دواعش طردهم «تويتر».. فسكنوا «إنستغرام»
الوسط - المحرر الدولي
كشف عضو نقابة الصحفيين العالمية في باريس، وعضو الجمعية السعودية للاتصال والإعلام، مالك الأحمد أن متوسط عدد تغريدات إعلام المنظمة الإرهابية «داعش» في الحسابات الفاعلة عبر تويتر نحو 200 تغريدة يوميا 28 % منها من العراق، وسورية، و27 % من السعودية، ويتوزع الباقي على بقية الدول ، وفق ما نقلت صحيفة عكاظ السعودية اليوم الأربعاء (16 مارس/آذار2016).
وأوضح في معلومات مباشرة من خلال رؤية تحليلية أرجع بعض أرقامها الدقيقة لدراسة تحليلية للباحث محمد العربي من مركز الملك فيصل للبحوث، أن إعلام داعش ينتمي إلى عالم الدعاية الشمولية، أكثر منها إلى الدعاية الحركية. مستفيدا من التكنولوجيا وثورة التواصل الاجتماعي، وهيمنة الصورة مثل الحرص على الظهور على «صهوات الجياد، ورفع السيوف»، حيث يحاولون أن يشيروا إلى أصالة الرسالة الإعلامية، ونسبتها إلى الإسلام، وهذه من الأدوار المهمة للتنظيم والتكثيف من استخدام الوسائل الإعلامية، خصوصا الوسائل الاجتماعية بدلا من المنتديات، ونقل تكتيكات الجهاد من مجرد كتيبات إرشاد إلى الصوت والصورة.
وعدد الأحمد، وسائل الدعاية التي يقدمها التنظيم، عبر مختلف الوسائل تقوم على خطاب يؤصل لفكرة تنظيم "داعش" وعودة الخلافة وحتمية هزيمة الغرب. معتمدا على التأصيل الشرعي لمهمة التنظيم «إقامة دولة الخلافة»، والترويج لنموذج الدولة القائمة على فكرة مفرطة في المثالية والبساطة. لافتا إلى أن الرؤوس المقطوعة ليست الصورة الوحيدة في التأثير الإعلامي لإعلام داعش، بل هناك جوانب تأسيس السلطة التي تعتمد على مفهوم أيديولوجي خطير وهو «إدارة التوحش».
وعن إستراتجيات إعلام التنظيم الإرهابي، قال الأحمد: «من إستراتيجيات إعلام التنظيم، اجتذاب أكبر عدد من الشباب، ترسيخ شرعية التنظيم فقهيا، مساندة التنظيمات المتعاطفة لدفعها إلى مبايعة داعش». مشيرا إلى أن إستراتيجيتهم تعبر عن طبيعة الإعلام المعاصر الذي تتلاشى فيه الخطوط الفاصلة بين الإعلام الجماهيري التقليدي وصناعة الإعلام المجتمعي التفاعلي.
وعدد الأحمد مجموعة الوسائل الإعلامية المنتمية للتنظيم «الفرقان، الاعتصام، أجناد، مركز الحياة (إنجليزي)، مجلة دابق، مجلة دار الإسلام (فرنسي)، قناة الخلافة». وأضاف «أما المؤسسات الإعلامية غير الرسمية الداعمة لداعش هي «البتار، غرباء، إصدارات الخلافة، أخبار الدولة الإسلامية، وكالة الأنباء الإسلامية (حق)، المنتديات».
وأكد الدكتور مالك الأحمد، أن أحد الخبراء في «الدعاية الجهادية» كشف أن إعلام داعش استخدم أسلوب «الإفزاع» لإثارة الخصم حيث تؤدي الصورة دورها الأهم في إثارة «الفزع»، ويستخدم تقنيو التنظيم مهارات «هوليود» في التصوير والإخراج واللقطات، والزوايا، والمؤثرات البصرية والخلفيات الصوتية «فيديوهات الجلاد جون» تحديدا.
مضيفا أن الباحثين «آدم هوفمان ويرام شوارتز» اتفقا على أن ممارسات التنظيم في مواقع التواصل جزء من إستراتيجية قتالية وحرب نفسية أوسع من مجرد الدعاية البحتة، حيث تؤكد دراسة معهد بروكينجز الأمريكي أن إعلام داعش يملك نحو 46 ألف حساب على تويتر، وأنه يعتمد على الصورة أكثر من الكلمة ويقل تواجده في الفيس بوك، ويتنوع الخطاب في إعلام داعش بحسب المستهدف، ويعرض أحيانا صور النساء المقاتلات ويحرك العواطف في الوقوف مع الأزواج ونصرة الدين.
وحدد الأحمد أن 72 % من التغريدات في تويتر بالعربية، و18 % بالإنجليزية، و6 % بالفرنسية، وفي حالات كثيرة يتم استخدام اللغتين، خصوصا في نشر عمليات ذبح الرهائن الأجانب، حيث حرص أتباع التنظيم على عمل حسابات تحت مستوى الرادار لا يمكن تتبعها بعد غلق تويتر، واستخدام الكنى، والانتساب للبلدان تسترا، نتيجة سياسة الغلق السريع للحسابات المشبوهة، فتواجد إعلام داعش في الفيس بوك محدود لكن لهم حضور في منصة الصور «انستغرام» وموقع «تامبلر» والمحادثة «اسك».