الى الجزر اليونانية، بما في ذلك طالبو اللجوء.
وهذه الفكرة اثارت اهتمام الاتحاد الاوروبي الذي وصل اليه اكثر من 1,2 مليون لاجىء في 2015. لكن مضمون المشروع يطرح مشاكل عدة.
وينص مشروع الاتفاق على موافقة تركيا على ان تعيد الى اراضيها اللاجئين السوريين الذين يحاولون التوجه الى اليونان ثم الى شمال اوروبا بطريقة غير شرعية، على ان يستقبل الاوروبيون على اساس "طوعي" عددا مماثلا من اللاجئين السوريين الذين ينتظرون في تركيا، في اطار آلية منظمة.
في المقابل، تطلب انقرة تنازلات اوروبية كثيرة، منها احياء المفاوضات المتعلقة بانضمامها الى الاتحاد الاوروبي وضمان حرية تنقل مواطنيها في اوروبا، وبمساعدة مالية اكثر بمرتين من تلك المقررة.لكن النقطة المتعلقة بفتح مفاوضات الانضمام الى الاتحاد تثير تحفظات قبرص التي يمكن ان تهدد اتفاقا مع انقرة.
وحول هذه النقطة اكدت ميركل ان "انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي ليس مطروحا حاليا على جدول البحث".